ت: أحمد العلوي المراني في فضاءات مدينة فاس التي لا تفشي أسرارها بكل سهولة تواصل ليلي المهرجان بكل المآثر التاريخية لتنطلق فاس من خلال ساحة باب المكينة مرورا باب بوجلود عبر متحف البطحاء في اتجاه دار التازي و دار اعدييل الى أرجاء العالم لتعبر العديد من العواصم العالمية من أجل إيصال تلك الرسالة التي انطلق المهرجان من أجلها مند 20سنة المتمثلة في حوار القيم الروحية وخلق ثقافة سليمة مدعومة بعولمة متعددة تحترم كل القيم الأخلاقية و الروحية. فحوالي الساعة الرابعة من زوال يوم السبت بالمدينة القديمة حيث الوجهة متحف البطحاء أحد القصور التي بناها الحسن الأول في نهاية القرن الماضي هذه البناية الأندلسية كانت عبارة عن مكان لعقد اللقاءات الملكية كلما حل جلالة الملك بفاس، في هذا الفضاء تجاوبت الفنانة الافرقية رقية تراوري مع مختلف الجنسيات والديانات، حيث العامل المشترك في فضاء متحف البطحاء هو تكريم روح الزعيم و المناضل الإفريقي المرحوم نيلسون مانديلا الروح الإفريقية المناهضة للعنصرية بحدة من طرف مناضل اعتبر فنانا من طينة الكبار قل نظيره كرس جهوده باستمرار من اجل مد الجسور بين إفريقيا و باقي دول العالم الفنانة المالية رقية تراوري بصوتها الرخيم وصيحاتها العالية تعمل من خلال الكلمة و اللفظ نهج منعطفا جديدا في حياتها يتمثل في بلوغ مرحلة النضج "الحكمة"التي تدفع الى خدمة البلد وتشجيع المهاجرين على العودة وحماية الفنانين و المناضلين ودعمهم و العمل على التحرير الفنانة رقية تراوري كلها أمل من اجل غذ أفضل . من متحف البطحاء تنقل الجميع الى باب المكينة التي كانت في تاريخ معين المدخل الرئيسي للقصر الملكي أيام السلطان مولاي الحسن وتتكون من ساحتين تحيط بها أبواب تسمى المشور حيث تجري الاحتفالات الرسمية قديما للقاء الوزراء والوفود الدبلوماسية لتتحول فضاء للموسيقى العريقة حيث يبهر المكان كل الزوار والضيوف بعد حفل الافتتاح "منطق الطير ، عندما تسافر الثقافات"كانت الجماهير على موعد مع الفنان روبيريوالينا من فرنسا صاحب الصوت المتوسطي ذو الأصول السيسيلية بألبومه التقليدي الصوفي الروحي الذي اعتبر تكريم للموروث نابوليتاني والعربي الأندلسي حيث انتقل بذلك من الاوبيرا الى الفن التقليدي الشعبي المتوسطي تجاوب الجمهور مع الفن المتوسطي زاد من حماس الفرقة الموسيقية التي نالت تصفيقات الحضور . على الساعة11ليلا كان الموعد بدار التازي "الليالي الصوفية "حفلات السماع في الهواء الطلق تسمح بمعرفة وإعادة اكتشاف حضارة الإسلام عن طريق الغنى والابتكار الذي تتميز به أبعاد الروح الفنية . كما عرف متحف البطحاء ندوة منتدى "إضفاء الروح على العولمة "و التي تمحورت حول السياسة من منظور نيلسون مانديلا مع ربطها بالتأمل الفلسفي و الروحي الشامل . كما عرفت ساحة أبي الجنود حفلات الهواء الطلق انطلاقا من الساعة 10و30ليلا حيث ينخرط المهرجان داخل المدينة في المسار العام لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة ,يقدم لسكان مدينة فاس و المغرب و خارجه مجموعة من الحفلات المجانية في مختلف الأماكن الشعبية بالمدينة . الأحد بمتحف البطحاء أطربت الفنانة البوليفية لوزميلا كاربيو بقصائدها الشعرية الروحية و الصوفية مهداة الى شعبها الى الطبيعة الى التحرر و الانعتاق ثرات الشعب الاتني من خلال صوت يتربع قمم الجبال ويحلق كالطير هضاب الهند. و باب المكينة من خلال السهرة الرسمية كانت على موعد مع الموسيقى الافرقية لتكريم الزعيم مانديلا يوسو ندورمن السنغال و جوني كليغ من جنوب إفريقيا مند 1985عندما نظم يوسو مهرجان داكار من اجل إطلاق سراح المناضل مانديلا ,يوسو ندور أصبح صوت التحرير الإفريقي في الوقت الذي ربط جوني كليغ موسيقاه بالمعركة ضد" لابارطاي" الميز العنصري الفنانين تواجدا بباب المكينة من اجل تكريم روح الراحل المناضل و الزعيم نيلسون مانديلا حيث قدما أجمل ماديهما من الحان و كلمات لتكريم رجل ليس كباقي الرجال مناضل ليس كباقي المناضلين وزعيم ليس كباقي الزعماء لكنه رمز من رموز النضال و أقدم معتقل في تاريخ الإنسانية حيث وقف الحضور لفترة طويلة يصفق تكريما لمانديلا وإعجابا بالفن الإفريقي الثوري المناضل.. لتتواصل بعد ذلك ليالي الصوفية الزاوية الدرقاوية للصويرة و مهرجان باب بوجلود مع الفنان موسي ديان كالا وحديقة اجنان السبيل احتضنت حفل للفنان سعيد برادة "عيساوة "وفرقة كناوة وندوة "مجتمعات متعددة الثقافات وتحديات التعايش" . وتواصل المهرجان حوالي الساعة التاسعة صباحا من خلال ندوة "المغرب ورهانات التنوع". متحف البطحاء كان على موعد مع الشاعرات من كازا خستان وأوزبكستان بارديك ديفاس نساء شاعرات من أسيا الوسطى معتزات قويات بتاريخ البلدة متأثرات بثقافة الشعب الاسياوي الذي يجعل من الفن و الشعر و الآداب منهاج لحياته اليومية . بدار اعدييل كان لقاء الشعر الأمازيغي و القيثارة الصينية، بدار المقري كان اللقاء مع الجوق الموسيقي الديني افريم من هنغاريا ، بدار البطحاء المجلس الثلاثي الفرنسي الذي يعمل على تقديم روح الفن الصوفي الغربي. بمتحف البطحاء كان حضور الفن آلتان وهو تراث عريق من ايرلندا. أما مهرجان المدينة فقد عرف مجموعة من الأجواق المغربية بحديقة اجنان السبيل كان الجمهور على موعد مع الجوق النسائي الفاسي ساحة باب بوجلود استضافت فن العيطة في شخص "أولاد البوعزاوي" في الوقت الذي عرفت الليالي الصوفية بدار التازي الزاوية الصقلية من فاس تحت إشراف الحاج محمد بنيس.