دروس وعِبر للمستقبل.. الكراوي يقارب 250 سنة من السلام بين المغرب والبرتغال‬    أخنوش: فقدنا 161 ألف منصب شغل في الفلاحة وإذا جاءت الأمطار سيعود الناس لشغلهم    طنجة.. توقيف شخص بحي بنكيران وبحوزته كمية من الأقراص المهلوسة والكوكايين والشيرا    عمره 15 ألف سنة :اكتشاف أقدم استعمال "طبي" للأعشاب في العالم بمغارة الحمام بتافوغالت(المغرب الشرقي)    "المعلم" تتخطى مليار مشاهدة.. وسعد لمجرد يحتفل        الإسبان يتألقون في سباق "أوروبا – إفريقيا ترايل" بكابونيغرو والمغاربة ينافسون بقوة    انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل    أخنوش: حجم الواردات مستقر نسبيا بقيمة 554 مليار درهم    الجديدة.. ضبط شاحنة محملة بالحشيش وزورق مطاطي وإيقاف 10 مشتبه بهم    استطلاع رأي: ترامب يقلص الفارق مع هاريس    هلال يدعو دي ميستورا لالتزام الحزم ويذكره بصلاحياته التي ليس من بينها تقييم دور الأمم المتحدة    النجم المغربي الشاب آدم أزنو يسطع في سماء البوندسليغا مع بايرن ميونيخ    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا الخميس والجمعة المقبلين    حصيلة القتلى في لبنان تتجاوز ثلاثة آلاف    سعر صرف الدرهم ينخفض مقابل الأورو    البحرية الملكية تحرر طاقم سفينة شحن من "حراكة"    استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب    الجفاف يواصل رفع معدلات البطالة ويجهز على 124 ألف منصب شغل بالمغرب    المعارضة تطالب ب "برنامج حكومي تعديلي" وتنتقد اتفاقيات التبادل الحر    «بابو» المبروك للكاتب فيصل عبد الحسن    تعليق حركة السكك الحديدية في برشلونة بسبب الأمطار    في ظل بوادر انفراج الأزمة.. آباء طلبة الطب يدعون أبناءهم لقبول عرض الوزارة الجديد    إعصار "دانا" يضرب برشلونة.. والسلطات الإسبانية تُفعِّل الرمز الأحمر    الجولة التاسعة من الدوري الاحترافي الأول : الجيش الملكي ينفرد بالوصافة والوداد يصحح أوضاعه    رحيل أسطورة الموسيقى كوينسي جونز عن 91 عاماً    مريم كرودي تنشر تجربتها في تأطير الأطفال شعراً    في مديح الرحيل وذمه أسمهان عمور تكتب «نكاية في الألم»    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مصرع سيدة وإصابة آخرين في انفجار قنينة غاز بتطوان    عادل باقيلي يستقيل من منصبه كمسؤول عن الفريق الأول للرجاء    الذكرى 49 للمسيرة الخضراء.. تجسيد لأروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي لاستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية    أمرابط يمنح هدف الفوز لفنربخشة        متوسط آجال الأداء لدى المؤسسات والمقاولات العمومية بلغ 36,9 يوما    "العشرية السوداء" تتوج داود في فرنسا    إبراهيم دياز.. الحفاوة التي استقبلت بها في وجدة تركت في نفسي أثرا عميقا    بالصور.. مغاربة يتضامنون مع ضحايا فيضانات فالينسيا الإسبانية    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    مدرب غلطة سراي يسقط زياش من قائمة الفريق ويبعده عن جميع المباريات    عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم    تقرير: سوق الشغل بالمغرب يسجل تراجعاً في معدل البطالة    "فينوم: الرقصة الأخيرة" يواصل تصدر شباك التذاكر        فوضى ‬عارمة ‬بسوق ‬المحروقات ‬في ‬المغرب..    ارتفاع أسعار النفط بعد تأجيل "أوبك بلس" زيادة الإنتاج    استعدادات أمنية غير مسبوقة للانتخابات الأمريكية.. بين الحماية والمخاوف    الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي: للفلسطينيين الحق في النضال على حقوقهم وحريتهم.. وأي نضال أعدل من نضالهم ضد الاحتلال؟    عبد الرحيم التوراني يكتب من بيروت: لا تعترف بالحريق الذي في داخلك.. ابتسم وقل إنها حفلة شواء    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرب الأمريكية في العراق في انتظار الحسم تحالف واشنطن وطهران للتدخل عسكريا // بقلم: عمر نجيب
نشر في العلم يوم 16 - 06 - 2014

في الربع الأخير من سنة 2003 وبعد أشهر قليلة من سقوط البوابة الشرقية للأمة العربية تحت الاحتلال، سخر الرئيس الأمريكي في ذلك الحين جورج بوش وطاقمه من المحافظين الجدد وفي مقدمتهم وزير دفاعه رامسفيلد ووزير خارجيته باول من تحذيرات العديد من الخبراء العسكريين والسياسيين من أن المقاومة العراقية التي استمرت وتصاعدت بعد سقوط بغداد في 9 أبريل 2003 لن تتوقف مهما كانت طبيعة المخططات والمناورات الأمريكية التي ستنفذ داخل العراق أو خارجه بالتعاون مع أطراف إقليمية ساعدت بشكل أو بآخر العدوان والاحتلال.
