في سياق انفتاح الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان على سياسة التعدد والاختلاف اللغوي بالمدرسة المغربية نظمت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية فرع فاس مسابقة أولمبياد الضاد بالتعاون والشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين حيث مكّنت هذه الشراكة من تنظيم مباريات في مختلف علوم العربية من نحو وصرف وتعبير وإملاء على مدارس الجهة وفي مختلف الأسلاك والمستويات، وكانت فكرة تنظيم مسابقات أولمبياد الضاد قد انبثقت من الحاجة التي باتت اليوم أكثر إلحاحا من أي وقت مضى لوضع أسس قبول التعدد والاختلاف، خصوصا والمغرب الآن يعيش سياق التعدد اللغوي والنزوع دستوريا نحو الإقرار بمغرب تعدد فيه الثقافات واللغات والحضارات، بحيث أقرت الجمعية ضمن برنامجها السنوي أن تنطلق هذه المبادرة بالتشارك مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين التي رحبّت بالفكرة وقدّمت في سبيل إنجاحها كل الإمكانيات والمساعدات المتاحة..وهكذا تم إحداث لجنة مشتركة لتفعيل المبادرة والسهر على تتبع عملياتها تضم من جانب الأكاديمية الأستاذ محمد موساوي رئيس قسم الشؤون التربوية والأستاذ محمد أوراغ رئيس مركز البحث والتوثيق والتنشيط التربوي والأستاذ أحمد العلوي العبدلاوي رئيس فرع فاس للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية والأستاذ عبد الحي الرايس الكاتب العام للجمعية والأستاذ مصطفى شميعة عضو المكتب الوطني للجمعية وعضو مكتب الفرع بفاس إضافة إلى مجموعة من المفتشين التربويين والأساتذة الفاعلين حيث سهرت اللجنة معهم على تتبع مختلف أطوار العملية والسهر على إنجاحها، بدءا باستصدار مذكرة أكاديمية عمّمت على مختلف المدارس والمؤسسات التعليمية في مختلف النيابات التعليمية وهكذا وخلال الموسم الدراسي الجاري كانت مختلف النيابات التعليمية على موعد لانطلاق أطوار الاقصائيات على صعيد المؤسسات أولا والنيابات الإقليمية ثانيا، ففي نيابة مولاي يعقوب مثلا عرفت الاقصائيات مشاركة قوية ومكثفة على صعيد المؤسسات توّجت بتنظيم مسابقة إقليمية تحت إشراف رئيس مصلحة الحياة المدرسية بالنيابة الأستاذ رشيد العلوي أبو البركات و بحضور بعض موظفي النيابة الذين ساهموا في إنجاح هذا الاستحقاق ومفتشين وأساتذة منظمين كما عرفت أيضا أنشطة موازية تمثلت في إلقاء دروس نموذجية في اللغة العربية بطرق بيداغوجية جديدة ومحبّبة للمادة أشرف على انجازها أستاذ من النيابة ونالت إعجاب الجميع. وقد عرفت مسابقات أولمبياد الضاد إقبالا تلاميذيا ملحوظا حيث بلغ عدد المشاركين في هذه العملية ما يناهز الخمسة وثلاثون ألف تلميذ وتلميذة بمختلف ربوع الجهة ، أفرزت في النهاية مشاركة ستة وثلاثين تلميذا وتلميذة على صعيد الاقصائيات النهائية، حيث توّجت بتقديم هدايا للفائزين عبارة عن كتب مختلفة التوجهات وجوائز نقدية ساهمت بها الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية تكريما وتشجيعا للفائزين والفائزات من التلاميذ و التلميذات. وقد كان حفل انتهاء السنة الدرايسية الذي أقامته النيابة الإقليمية بفاس والذي حضره السيد مدير الأكاديمية ومسؤولي قطاع التربية والتكوين مناسبة لتقديم جوائز الفائزين.