قال مزهر القيسي، المتحدث باسم «المجلس العسكري العام لثوار العراق»، في لقاء مع بي بي سي، إن ما يحدث في العراق هو ثورة شعبية لا علاقة لها بتنظيم الدولة الإسلامية. وصرح أن العالم الخارجي حكوماته وقياداته يعرف الحقيقة كاملة، ويعرف أين يتواجد داعش ويعرف أن هذه الثورة هذه ثورة الشعب العراقي. وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» عن تصريحات اللواء السابق مزهر القيسي المتحدث باسم المجلس العسكري لثوار العراق، والذي دخل جنبا إلى جنب مع قوات «داعش» إلى مدينة الموصل للمشاركة في الحملة عليها. وأكد القيسي لمراسل الإذاعة البريطانية في الموصل، أن المدينةالعراقية كانت كبيرة حيث لن تستطيع قوات «داعش» وحدها السيطرة عليها، ولذلك تطلب الأمر تدخل آخر من قبل المجلس العسكري لثوار العراق. وشدد القيسي على الرغم من ذلك على الفرق بين قواته وبين قوات حركة «داعش»، حيث وصف الثانية على أنها جماعة «همجية». وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري لثوار بغداد - الذي أعلن عن تأسيسه ، إن تأسيس مجلس العاصمة بغداد يعد خطوة متقدمة في تشكيل المجالس العسكرية في العراق وفي الوقت نفسه يكمل الجهد العسكري والحشد الميداني لمحافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى. وأضاف اللواء مزهر القيسي - في حديثه للجزيرة نت - إن المجلس يتشكل من?مجموعة من ضباط الجيش العراقي السابق، أي ضباط ما قبل الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، من الذين تم اختيارهم من قبل القيادة العامة للجهد الوطني الذي يتصدى لتوحيد الجهود العسكرية وحشد المدنيين ضد حكومة نوري المالكي، ليتولى مسؤولية قيادة ثوار بغداد. وكشف القيسي أنه بعد ساعات من إعلان تأسيس المجلس انهالت عليه المئات من طلبات التطوع في المجلس من أجل «الخلاص من ظلم الحاكم وطغيانه». وعن هوية المجلس وهل ينتمي ضباطه وقيادته لطائفة معينة، قال القيسي إن «هذه الثورة شعبية لا علاقة لها بالطائفة، بل ترمي إلى تحرير كل العراق، فالشعب العراقي كله مظلوم ومسلوب الحقوق ومنهوب الثروات، وأهلنا في الجنوب يعانون كما يعاني أهلنا في الوسط وفي المناطق الغربية والشمالية، فالفقر عام والخدمات معدومة وفوق كل هذا وذاك الحقوق مستلبة والكرامة منتهكة، ونعلن بكل وضوح أننا نحارب الطائفية كما نحارب الحاكم الظالم فكلاهمها أعداء للعراقيين». ويرى اللواء القيسي أن أسباب تشكيل هذا المجلس العسكري لثوار بغداد ترجع إلى أن الحكومة قد أثبتت أنها «حكومة إيرانية فارسية، هدفها تمزيق العراق وإضعاف شعبه وتغيير هويته، كما تريد أن تمحي العراق كهوية وانتماء ليحل محل تلك الهوية هوية المذهب، وبذلك ستحقق امتدادا نحو الفرس تحت غطاء وحدة المذهب». وتابع أن?المشروع يهدف للقضاء على جزء كبير من الشعب العراقي وهم أهل السنة والجماعة، فظهرت عناوين مختلفة تصفهم بأزلام النظام السابق والبعثيين والقاعدة والإرهابيين وداعش، ولكن كلها لافتات تعني أهل السنة، وفي كل يوم «يحاربوننا بعنوان ويعتقلون الآلاف من شبابنا، وإن قراءتنا للمستقبل أن التفرغ سيكون للعشائر والشخصيات العربية الأصيلة بعد الانتهاء من العشائر والشخصيات في وسط وغربي العراق، لذلك أصبح التصدي لمثل هذا المخطط اللعين واجبا على جميع العراقيين». وشدد القيسي على أن الشعب العراقي وعى هذا المخطط وبدأ بثورة انطلقت من العشائر العربية الأصيلة، لينتفض أبناؤها ضد الحكومة بعد أن يئسوا من تنفيذ مطالبهم بصورة سلمية والتي استمرت لأكثر من عام كامل، وبعد أن وجهت الحكومة جيشها لتحاربهم وتقصف قراهم ومدنهم ثم انتخى الأبطال من جيش