خلال السنوات الإحدى عشر التي مرت على احتلال بلاد الرافدين جربت واشنطن وحلفاؤها كل الأساليب لوقف المقاومة وتشويه صورتها بعد أن أنكر حكام البيت الأبيض حتى وجود مقاومة عراقية، فنسبوا العمليات العسكرية ضدهم أحيانا للمتطوعين الأجانب وعدد ضئيل من أنصار حزب البعث وتارة لتنظيم القاعدة وغير ذلك من الأكاذيب التي برعوا في نسجها منذ أن شرعوا في سنة 1991 في حربهم الأولى بهدف تدمير العراق كقوة إقليمية قادرة على تهديد إسرائيل.
المقاومة العراقية كبدت القوات الأمريكية خسائر فادحة خاصة خلال السنوات الست التي تلت سقوط بغداد، ومع مرور الأشهر والسنين وجد الاحتلال أنه مهدد ليس فقط بخسارة الحرب في العراق، بل أدرك المحافظون الجدد المتحالفين مع الحركة الصهيونية أن مشروع الإمبراطورية الذي وضعوه مهدد ومعه مخطط الشرق الأوسط الكبير وحتى القوة الأمريكية العسكرية والاقتصادية والسياسية.
حرب مكلفة
في شهر مارس 2008 كشف الاقتصادي الأمريكي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، جوزيف ستيغليتز، في كتاب له أن تكلفة حرب العراق، التي دخلت في ذلك التاريخ عامها السادس تضاعفت ثلاث مرات بالمقارنة مع الأعوام السابقة، لتصل إلى 12 مليار دولار شهريا.
وتوقع سيتغليتز، والكاتبة المساعدة، ليندا بيلميز، أن تكلف حربا العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى التواجد العسكري طويل الأمد في الدولتين الذي تخطط له واشنطن، الخزانة الأمريكية ما بين 1700 مليار دولار إلى 2700 مليار دولار، أو أكثر بحلول عام 2017، وذلك في "أفضل الأحوال" وإذ ما تم تطبيق سيناريوهات "واقعية ومعتدلة"، كما أوردت وكالة الأسوشيتد برس.
زيادة على ذلك قد تضيف الفائدة على قروض تمويل الحرب وحدها مبلغ 816 مليار دولار إلى التكلفة، وفق المصدر نفسه، وتفوق تلك التصورات توقعات "مكتب الموازنة بالكونغرس" الذي رجح أن تصل تكلفة الحربين إلى ما بين 1200 - 1700 مليار دولار بحلول عام 2017، سيذهب ثلاثة أرباعها للعراق.
على مدى التاريخ البشري المعروف كانت الإمبراطوريات تنهار في الغالب من الداخل لأسباب كثيرة ومن أهمها انهيار قيمها وتورطها في صراعات خارجية تفوق قدراتها وتستنزفها.
نجاح مرحلي
خلال السنوات العصيبة التي واجهها الاحتلال جربت واشنطن أسلوب التضليل للبحث عمن يقوم محليا بمهمة مواجهة المقاومة بشكل فعال وهكذا طبقت عبر حلفائها في بغداد فكرة إنشاء قوة عسكرية عراقية جديدة وهذه المرة من رجال العشائر السنة تحت تسمية "الصحوة" لقتال تنظيم القاعدة وهو التوصيف الذي الصقته واشنطن بكل وحدات المقاومة التي تشكلت من ست فصائل رئيسية موزعة على أساس إنتمائها للجيش العراقي الذي كان مكونا من زهاء 480 الف جندي والذي حله الحاكم الأمريكي في العراق بول بريمير.
