مرشح الحزب الاشتراكي بنوا هامون الذي تمكن من النجاح في الانتخابات التمهيدية التي عرفها هذا الحزب، لم يتمكن من توحيد كل اجنحة الحزب من اجل خوض هذه المعركة الانتخابية، و يجد اليوم صعوبة كبيرة في تجاوز الرتبة 5 في مختلف الاستطلاعات التي تتم حيث لا يتجاوز نسبة 8 في المائة، بعيداعن الصف الرابع الذي يحتله جون ليك ميلونشون مرشح اليسار الراديكالي بنسبة 19 في المائة حسب اخر الاستطلاعات. بنوا هامون عانى ويعاني من الانقسام الكبير الذي يعرفه الحزب الاشتراكي، والذي لم تتمكن الانتخابات التمهيدية من تجاوزه، بإقصاء الوزير الأول السابق ايمانييل فالس الذي لم يقبل بالهزيمة وفضل دعم ايمانمييل ما كرون عن حركة الى الامام الذي يدعمه العديد من الوزراء في حكومة فرنسوا هولند خاصة وزير الدفاع جوناييف لودريون . هذا الشرخ بالحزب الاشتراكي بدأ مع خروج الوزراء الأكثر يسارية من الحكومة، بنوا هامون، اوريلي فليبتي، ارنو مونتبورغ وهو الخروج الذي دفعهم الى القيام بحملة ضد سياسة حكومة ايمانييل فالس، انتهت باستحالة تقدم فرنسوا هولند الرئيس المنتهية ولايته وإقصاء رئيس الوزراء السابق ايمانييل فالس. هذا الشرخ برز اليوم داخل الحزب بين اليسار الذي "يخلم" واليسار الذي" يحكم"، هذا اليسار الأخير الذي التحق بامانييل ماكرون وهو ما يجعل تقدم مرشح الحزب الاشتراكي في الانتخابات شبه مستحيل في غياب الجناح الاخر من اليسار. هذا التراجع للحزب الاشتراكي ولمرشحه بنوا هامون يعود الى خرق التوافق والتراضي الذي ساد بين اجنحة وتيارات الحزب الاشتراكي مند مؤتمر ايببناي في يونيو 1971 من القرن الماضي، حيث تمكن الرئيس الراحل فرنسوا ميتران من توحيد هذه التيارات داخل حزب واحد وجمع بين مشيل روكار،بيير مروا وجون بيير شوفميان، هذا التوافق الذي تمكن الحزب من الحفاظ عليها والوصول بفضله الى السلطة .وتأسيس اتحاد اليسار مع الزب الشيوعي نة 1973 والذي سيمكن من الوصول الى السلطة سنة 1981. وبفضل هذا الاتفاق والتوافق بين تيارات الحزب تمكن اليسار والحزب الاشتراكي من إنجاح رئيسين للجمهورية ، وهما فرنسا ميتران وفرنسوا هولند وهو الاتفاق الذي تكسر اليوم والذي يهدد بتفجير وحدة الحزب الاشتراكي الفرنسي على المستوى التنظيمي في حالة نجاح ايمانييل ماكرون والتحاق جزء كبير من فيلة الحزب بهذه الحركة الجديدة. تجمع لاريبيليك بباريس مساء يوم الأربعاء الاخير جمع 20 الف مشارك ، في الوقت الذي تمكن جون ليك ميلونشون عن فرنسا المتمردة مند أسبوعين من تجميع 130 الف مشارك، وهو مؤشر على ضعف التعبئة التي أصاب الحزب الاشتراكي وتأثيره على أداء المرشح بنواهامون الذي لن يتمكن من المرور الى الدور الثاني ولن كون في كوكبة الأربعة الأوائل المتنافسين على الرئاسة الا في حالة مفاجأة استتنائية وذلك لان مختلف الاستطلاعات ودرسات الراي المختلفة تضعه في المرتبة الخامسة وبعيدا عن الكوكبة الأولى بحوالي 10 نقط وهو فارق كبير. وحتى المناظرة التلفزية الأخيرة مساء يوم الخميس، هذه المناظرة التي لم يستفد منها مرشح الحزب الاشتراكي بنوا هامون واستفاد منها منافسه عن عائلة اليسار جون ليك مليونشون الذي يوجد في كوكبة الأربعة الأوائل مع فرنسوا فيون. هذا التقدم خلط الأوراق مرة أخرى في هذه ألانتخابات، وأصبح المشهد السياسي لهذه الانتخابات الرئاسية يقتسمه أربعة مرشحين مفضلين لدى الفرنسيين وبينهم تقارب كبير من حيث نوايا التصويت وهما ايمانييل ماكرون،مارين لوبين،جون ليك ميلونشون، وفرنسوا فيون، وعلى بعد اقل يومين على موعد هذه الانتخابات، فان كل الأوراق يمكنها ان تتغير وهو ما يعني ان مسلسل هذه المفاجأت التي عرفها هذا الموعد السياسي بفرنسا سوف يستمر وحتى اليوم لن نعرف بالتأكيد من سيصل الى الدور الثاني فيها.