العراق الوطني السابق ليؤسسوا مجالس عسكرية حرفية، تقود العمل المسلح وتنظمه وهم بالتأكيد أبناء تلك العشائر وإخوانهم. وبخصوص الخطط العسكرية لمواجهة جيش حكومي كبير ومجهز بأحدث الأسلحة والآليات وأجهزة الاتصال، يقول القيسي إن «الجيش العراقي الوطني وقيادته العامة يمتلكون الخطط للمواجهة ولمعالجة كل طارئ، كما يمتلكون الخطط لما هو أبعد من ذلك كالحفاظ على الأمن ومكافحة الجريمة وغير ذلك»، مؤكدا أن «النصر محسوم لقوى الحق وسينهزم المالكي مهما امتلك من جيش وسينتصر الشعب العراقي». وأضاف أن الجيش الحكومي الحالي هو جيش المالكي ومليشياته ولا يمثل جيش العراق، بل هو أشبه بمليشيات ومرتزقة ترتبط بفيلق القدس الإيراني وتستند إليه بالمعلومات الاستخبارية والتخطيط، وهذا ما ستثبته الوقائع قريباً جداً وبالأدلة الملموسة. وتابع أن الشعب العراقي فقط له الحق في اختيار قيادته للمرحلة المقبلة، فالعراق وعاء الشرفاء والوطنيين والكفاءات والخبرات ومعينه لن ينضب أبداً. قال رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» يمارس «انتهاكات ضد الإنسانية في العديد من المناطق العراقية»، معتبراً أن «هناك وسائل إعلام مغرضة وخائنة تحاول زرع الفتن في العراق». وانتقد الشيخ الملا بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي الذي اعتبر ما يحدث في العراق «ثورة شعبية»، قائلاً «لم أستغرب بيان الشيخ القرضاوي لأن جذور اتحاد هيئة علماء المسلمين معروفة»، معتبراً أن «الشيخ القرضاوي لم يقف مع الحق، بل مع الباطل، لأن العالم حين يكون أداة فتنة تسقط عنه الشرعية». وقال الملا إن المرجع الديني العراقي السيد علي السيستاني أبلغه أن «أهل السنة هم أنفسنا، وليسوا فقط إخواننا»، معتبراً أنه لا جدل في العراق أن السيد السيستاني هو مرجعية لكل العراقيين، مثنياً على دعوة السيستاني لحمل السلاح ومساعدة الجيش والقوى الأمنية في حربها ضد «داعش». وكان السيد علي السيستاني دعا جميع المواطنين العراقيين ولاسيما في المناطق المختلطة طائفياً إلى أن يتحلوا بأعلى درجات ضبط النفس وأن يعملوا على ما يشد من أواصر الألفة والمحبة بين مختلف مكوناتهم، كما ناشد المواطنين الابتعاد عن أي تصرفٍ ذي توجهٍ قومي أو طائفي يسيء إلى وحدة النسيج الوطني للشعب العراقي ودعاهم إلى اجتناب المظاهر المسلحة. وكان الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي قد اعتبر سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على عدد من المناطق في العراق «ثورة شعبية». وقال الاتحاد في بيان وقعه القرضاوي «إن ما يحدث من انهيار شامل ٍلقوى العسكر والأمن والشرطة في العراق لم يأت من فراغ، ولا يمكن أن يفسر إلا على أنه جاء بسبب ثورة ٍشعبية، كما دعا العراقيين جميعاً إلى الإسراع بتأليف «حكومة وحدةٍ وطنية»، محملاً حكومة نوري المالكي المسؤولية عما وصل إليه العراق. من جهته رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا أكد قيام «داعش» باغتصاب النساء وسرقة الأموال عند دخول الموصل، كما رد على بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقوله «إن اعتبار ما جرى ثورة شعبية أمر مغاير للحقيقة». وقال الملا للميادين إن ما حصل في العراق «هو خيانة قام بها محافظ الموصل وبعض العسكريين»، معتبراً أن «التطوع لمقاتلة داعش يتم في المناطق السنية والشيعية على السواء.. وأن هناك استجابة واسعة لدعوتنا لحمل السلاح إلى جانب الجيش»، كما أكد وجود اتصالات مع عدد من العلماء الكبار لاتخاذ موقف موحد ضد «الدواعش». وختم بالقول «دماؤنا تنزف شيعة وسنة لأجل العراق والشعب العراقي»