سجلت الإدارة الأمريكية نجاحا مرحليا بخلق ما سمته صراعات المقاومة العراقية التي ذكرت تقارير البنتاغون أنها صراعات اشتعلت بين كبرى فصائل المقاومة العراقية ما بين عام 2006 وحتى أواخر 2008، بين الأجنحة السلفية في المقاومة ممثلة بدولة العراق الإسلامية المنبثقة من تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وأميرها أبو عمر البغدادي وبين أجنحة الإخوان المسلمين وعشائر الأنبار مثل الجيش الإسلامي في العراق وحماس العراق وجماعة أنصار السنة في العراق وكتائب ثورة العشرين وجيش الراشدين وجيش المجاهدين وبقية مجاميع الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية. ودارت رحى المواجهات أساسا في الأنبار وجانب الكرخ من بغداد. نجمت الصراعات شيئا فشيئا في تقلص جهود مقاومة الاحتلال الأمريكي وخاصة تلك التي يقودها ضباط الجيش وقيادات حزب البعث، وفقدت المقاومة الأراضي التي كانت تسيطر عليها وتأثرت هيمنتها بضربات الصحوات التي بلغ عدد رجالها 100000 رجل عام 2008 كان الجيش الأمريكي يمولهم ب 200 مليون دولار شهريا.
تأسيس الصحوات كان من بنات أفكار الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق في ذلك الحين، الذي استقدم بعد إقالة سلفه خصيصا لانتشال الجيش الأمريكي من المستنقع العراقي. مبادرته بإنشاء الصحوات تمت بإغراء زعماء العشائر بالمال حينا وبالجاه حين آخر وضم الصحوات إلى العملية السياسية. تعاون واشنطن مع الصحوات إنهار بعد انتفاء الحاجة اليها، بل وإنقلب إلى عداء فنزع الجيش الأمريكي سلاحها وإعتقل كثيرا من رجالها وقصف بعض قراها وتجمعاتها بالطائرات. وكوفئ الجنرال ديفيد بتريوس لاحقا بتسلم قيادة قوات "الإيساف" في أفغانستان.
الانسحاب
تقدير البيت الأبيض بأنه نجح تحجيم المقاومة العراقية وإقامة نظام حليف له في بغداد، أتاح له الاعلان عن نهاية مهام جيشه القتالية في بلاد الرافدين. فيوم الأحد 18 ديسمبر 2011 اعلنت الإدارة الأمريكية أنها أنهت رسميا سحب قواتها من العراق بعد تسع سنوات من اجتياحه، وأشارت إلى أن عدد الجنود الأمريكيين في العراق بلغ ذروته عام 2007 بانتشار 170 ألف جندي، ليبقى منهم إثر عملية الانسحاب 157 جنديا سيساعدون على تدريب القوات العراقية.
بعض مصادر الرصد كذبت تقارير الانسحاب الكامل وذكرت أن واشنطن أحتفظت بمئات أو آلاف الجنود في العراق سواء داخل قواعد عسكرية أو ضمن ما يسمى شركات الأمن الخاصة.
خلال الثلاثين شهرا التي تلت الانسحاب الأمريكي الرسمي، عاش العراق على وقع أزمات مختلفة وتصاعد أعمال العنف خاصة ذات الطبيعة الطائفية.
ولكن مع بداية صيف سنة 2014 حدثت المفاجأة التي أذهلت الكثيرين وأعادت إلى الأذهان صورة الانسحاب أو الفرار الأمريكي من سيغون عاصمة جنوب الفيتنام بتاريخ 30 ابريل من عام 1975. فقد استولت وحدات مختلفة من المقاومة العراقية على مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية بعد بغداد ومراكز أخرى وأخذت تزحف نحو العاصمة.
غالبية وسائل الاعلام الغربية تبنت الأطروحة الأمريكية بأن القوات المهاجمة تنتمي إلى "داعش" أي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام القريبة من القاعدة، في حين أفادت مصادر أخرى أن داعش ليست سوى فصيل ثانوي في المواجهة خاصة وأن عدة أجهزة استخبارية قدرت تعداد وحدات داعش بما بين 1500 و2000 جندي في حين أن أكثر من 35 الف مسلح يشاركون في الهجمات في شمال العراق.
المعروف أن الجماعات المسلحة العراقية أو جماعات المقاومة العراقية أو الجماعات الجهادية في العراق أو الجماعات الإرهابية في العراق هي التسمية أو التسميات التي تطلق على كل تنظيم مسلح فردي أو جماعي عمل أو لا يزال يعمل منذ سقوط بغداد تحت الاحتلال الأمريكي.
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ونتيجة لحل الأجهزة الأمنية السابقة أنتشرت أسواق السلاح والمسلحين، بعض هؤلاء ذو توجهات دينية، وبعضهم ذو توجهات وطنية وقومية، وبعضهم طابور خامس لقوى دولية أو اقليمية، هكذا ظهرت مسميات متعددة للجماعات المسلحة، التي يجمعها في الأغلب قتال القوات الأمريكية. هذه الجماعات ترفض الحكومة العراقية الاعتراف حتى بوجودها، فضلا عن محاورتها، فقط تعترف الحكومة العراقية بوجود تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الأمر الذي بنظر المحللين يسوغ للسلطات الحكومية العراقية وساسة البيت الأبيض.
