أوقف فارس دكالة سلسلة النتائج الإيجابية للزعيم العسكري الذي ظل سجله خال من الهزائم على امتداد 14 مباراة متتالية ، قبل أن يلدغ من الجحر مرتين ويسقط بملعب العبدي في افتتاح الدورة السادسة والعشرين من البطولة الوطنية الاحترافية بهدفين لواحد أمام نفس الفريق الذي كان قد أسقطه قبل خمسة أشهر بالرباط ، ومن ثمة كرس فارس دكالة تفوقه على الجيش الملكي ذهابا وإيابا هذا الموسم . ويدين الدفاع لمهاجمه وليد أزارو الذي كان وراء تسجيل ثنائية رائعة في مرمى الحارس أمين بورقادي ، عزز من خلالها موقعه في المطاردة . كان الدكاليون المنتشون بفوز تاريخي خارج الديار في الدورة الماضية على شباب الريف الحسيمي مصرين على عدم تفويت فرصة استقبالهم للزعيم العسكري والظفر بالنقاط الثلاث لتذويب الفارق عن المتصدر إلى نقطتين في حال تعثر هذا الأخير بطنجة ، بالمقابل حضر العساكر إلى عاصمة دكاله وهم يمنون النفس بالعودة بالانتصار للثأر من رباعية الذهاب التي تجرعوا مرارتها في مرحلة الذهاب بالرباط ، ومن ثمة مواصلة الزحف نحو المراتب المؤدية إلى إحدى المسابقات الخارجية ،وهي معطيات جعلت المباراة تحمل طابع الاثارة ، وشهدت تشكيلة الفرسان تغييرات مهمة ، فإلى جانب احتفاظ المدرب طاليب بالعميد والزئبق زكرياء حذراف في دكة الاحتياط لتراجع مستواه في المباريات الأخيرة ، عمد إلى الزج بالحارس الناشيء المهدي أكداي أساسيا لتعويض شيخ حراس البطولة الوطنية عزيز الكيناني الذي يرقد بإحدى المصحات الخاصة بعد تعرضه لمرض مفاجيء على مستوى الدماغ ، ولم يكن الفريقان الدكالي والعسكري بحاجة إلى مرحلة جس النبض ، حيث دخلا مباشرة في أجواء المباراة التي انطلقت بإيقاع سريع كما تبادل الطرفان الهجمات مع امتياز خفيف لأصحاب الأرض الذين تمكنوا من افتتاح حصة التهديف في حدود الدقيقة (19) عن طريق ضربة رأسية بديعة للمتألق وليد أزارو مستغلا التمريرة الذكية من الجهة اليمنى للظهير الأيمن حمامي ليهزم الحارس بورقادي ، وبقدر ما رفع هذا السبق من معنويات المحليين فإنه أربك كثيرا حسابات الزوار الذين تلقوا هدفا ثانيا بواسطة مسجل الهدف الأول أزارو الذي وقع ثنائية رفع بها رصيده إلى عشرة أهداف ، وكان بإمكان الدفاع الجديدي إضافة أهداف أخرى لو استغل المهاجمون بما فيه الكفاية الفتور الذي ظهر على العساكر الذين هددوا مرمى الفريق المضيف في مناسبة واحدة من ضربة ثابتة بواسطة صاحب الاختصاص الشاكير إلا أن الحارس الجديدي الشاب أكداي كان حاضر البديهة. مع بداية الفصل الثاني من اللقاء ،أقحم مدرب الجيش الملكي عزيز العامري المخضرم إبراهيم بزغودي كأحد الأوراق الرابحة معوضا زمبله إجروتن ، والذي أعطى دخوله شحنة قوية للخط الأمامي وخلق متاعب كبيرة للجديديين بتحركاته السريعة وتمريراته الذكية ، في مقابل ذلك حافظ الدفاع على نهجه الهجومي وسعى بكل الوسائل لمضاعفة الغلة لكن بدون جدوى ، وحملت الدقيقة 64 أخبارا سارة للفريق الزائر بعد اعلان الحكم اليعقوبي عن ضربة جزاء بدعوى اسقاط المهاجم العسكري محمد كمال من قبل المدافع الدكالي لكرو ، وقد انبرى لها عبد الرحيم الشاكير مذليلا الفارق لفريقه الذي تحرر نسبيا من الضغط النفسي وكان قريبا من تعديل النتيجة بواسطة كمال الذي انفرد بالحارس أكداي إلا أن تسديدته تصدى لها هذا الأخير بنجاح ، وواصل الجيش الملكي تطلعاته الهجومية التي تم اجهاضها في المهد من طرف الدفاع الدكالي ، وفي محاولة لوقف المد الهجومي العسكري ، عمد مروض الفرسان إلى اعتماد مبدإ الأمان حفاظا على نتيجة التفوق عبر تعزيز وسط الميدان بالثنائي كوليبالي والحسناوي ، في مقابل ذلك زج مدرب الجيش الملكي العامري بالمهاجم بوشعيب السفياني في المباراة ،إلا أن هذا اللاعب البديل أضاع ما لا يضيع في كرة القدم وببشاعة مفوتا على فريقه فرصة تعديل الكفة وأمام شباك شبه فارغة ، لينتهي هذا اللقاء بفوز صعب وثمين لفارس دكالة هو الرابع عشر له في بطولة هذا الموسم بهدفين لواحد ، مكنه من تعزيز موقعه في مركز المطاردة ، في حين أخفق الجيش الملكي الذي لم يذق طعم الهزيمة منذ خمسة أشهر ، في رد الدين للجديديين الذين تفوقوا عليه ذهابا وإيابا .