في سابقة في تاريخ فرنسا، وضعت الشرطة الفرنسية الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أمس في مقر شرطة مكافحة الفساد في باريس تحت الحراسة النظرية، بسبب تورطه المفترض في ملف استغلال النفوذ لمعرفة سير التحقيق في ملف يتعلق بتمويل معمر القذافي لحملته الانتخابية، حسبما أوردت وكالة فرانس برس. وأكدت قناة أتيلي الفرنسية بقاء ساركوزي ضمن الاعتقال لمدة 24 ساعة مع احتمال تمديد فترة الاعتقال 24 ساعة أخرى. وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول «القضاء يحقق في ملف استغلال النفوذ، وعلى القضاء الذهاب الى النهاية، ساركوزي كان رئيسا للحكومة والآن هو مواطن عادي يخضع قابل للمحاكمة.» وكانت الشرطة قد اعتقلت أول أمس محامي ساركوزي، تييري هرزوغ وأودعته قيد الحبس الاحترازي في قضية استغلال نفوذ وانتهاك سرية التحقيق. وجرى إيداع قاضيين أيضا قيد الحبس الاحترازي، حيث ستستجوبهما وكالة مكافحة الفساد في الشرطة القضائية. وألمحت جريدة لوموند في عددها الصادر أمس الى احتمال اعتقال ساركوزي، وهو ما تم صباح أمس. ويتحرى المحققون في ما اذا كان الرئيس السابق (2007-2012) حاول بمساعدة محاميه هرزوغ الحصول على معلومات لدى قاض كبير حول تحقيق يطاله مقابل وعد بمنحه منصبا بارزا. وفي إطار تحقيق قضائي فتحته النيابة الوطنية المالية في 26 فبراير الماضي، يحاول المحققون التحقق مما اذا كان نيكولا ساركوزي تبلغ بطريقة غير قانونية بوضعه تحت التنصت. وقد تقرر التنصت على هاتف ساركوزي في عملية مثيرة لأنها تطال رئيسا سابقا، خلال شتنبر ضمن تحقيق آخر حول اتهامات بتلقيه أموالا من معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية التي فاز إثرها بالرئاسة في 2007. في سابقة تاريخية، الشرطة الفرنسية تعتقل الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وتضعه تحت الحراسة النظرية وقام ساركوزي بمساعدة من محاميه بالحصول على هاتف بهوية مختلفة، وكان يجري المكالمات للإفلات من التنصت علاوة على حصوله على معلومات من القاضيين المذكورين حول سير التحقيق في ملفه. والقاضيان الموقوفان يوم الاثنين على ذمة التحقيق قيد الحبس الاحترازي هما جيلبير ازيبيه مدعي عام محكمة الاستئناف الذي يبدو أنه تلقى وعدا بتعيينه في منصب بارز، والمدعي العام باتريك ساسوس. وسبق للقضاء الفرنسي أن استمع السنة الماضية لساركوزي في ملف تمويل سري لحملته الانتخابية، لكن هذه المرة الاولى التي ستتولى الشرطة استنطاقه. وكتبت جريدة لوفيغارو أنها سابقة في تاريخ فرنسا أن تقدم الشرطة على الاستماع لرئيس سابق، وهذا يؤكد عدم تمتع ساركوزي بامتياز قضائي. وتتزامن هذه التطورات في وقت كان فيه ساركوزي يفكر في العودة الى الحياة السياسية لتزعم حزب «اتحاد الحركة الشعبية « الذي يعيش تمزقا سياسيا بسبب فضائح مالية وصلت الى القضاء واستقالة أمينه العام كوبي.