الكذب
يوم السبت 14 يونيو 2014 حذر جندي امريكي مسجون بعد ادانته بتسريب وثائق سرية إلى موقع ويكيليكس، الامريكيين من انهم تعرضوا للكذب بشأن العراق من جديد.
وحكم على شيلسي مانينغ بالسجن 35 عاما في اغسطس 2013 بعدما ادين بالتجسس لتسريبه 700 الف وثيقة دبلوماسية وعسكرية سرية.
وكتب الجندي الذي كان يعرف باسم برادلي في افتتاحية في صحيفة نيويورك تايمز "ادرك ان اعمالي تخالف القانون لكن المخاوف التي دفعتني إلى ذلك لم تحل". وأضاف "مع مواجهة العراق حربا أهلية وتفكير أمريكا بالتدخل، يؤكد هذا العمل غير المكتمل اهمية مسألة كيفية تحكم الجيش الامريكي بالتغطية الاعلامية لتورطه هناك وفي افغانستان".
وتابع انه بينما كان العسكريون الامريكيون متفائلين بالانتخابات البرلمانية في العراق في 2010 مؤكدين أنها ساعدت في جلب الاستقرار والديموقراطية "كنا نحن المتمركزون هناك نرى واقعا اكثر تعقيدا".
واضاف مانينغ ان "التقارير العسكرية والدبلوماسية التي كانت تمر عبر مكتبي كانت تتحدث بالتفصيل عن قمع وحشي للمنشقين السياسيين من قبل وزارة الداخلية والشرطة الاتحادية، باسم رئيس الوزراء نوري المالكي"، مؤكدا ان "المعتقلين كانوا يتعرضون للتعذيب في اغلب الأحيان ويقتلون".
وتابع الجندي السابق الذي كان محللا لدى الاستخبارات الأمريكية انه "صدم بتواطؤ الجيش في الفساد في تلك الانتخابات"، مشيرا إلى أن "كل هذه التفاصيل المقلقة مرت بدون أن تلتقطها وسائل الإعلام الامريكية".
وانتقد مانينغ اجراء الحاق صحافيين بالجيش. وقال ان "الحدود الحالية لحرية الصحافة والتكتم المفرط للحكومة جعلا من المستحيل على الامريكيين متابعة ما يجري في الحروب التي نمولها".
وفي تأكيد لمقال الجندي الأمريكي، أعلن أبوعبد النعيمي، الناطق الرسمي باسم ثوار العشائر العراقية، في اتصال مع قناة "العربية" بدء تقدم ثوار العشائر باتجاه بغداد، وذلك عقب اجتماع عقده القادة العسكريون للثوار على مشارف بغداد.
وقال أبوعبد النعيمي: "إن أقضية ومحافظات صلاح الدين والحويجة والرشاد وديالى كلها باتت تحت سيطرة ثوار العشائر باستثناء مدينة بعقوبة التي لايزال القتال متواصلا للسيطرة عليها".
فيما قال علي الحاتم شيخ عشائر الأنبار إن العشائر على استعداد لتطهير المحافظة من "داعش" بالكامل. واتهم الحاتم رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه هو من أقحم الشعب العراقي في الفوضى.
يوم الجمعة 13 يونيو وجهت هيئة علماء المسلمين في العراق "جملة من النصائح المهمة إلى الثوار الأبطال لضمان إنجاح ثورتهم المباركة والحفاظ عليها من كيد الكائدين الذي لم ينقطع منذ بدء الثورة وحتى هذه اللحظة".
وقالت الهيئة في بيان مطول على موقعها على الانترنت "إن الهدف المعلن الآن من قبل الثوار هو الوصول إلى بغداد، وهذا من حقهم لأن النظام الحاكم في بغداد هو مصدر الظلم والإجرام بحق الشعب".
واكدت الهيئة في رسائل عاجلة وجهتها إلى من وصفته "ثوار العراق" أن نصر الثوار "سيغيض أصحاب المشاريع التي أضرت بالعراق على مدى السنوات الماضية، والذين سيجتمعون على الكيد لهم وبشتى الوسائل .. لافتة الانتباه إلى أن تواطؤ العديد من وسائل الإعلام منذ اللحظة الأولى للثورة يهدف إلى شيطنة الثورة وتشويه صورتها".
