أسدل الستار على فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العريقة في دورته العشرين والذي نظم تحت شعار منطق الطير ..عندما تهجر الثقافات . وقد تميز المهرجان الذي امتد من 13 يونيه الى 21 منه بمسرحة كتاب منطق الطير للصوفي الفارسي فريد الدين العطار من طرف د فوزي الصقلي وليلى الصقلي بنموسى واخراج المبدع الفرنسي تيري وبطولة المطربة اللبنانية ذات الصوت الرخيم عبير النايم التي أبدعت في أداء ألوان موسيقية من أوروبا واسيا وإفريقيا ودول البحر الأبيض المتوسط ،حيث اجمع المتتبعون على آن العرض يعد من أجمل الإبداعات المغربية التي تخلد لمهرجان فاس للموسيقى العريقة ،هذا العرض المسرحي الذي تهافت على طلب عرضه عدد من الدول الأوروبية والأمريكية كما صرح لنا بذلك د فوزي الصقلي . وتبقى السهرتان الفنيتان اللتان أحياهما المطرب العراقي الكبير كاظم الساهر بكل من ساحة بوجلود وباب المكينة من أهم المحطات في المهرجان حيث ضاقت رحاب الساحتين بآلاف الجماهير رغم رحابتهما ،حيث لم يستطع عدد كبير من ذواقي وذواقات فن كاظم الساهر العثور على أي مكان شاغر وخاصة بباب المكينة التي امتلأت عن اخرها رغم تسخير كثير من الإمكانيات لتوفير الراحة للمعجبات والمعجبين الذين امتزجت عواطفهم مع الربيتوار الغني لقصائد كاظم وخاصة القبانية منها التي أججت عواطف الشابات والشباب خلال ساعتين من الفن الرفيع لم يستطع معها حتى المسنون ضبط أنفاسهم حيث رقصوا على النغمات الموسيقية المختلفة والمقامات المتنوعة لاغني كاظم الساهر . المهرجان داخل المدينة، انفتح أكثر على الساكنة الفاسية مشرعا من خلال العروض الفنية التي تم تقديمها في أربع نقاط رئيسة، اثنتان خارج الأسوار، ساحة بوجلود وجنان السبيل المتنفس التاريخي المتميز، وأخريان داخل المدينة : دار اعديل ودار التازي (مقر مؤسسة روح فاس وجمعية فاس سايس)، حيث السهرات المجانية التي خصصها المنظمون للساكنة لتستفيد وتعيش الأجواء الفنية المتميزة بهذه الفضاءات التاريخية الجميلة، فكان لقاء الجمهور الفاسي بمجموعة تخت العربي وعزيز لواء ورقصة احيدوس من الأطلس ومع بدر رامي من سوريا، وموسى دينغ كالا من السينغال، ومجموعة جيل جيلالة ولو زميلا كاربيو من بوليفيا وأولاد البوغزاوي في فن العيطة ونصر ميكري وصفراوة فيزيون الفائز بجائزة Trempein Fé Riad . وأغاني أمازيغية من سوس، والرودانيات: نساء من مكناس واركسترا اللعبي ورازا خان من الهند وعبيدات الرمى وسعيدة شرف التي تالقت في اداء مجموعة من القطع الشعبية والحسانية التي نالت استحسان الجماهير الفا سية التي تفاعلت مع ايقاعات قطعها المتنوعة بحضور جمهور كبير ببوجلود. وداخل الأسوار، كانت الليالي الصوفية التي احتضنتها، دار التازي ودار عديل حيث كانت الفرقة الوطنية التيجانية حاضرة، سماع ومديح تحت إشراف محسن نورش من الرباط، والفرقة العيساوية مع سعيد برادة، ووانغ لي من الصين ومجموعة فن القصبة للشيخ ديدي وقيتارات الصين والمغرب وهو إبداع مبتكر : أنفاس الأطلس المتوسط والجوق الموسيقي الديني افرايم من هنغاريا، ومجموعة الزاوية الصقلية لمدينة فاس تحت إشراف الحاج محمد بنيس، والفرقة الصوفية «معرفات» غناء القوالين من باكستان مع محمد ظفر إقبال، وخليل نيقولا من فلسطين ومجموعة الزاوية النقشبندية تحت إشراف نور الدين الطاهري، ومجموعة الروح سماع الصوفي تحت إشراف ياسين حبيبي من مكناس ومجموعة الزاوية الحراقية من الرباط، والفرقة الوزانية تحت إشراف فؤاد الوزاني من وزان ومجموعة الزاوية الحمدوشية تحت إشراف عبد الرحيم العمراني من فاس، والتي أختتمت المهرجان داخل المدينة، هذا المهرجان الذي شد إليه الأنظار مغاربة وأجانب عاشوا عبق التاريخ والروح الصوفية عبر تلك الأمكنة الزاهية، وحسب مدير المهرجان داخل المدينة الفنان عزيز لشهب، أكد بأن مهرجان هذه السنة تميز بالتنوع لإضفاء الروح على المدينة العتيقة، فاس، باعتبارها القلب النابض للعاصمة العلمية، حيث عاشت دروبها وأزقتها وساحاتها ليالي حالمة جعلت من فاس طيلة أيام المهرجان قبلة للزوار من كل حدب وصوب.