التهيئ للمؤتمر الإقليمي السادس، الحزب ووظائفه السياسية والاجتماعية، الموقف من الريع والنخب الفاسدة، الجواب السياسي المأمول من محطة تنظيمية بالغة الأهمية.. تلكم نقاط جوهرية استلهمها وناقشها المجلس الإقليمي التنظيمي الذي أشرف عليه الأخوان عبد المقصود الراشدي و كمال الديساوي عضوا المكتب السياسي نهاية الأسبوع بآسفي. لحظة مفصلية في الحياة التنظيمية لحزب القوات الشعبية بآسفي التئام المجلس الإقليمي التنظيمي بحضور كل المكونات الاتحادية وإشراف القيادة السياسية، كان مناسبة لتقليب صفحات الوضع الداخلي و الانتصار لقراءة موضوعية تخص الذات ، تحتفي بالمنجز كما تستحضر العطب .. لاشيء يترك للصدفة، هذا هو حال الاتحاد الاشتراكي دائما... عبد المقصود الراشدي قال بنفس المناسبة ، إن الاتحاد الاشتراكي كان دائما الحزب الذي يشتغل على الأسئلة الكبرى المرتبطة بقضايا البلاد، التحديث ، الدمقرطة، السؤال الحقوقي ، و لم يكن يتوانى في الجهر بالموقف السديد والصائب في كل محطة سياسية أو منعرج صعب. الاتحاد الاشتراكي رغم التشويش، ورغم كل أساليب الضرب تحت الحزام وفوقه أيضا، يضيف الراشدي، ظل وفيا لاختياراته الكبرى ومصرا على تقديم الجواب السياسي اللازم في السياقات الوطنية الحابلة بالوقائع والمستجدات والأحداث. الانتقال الديمقراطي الذي لم تكتمل دورته بالمداخل التاريخية والدستورية المعروفة، القضايا الاجتماعية ذات الملحاحية والتواجد في صلبها، سؤال الانتخابات بتفرعاته التقنية والسياسية.. الإشراف، النزاهة، المشاركة.. كل هذا الكلام المضبوط والمرتبط بالحياة السياسية المغربية.. كان محط تحليل من لدن عضو المكتب السياسي. وبطبيعة الحال كان للداخل الحزبي وقت معتبر للحديث فيه وعنه، الخلاصة بشأن ذلك هي ضرورة الوقوف أمام المرآة، ولا يهم الصراحة المزعجة في النقاشات، بقدر ما يهم إنجاز مصالحات .. تغليب كفة التجاوز والتسامح، استحضار الموضوع الأساسي المرتبط بماهية ونضال الحزب.. فالأساسي في نهاية المطاف هو توفير وترتيب ونسج جواب سياسي رصين مُلِمّ و حقيقي. كمال الديساوي عضو فريق العمل المكلف بالجهة التنظيمية، ذكر هو الآخر بالمسارات التي قطعها الاتحاد الاشتراكي في أفق العودة للمجتمع، منبها المناضلين إلى ضرورة تجاوز الذاتيات والحسابات الصغيرة التي لن تصنع آلة تنظيمية قوية ، فالزمن السياسي يوجب تظافر الجهود وإعادة اللحمة إلى الجسد التنظيمي، خصوصا في آسفي ذات التاريخ النضالي المعروف.. لابد للمؤتمر الإقليمي القادم أن يصدر عنه خطاب سياسي قوي متكامل.. والمُبتدأ سيكون في لجنة تحضيرية منسجمة وأوراق سياسية اقتصادية اجتماعية ثقافية مُهيأة بعمق و مضبوطة المداخل والمخارج . المجلس الإقليمي توالت فيه الكلمات و المداخلات ، فاروق بن الشيخ الكاتب الإقليمي ذكر بكرونولوجيا الاشتغال حول الهيكلة التي مست كل الإقليم التنظيمي، وبهدوء مألوف لدى الرجل، قال إن الإخوان في الكتابة الإقليمية مستعدون للمكاشفة والمحاسبة.. إما أنصفونا أوحاسبونا... نورالدين الشرقاوي الكاتب الجهوي، وقف على «الثقافة الريعية» التي استشرت داخل آسفيالمدينة والإقليم.. الهشاشة الاجتماعية التي تضرب مفاصل الساكنة، سواء في البادية أو الحضر.. مع تسجيل تضخم لافت في حجم وحضور النخب الفاسدة المسنودة باللوبيات والمركبات المصالحية الإدارية. منير الشرقي عضو اللجنة الإدارية، والذي سير اللقاء ، سرد أمام المناضلين طبيعة المرحلة والمهام المطلوب إنجازها، والأجوبة المفترض تقديمها عبر تقاريرنا ودراساتنا للرأي العام، رأينا وموقفنا في عديد من القضايا المحلية والإقليمية.. آسفي في السنوات الأخيرة كانت في قلب التوتر الاجتماعي.. حضرت كعنوان للتوتر رغم أنها منتجة للثروة بامتياز.. وهي المفارقة المثيرة لأكثر من سؤال.. يعلق منير. المجلس التنظيمي بعد مداولات ونقاش مستفيض، صادق على تاريخ المؤتمر الإقليمي المزمع عقده الأسبوع الثاني من شتنبر وتكوين لجنة تحضيرية عهد لها بالسهر على الإعداد المادي والأدبي لهذه المحطة التنظيمية المهمة.