ودعت المقاتلين إلى "كسب الحاضنة الشعبية، والتأكيد لأبناء الشعب بأن الثورة قامت من أجلهم ورفع الظلم عنهم" كخطوة أساسية في تحقيق "مكاسب الثورة" كما طالبتهم "بجعل المدن المحررة نموذجا يغري أهالي المدن الأخرى لتقليدها، والسير على منوالها، وأن يتذكروا بأن الجماهير حينما انقلبت على من كانت تحتضنهم في وقت سابق جاء بسبب أخطائهم ومكر المحتل بهم".
حتى طارق الهاشمي، النائب السابق للرئيس العراقي جلال طالباني والذي جاء مع القوات الأمريكية سنة 2003، صرح في مقابلة مع الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن ما حدث "انتفاضة من قبل العرب السنة لمواجهة الظلم والتهميش" من أجل إقامة "دولة مدنية وتداول سلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان". وقد أوضح الهاشمي أن العرب السنة ينبذون أي تنظيم متشدد، سواء كان "داعش" أو غيره.
واتهم المسئول السابق وسائل إعلام غربية بالمبالغة في تصوير حجم التهديد الذي يمثله تنظيم "داعش".
وأشار إلى أنه لا يمكن إنكار وجود التنظيم وكذلك وجود القاعدة في العراق، لكنه استطرد بالقول إن "التنظيم لا يملك القرار ولا يدير الانتفاضة الدائرة في العراق في الوقت الراهن".
تدخل عسكري مشترك أمريكي إيراني
ردود الفعل الغربية على سقوط الموصل والتقدم نحو بغداد، كشفت عن معطيات يمكن بها فهم حجم التحالف الأمريكي مع قوى أقليمية وغربية لضرب وتفتيت المنطقة العربية رغم ما يتداول عن خلافاتها.
فبينما أمر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل بتوجه حاملة الطائرات النووية جورج بوش والسفن المرافقة لها إلى الخليج العربي تحسبا لتدخل أمريكي في المعارك، عرض الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة له تعاون بلاده مع واشنطن في أي تدخل عسكري ضد من سماهم الإرهابيين في العراق. وأضاف "نحن مستعدون لتقديم المساعدة في إطار القوانين الدولية لكني أستبعد أن يتطلب الأمر تدخلا عسكريا إيرانيا فالجيش العراقي قادر على دحر الإرهابيين. من طرفنا سنرد بكل الطرق اللازمة إذا ما اقتربت أي جماعة إرهابية من حدودنا وشكلت خطرا وتهديدا لأمننا".
صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ذكرت يوم الأحد 15 يونيو 2014 إن الولايات المتحدة تعد لفتح حوار مباشر مع إيران بشأن الوضع الأمني في العراق. وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين أمريكيين كبار إن من المتوقع أن يبدأ الحوار خلال الأيام القادمة.
في نفس الوقت قال السناتور لينزي جراهام المنتمي للحزب الجمهوري إن الولايات المتحدة بحاجة إلى تدخل إيران لمنع انهيار الحكومة في العراق وينبغي ان تبدأ محادثات من أجل تحقيق هذه الغاية.
وأضاف لينزي في مقابلة مع شبكة "سي.بي.إس" "ربما نحتاج مساعدتهم للحفاظ على بغداد". وأضاف "الإيرانيون لديهم مصلحة. فلديهم سكان من الشيعة يجب حمايتهم. ونحتاج لنوع من الحوار " للمساعدة في فرض الاستقرار في العراق مع وضع حدود لضمان ألا تستغل إيران الوضع في السيطرة على أراض.
وجاءت تصريحات جراهام في اطار سيل من الانتقادات التي وجهها الجمهوريون لموقف إدارة الرئيس باراك أوباما من الأزمة ذات التطورات المتلاحقة.
أوباما استبعد اللجوء للقوات البرية الأمريكية وقال إن أي دعم جوي أو مساعدة اخرى مشروطة بأن يحاول المالكي تجاوز الانقسام بين السنة والشيعة والذي زادت هوته في ظل حكمه.
وقال مايك روجرز وهو جمهوري يرأس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي في مقابلة مع محطة فوكس نيوز يوم الاحد "فات موعد عقد اجتماعات مصالحة سياسية تستغرق أسابيع أو شهورا.. فلديك جيش معاد يتحرك".
وأضاف أن على الإدارة الأمريكية أن تنظم تحركا للدول العربية المجاورة ودعم العراق بمعلومات المخابرات الأمريكية وبتوفير غطاء جوي وغير ذلك من المساعدات.
وفي الأسبوع السابق قال جراهام وهو عضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن الضربات الجوية الأمريكية في العراق لازمة لوقف تقدم الخصوم.
