رغم تأخير مبارتين ، فإن المواجهات الست المبرمجة ، أحدثت تغييرا على مواقع عدة فرق فوق خريطة الترتيب ، حيث استعاد الوداد مركز الصدارة وقفز شاب قصبة تادلة إلى الصف الرابع عشر ، فيما دخل حسنية آكادير منعطف الحسابات الضيقة ، حيث يتواجد شباب الحسيمة ولوصيكا والكوكب ، أما النادي القنيطري فقد أضحى مرشحا فوق العادة للنزول . يمكن اعتبار أولمبيك آسفي ظاهرة مرحلة الإياب ، حيث لم ينهزم في أية مباراة ، ولعل فوزه أمام الحسنية يؤشر على العمل الجيد للمدرب بنهاشم ، وهذا الفوز مكن الفريق من الارتقاء إلى الصف السابع برصيد ثلاثين نقطة ، وتنتظره مباراة مؤجلة أمام اتحاد طنجة ، وفي المقابل فقد زادت خسارة الحسنية من تأزيم وضعية هذا الفريق الذي يعيش فراغا تقنيا وأضحى في عداد الفرق المعنية بالنزول حسابيا . بعد ثماني دورات عجاف ، عاد شباب خنيفرة ليتصالح مع الفوز ، وجاءت المصالحة على حساب شباب الحسيمة بحصة عريضة ، وكان المدرب إيعيش مضطرا لصنع هذا الفوز ، وهو الذي كان قريبا من الإقالة ، لكن الانتصار سجعل إيعيش يعيش في أحضان الفريق الخنيفري الذي رفع رصيده إلى 28 نقطة ، فيما فرضت الخسارة رقم 11 على شباب الريف الحفاظ على المرتبة 13 بما مجموعه 22 نقطة ، وهي حصيلة لا تؤمن البقاء، ما يفرض على المدرب فرتوت البحث على ميكانيزمات للخروج من الوضعية الحالية. وإذا كانت ستة فرق تصارع مخالب الهبوط بدرجات متفاوتة طبعا ، فإن الصراع على درع اللقب بات منحصرا حسب المتتبعين بين الوداد والرجاء والدفاع الجديدي ، هذا الأخير استفاد بشكل كبير من الدورة 23 ، حيث عاد بفوز يزن ذهبا من تطوان ، وبذلك قلص فارق النقط عن الصدارة إلى ثلاث نقط ، وساهم في تأزيم وضعية الماط ، فيما يفصل الرجاء الذي سيخوض لقاءه ضد الكوكب مساء غد الثلاثاء نقطتين فقط عن المركز الأول ، حيث يتموقع الوداد برصيد 47 نقطة ، وعزز الحمر رصيدهم عقب فوزهم الصعب على الكاك صاحب الصف الأخير . وبقراءة سريعة لمقدمة الترتيب ، يتضح أن فريق الرجاء مطالب بصنع الانتصار بمراكش أمام الكوكب ، للحفاظ على كامل حظوظه في التنافس على لقب البطولة ، لكن وضعية الكوكب في المرتبة ما قبل الأخيرة ، تفرض عليه استثمار امتياز الاستقبال فيما تبقى من دورات.