أشرف قطب التكوين والتمكين الاقتصادي بالمركب الاجتماعي ابتسامة على تنظيم ندوة يوم 23/3/ 2017 في موضوع الاقتصاد التضامني الاجتماعي ، الذي اصبح يحتل مكانة محورية في مجال الادماج السوسيواقتصادي لدى أوسع الشرائح الاجتماعية الهشة داخل المجتمع، باعتبار الانعكاسات الإيجابية له على مستوى إرساء أسس العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق الطبقية بهف تحقيق توازن بهدف تعزيز مناخ الاستثمارات والرفع من مؤشرات النمو الاقتصادي المرتكز على الذكاء الجماعي للفئات المستهدفة من برامج الاقتصاد التضامني الاجتماعي المتميز بالعمل على تدعيم أسس التنمية المستدامة ومحاربة الهشاشة في اطار علاقة تضامنية ووفق تدبير تشاركي يجعل الانسان في صلب الاهتمامات التنموية لهذا النوع من الاقتصاد في بعده الاجتماعي، باعتباره دعامة تنموية ثالثة الى جانب كل من القطاعين العام والخاص، خصوصا مع تداعيات الازمة الاقتصادية لسنة 2008 على كل البنيات الاقتصادية والاجتماعية، بحيث اعتبر الاقتصاد الاجتماعي التضامني مدخلا عمليا على المستوى الاقتصادي باعتباره بديلا ممكنا للتخفيف من الاثار السلبية اقتصاديا واجتماعيا للازمات الطارئة . إلحاحية الموضوع فرضت نفسها من خلال الاحتياجات التكوينية للتعاونيات الإنتاجية ولجمعيات المجتمع المدني و للمهتمين بمردودية التسويق المجالي للمنتوجات المحلية على مستوى امتلاك المعرفة القانونية والإدارية والنظرية والتدبيرية الموصلة الى تحسين الظروف الاجتماعية والمعيشية لشرائح واسعة من ساكنة العالم القروي بالخصوص من خلال تقليص هوة الفوارق الاجتماعية ومؤشرات الفقر والاقصاء. في هذا الاطار تم استدعاء ثلة من الأطر المختصة في المجال للإسهام في تجويد آليات التدخل لدى الفاعلين في المجال على ارض الواقع، حيث تطرقت د. فتيحة الركراكي أستاذة التعليم العالي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا للموضوع من خلال مداخلة همت واقع وافاق الاقتصاد الاجتماعي التضامني بالمغرب وانعكاساته على البنى الاجتماعية المستهدفة منه، مستعرضة التعريفات العلمية والدلالية المحيطة بالمجال على المستوى الاجتماعي والاقتصادي من لدن كل المتدخلين وطنيا ومحليا ، وكذا التمايز الحاصل بين الاقتصاد الرأسمالي و الاقتصاد الاجتماعي التضامني وانعكاسات السياسات التقويمية وتأثيراتها السلبية على النسيج الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدة على الدور المحوري لوكالات التنمية البشرية على مستوى المواكبة والمصاحبة للمشاريع في المحيطة بأغلب المدن المغربية . كما تطرقت الأستاذة فاطمة الزهراء يوسفي الباحثة في مجال الاستشارة المقاولاتية الاجتماعية للموضوع من زاوية دور المراكز الاجتماعية في تنمية الاقتصاد التضامني ودوره الفعال على مستوى ارساء أسس تنمية بشرية واعدة ، مستحضرة الدور المحوري الذي تضطلع به المرأة في الاسهام وتوطين المشاريع المدرة للدخل بمكان الاستقرار ، مما يتطلب معه استحضار آليات التكوين والانعتاق من الامية والعمل على تمكين النساء من الاندماج في الدورة الاقتصادية بعيدا عن كل العوائق والاكراهات المطروحة، مؤكدة كذلك على الدور الفاعل لجمعيات المجتمع المدني في المجالات المرتبطة بالتكوين والمصاحبة الميدانية ضمانا لنجاح المشاريع واستدامتها انتاجيا وتسويقيا مما يسهم عمليا في دعم وتقوية النسيج الاجتماعي المبني على التضامن المعرفي وتبادل الخبرات والتجارب . أما على مستوى الخبرة الإدارية الميدانية فقد تطرق الأستاذ عبد القادر موساوي، اطار بوكالة التنمية البشرية بمكناس، لتجربة الوكالة في دعم المشاريع الحاملة والمحققة للأهداف الاقتصادية و الاجتماعية عن طريق التأطير والمواكبة والدعم المادي للمشاريع بعد دراسة الجدوى والاثر ثم التوجه نحوالتعلم بالممارسة تخطيطا وإرساء و إنجازا وتدبيرا ، مذكرا بالأدوار التنموية التي تضطلع بها الوكالة الاجتماعية على كل المستويات خصوصا في المجالات المرتبطة بمختلف المقاربات التنموية للنهوض بالجانب الاقتصادي والتنموي للجهات الحاملة لمشاريع الاقتصاد الاجتماعي المجالي، بالإضافة الى تقوية قدرات الفاعلين ودعم المشاريع المدرة للدخل والعمل على اشراك البحث العلمي من خلال الانفتاح على المعاهد والجامعات واشراكها في إنجاح ومواكبة مسلسل التنمية المجالية باعتماد سياسة القرب والتواصل والانفتاح. مساهمة المكتب الفلاحي للاستشارات الفلاحية تطرق فيها الأستاذ حاتم الضباب لتجربة المكتب في مجال الاقتصاد الاجتماعي التضامني خصوصا على مستوى هيكلة التعاونيات الفلاحية بمختلف تخصصاتها واصنافها ، خاصة فيما يتعلق بالهيكلة الإدارية والقانونية ومجالات الاهتمام الفلاحي والحيواني والتأطير على مستوى الإنتاج والتسويق والجودة وكذا على مستوى الاكراهات الميدانية والتنافسية وعلى مستوى تأهيل العنصر البشري عمليا ونظريا للحفاظ على المسار التدبيري السليم للاطار التعاوني تمويليا وربحيا حكاماتيا وتسويقيا خصوصا مع الاكراهات المرتبطة بصعوبة الولوج لشبكات التسويق بحكم التعقيدات وبحكم غياب الاليات التواصلية بين العديد من الجمعيات والتعاونيات مما يعيق تبادل المعطيات ووضعيات الأسواق تجاريا وتسويقيا للمنتوجات على المستوى المحلي والوطني والدولي . اجمالا كانت الندوة فرصة لتبادل الآراء والتجارب والخبرات والنجاحات والانكسارات تعميما للفائدة وترسيخا لمبادئ التواصل والانفتاح والتلاقح .