المطالبة برأس قائد القوات الأمريكية
دعا أبرز أعضاء الكونغرس الأمريكي، إلى إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، على خلفية تدهور وضع حلفاء واشنطن في العراق، في تطور سريع فاجأ حتى أجهزة الاستخبارات.
وطالب السيناتور الجمهوري، جون ماكين، في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان" يوم الجمعة، الرئيس باراك أوباما، بتفويض القيام بضربات جوية لوقف تقدم المسلحين"
وحمل المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2008، التي فاز بها أوباما، الأخير مسؤولية الفشل في توقيع اتفاق أمن مع العراق، يضمن بقاء قوات أمريكية للمساعدة في حفظ استقرار العراق، بعد انسحاب الجيش أواخر عام 2011، كما اتهم كذلك إدارة واشنطن بضعف سياستها الخارجية، تحديدا فيما يتعلق بالحرب السورية.
ورد على سؤال بشأن المسئول، الذي تقع على عاتقه مسؤولية الفشل الأمريكي، مشيرا إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة، مبرراً ذلك بأنه أحد أبرز مستشاري أوباما، مضيفا: "راقبته طيلة سنوات ولا أعتقد أنه يقوم بالمهام التي يتطلبها منصبه تجاه الشعب الأمريكي".
وشدد على ضرورة قيام أمريكا بضربات جوية فورية، غير أنه أكد بأن بلاده لن تتورط عسكريا في العراق مجددا، دون ضمانات من الحكومة العراقية بتجاوز الخلافات وإيجاد حل سياسي، وهي عوامل، ينظر إليها المسئولون الأمريكيون، باعتبارها ساهمت في إفراز الوضع الراهن.
وبالمقابل، قال مسئول أمريكي مطلع للشبكة، إن سرعة تدهور الأوضاع في العراق وانهيار الجيش فاجأ حتى الجهات المناط إليها مراقبة تلك الدولة العربية".
وأضاف: "نراقب باستمرار التقارير الاستخباراتية وتزايد التصدع في العراق كنتيجة للمناخ السياسي والافتقار لحكومة شمولية".
وتابع: "ما هو مثير للدهشة بالفعل هو سرعة استمرار تدهور الأوضاع خلال الأيام القليلة الماضية، وسهولة تخلي القوات الأمنية العراقية عن وحداتها ومراكزها".
وبدوره، أشار مسئول في مكافحة الإرهاب، رفض تعريفه، إلى تقارير استخباراتية حول تنامي خطر "داعش" في الموصل وبغداد، مضيفا بأن مسلحي التنظيم "ما كانت لهم قدرة التحرك سريعا دون دعم من بعض الجماعات السنية والعشائر المتعاطفة معها".
ومع تزايد الدعوات الداخلية لأوباما للقيام بعمليات جوية، يعمل الخبراء العسكريون لوضع خطط فعالة لدحر المقاومة.
إلا أن مصادر أمريكية عدة شككت في حديثها لمحطة "سي.ان.ان"، في جدوى العمليات الجوية، لعدة اعتبارات منها: الافتقار إلى معلومات استخباراتية جيدة عن مواقع مسلحي المقاومة، وحتى في حال توفر ذلك، فأن التنظيم ليس لديه مراكز قيادة وسيطرة أو مواقع دفاعات جوية أو قواعد عسكرية، يمكن تحييدها باستهدافها بالقصف الجوي.
كما لفتت تلك المصادر، التي آثرت عدم كشف هويتها، لإمكانية اختباء المليشيات المسلحة بين المدنيين في المناطق السكنية.
وختم أحدهم بالقول إنه حتى في حال قرر أوباما القيام بضربات جوية، فأنه ليس هناك أهداف محددة وواضحة لقصفها، لافتا إلى أن وضع الخطة الصحيحة والملائمة قد يستغرق وقتا وهنا خطر خسارة معركة بغداد.
ويقول مسئولون إن انهيار الجيش البالغ تعداده زهاء مليون جندي والذي دربته الولايات المتحدة بتكلفة فاقت 20 الف مليون دولار، في الشمال عزز المخاوف من ان الوتيرة السريعة للأحداث تتجاوز قدرة الولايات المتحدة على السيطرة عليها.
وذكر حيدر الخوئي الأستاذ بمعهد تشاتام هاوس البحثي إن الحملة التي يشنها المعارضون تضع واشنطن في موقف غريب. وقال "بينما استعرض المسلحون في الموصل السيارات العسكرية والأسلحة أمريكية الصنع سيتساءل صناع السياسات عن جدوى تزويد بغداد بمزيد من المعدات العسكرية التي قد ينتهي بها المطاف في يدي نفس الناس الذين يريدون هزيمتهم".
وذكر مصدر مطلع على خطط البيت الأبيض إن الإدارة التي تأمل في تخفيف اخطار رد فعل أمريكي فاشل قد تلجأ إلى اتباع نهج مرحلي يتمثل اولا في محاولة دعم القوات العراقية وربما اللجوء إلى عمل عسكري مباشر اذا زاد تدهور الوضع.
مسئول سابق في الإدارة الأمريكية طلب من وكالة رويترز عدم الكشف عن هويته ذكر إن أوباما وكبار مساعدية يركزون على زيادة المبيعات العسكرية لحكومة المالكي ويشعرون بالقلق من اقتراحات استخدام طائرات بلا طيار ضد مقاتلي المعارضة. وتواجه فكرة التعجيل بارسال أسلحة أمريكية للقوات العراقية عوائق أيضا.
ففي حين ان من الممكن تسليم شحنات أسلحة صغيرة ومعدات لمكافحة الارهاب في المستقبل القريب فإن إرسال المعدات العسكرية الكبيرة مثل مقاتلات اف-16 وطائرات الاباتشي الهجومية يحتاج المزيد من الوقت.
ولكن يمكن الإسراع بنقل المزيد من صواريخ هيلفاير جو ارض التي يطالب بها العراق. وقالت شركة لوكهيد مارتن التي تنتج هذه الصواريخ إنها ستعمل مع الحكومة الأمريكية للتسريع بإرسال هذه الشحنات اذا طلب منها ذلك.
لكن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من التحرك بسرعة كبيرة في هذا الأمر خاصة بعد ان رأوا المعدات التي قدمتها أمريكا مثل عربات همفي والمدفعية تسقط في ايدي رجال المقاومة خلال تقدمهم الخاطف.
ويطالب البنتاغون منذ أشهر وأحيانا في ظل مقاومة من صانعي القرار بالبيت الأبيض بمنح العراق حزمة من المساعدات العسكرية المتطورة لمحاربة التمرد. لكن بعض المحللين يقولون إن المقترحات المطروحة ليست كافية لمساعدة القوات العراقية في تحويل دفة الحرب ضد المقاومين الذين يواصلون التقدم.
وقال كين بولاك وهو مسئول سابق بالمخابرات المركزية الأمريكية والبيت الأبيض ويعمل حاليا في معهد بروكينغز للابحاث "يجب على الادارة أن تفعل شيئا".
لكنه قال إن المقترحات الأمريكية الاخيرة المتعلقة بحزمة مكافحة الارهاب "لن يكون لها اي تأثير على الوضع".
ويرى المخططون الأمريكيون أن المشكلة ستتفاقم خلال الأسابيع المقبلة، حاليا تم كشف ضعف الحكومة العراقية في المناطق السنية، وهنالك مجموعات سنية أخرى انضمت للقتال إلى جانب الدولة الإسلامية في العراق والشام لتستغل الفرصة، إذ انضم كل من الجيش "النقشبندي" المرتبط بحزب البعث، وجيش "أنصار السنة" إلى القتال أيضا، اللذين يستمدان دعمهم من أفراد الطائفة السنية الذين يرون بأنهم مضطهدون ومهمشون على يد حكومة المالكي ومهددون من المليشيات الشيعية الموالين لها.
ولمدى ستة أشهر سمحت أو شجعت الحكومة تواجد الميليشيات الشيعية للقيام ببعض عمليات التنظيف الطائفي بمناطق مختلطة طائفيا حول بغداد، وبالتحديد في محافظة ديالى الواقعة بين بغداد والحدود الإيرانية، وهذه الأحداث ساعدت بزيادة اندفاع السنيين للتسلح والانضمام إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام بهجومها.
الجيش الإيراني
يوم الأحد 15 يونيو أعلن الجيش الإيراني، أنه على استعداد تام، وينتظر أوامر المرشد الأعلى للقيام بعمل عسكري في العراق. ووفقا لموقع "انتخاب"، فإن العميد كيومرث حيدري، نائب قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، قال في مؤتمر صحافي له، إن "القوات البرية في الجيش الإيراني تراقب كل التطورات في العراق ولديها الاستعداد التام للقيام بالعمل العسكري، عندما يأذن لنا القائد العام للقوات المسلحة وقادة الجيش القيام بواجبنا القانوني".
وأضاف العميد حيدري أن "الجيش الإيراني كثف انتشاره على الحدود الغربية للبلاد، بهدف السيطرة الكاملة على الوضع في العراق، وإنه مستعد للتدخل العسكري في حال واجهنا أية تهديدات".
وتنفي إيران رسميا حضورا عسكريا لها في العراق، لكن تقارير من داخل إيران تشير إلى مرابطة أكثر من 8 آلاف جندي إيراني في بغداد والبصرة وإن ثلاث وحدات من "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، تتمركز في الوقت الراهن في محافظة "ديالى"، بالاضافة إلى استعدادات عسكرية للجيش والحرس الثوري في المناطق الحدودية المحاذية للعراق، وقيام الحرس الثوري بتعبئة الرأي العام حول ضرورة التدخل الإيراني في العراق، بحجة الحفاظ على المصالح الشيعية، وحماية إيران من تهديدات خارجية محتملة.
وبدأت مراكز التسجيل للمتطوعين الذين يريدون الذهاب للقتال في العراق، في أنحاء مختلفة من إيران، حيث سجل آلاف المتطوعين أسماءهم تحت شعار الدفاع عن المراقد الشيعية في العراق.
المواقف العربية
إذا كان التحالف الأمريكي الإيراني لضرب وتفتيت العراق قد أصبح جليا وفي وضح النهار، فإن المواقف العربية لم تتبلور بعد بإستثناءات قليلة.
يوم الأربعاء 11 يونيو قال نائب رئيس شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، إن رئيس الوزراء العراقي، لا يستطيع إدارة مدرسة بصورة صحيحة فكيف به يدير دولة كاملة، وأضاف "كان جيش العراق تفر منه قوات إيران بما أوتيت من قوة بشرية وقتالية.. واليوم في عهد المالكي يفر جيشها من داعش.. يا للكارثة!"
وذكر خلفان "لا يوجد عراقي عربي أصيل يكره عراقي شيعي أصيل.. المالكي أدخل إيران فضاقت العراق به كراهية.. الحل ليس في مقاومة الفلوجة يا مالكي هذه التي انهكت أمريكا.. الحل في أن تخرج انت من المسؤولية ويتولى رئيس عاقل بدلا منك".
وتابع قائلا: "انا لا أدري أين القيادات العراقية يتركون المالكي يدمر وطن.. مصلحة إيران العظمى وجود شقاق في الصف الشيعي السني العراقي.. لأنها هي المستفيد الوحيد.. أمن العراق في نزع فتيل الفتنة المالكي.. العراق لن يرى خيرا طالما المالكي إيران يحكمها".
من جانبها نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسئول لم تكشف هويته قوله إن الرياض: "تعبر عن استهجانها واستغرابها للتصريحات العدوانية وغير المسئولة الصادرة عن رئيس الوزراء العراقي لقناة 'فرانس 24‘ التي اتهم فيها المملكة جزافا وافتراءً بدعم الإرهاب في العراق".
وبحسب المصدر السعودي، فقد كان حريا بالمالكي "بدلاً من أن يكيل الاتهامات جزافاً ضد الآخرين، أن يتخذ السياسات الكفيلة بوضع حد لحالة الفوضى والعنف التي يغرق فيها العراق على صعيد يومي، وبمباركة ودعم واضح للنهج الطائفي والاقصائي لحكومته ضد مكونات الشعب العراقي الشقيق".
وختم المصدر بالقول: "من الواضح أن الغاية من هذه التصريحات هي محاولة قلب الحقائق وإلقاء اللوم على الآخرين لتغطية إخفاقات رئيس الحكومة العراقية في الداخل، التي وضعت العراق تحت خدمة أطراف إقليمية أسهمت في إذكاء نار الفتنة الطائفية بشكل لم يعهده العراق في تاريخه، وعرضت في الوقت ذاته العراق لمخاطر تهديد وحدته".
نهضة جديدة
قبل سنوات كتب الزميل علي الصراف: لو كانت بغداد تقدر أن تسقط لكانت قد سقطت على يد هولاكو فلا تنهض مجددا. ولكنها نهضت. ومن كل مجزرة تالية، ظلت تنهض ولتنحر الغزاة الذين نحروها. وقد فعلتها بغداد، في تاريخها، 12 مرة. ومرة تلو الأخرى كانت المجازر هي السلاح الذي يستخدمه الغزاة.
وما أخطأوا هذه المرة. فقد حاولوا قتلها بأكوام الجثث، وبفرق الموت، والتهجير، وحواجز الكونكريت، وبمزيج من مليشيات وجنود ومرتزقة من كل جنس.
ولكن شاهد التاريخ يشهد انها تقاوم اليوم أفضل مما فعلت في كل مرة. وتتباهى بفرسان حريتها أكثر من كل مرة. وتدحر رعاع العصر أسرع من كل مرة.
وهي تدفع غزاتها وعملاءهم الى دَرَك لم يروا له قاعا بعد.
لو لم تكن بغداد بغدادَ لما كان لها من صمود أهلها ما كان. ولكنها من خلال الرماد والموت، كالعنقاء تنهض. وتاريخها هو الذي يصنع العبوة الناسفة.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.