عمت الفرحة في شوارع وأحياء العاصمة الجزائرية عقب فوز المنتخب الجزائري لكرة القدم على نظيره الكوري الجنوبي 4 - 2 يوم الأحد في بورتو أليغري، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة في مونديال 2014 بالبرازيل. ومباشرة بعد إعلان الحكم الكولومبي ويلمار رولدان عن نهاية اللقاء، خرجت الجماهير الجزائرية بمختلف أعمارها لتجوب شوارع العاصمة حاملة الأعلام الوطنية، وتهتف بأسماء لاعبي المنتخب الجزائري، الممثل الوحيد للعرب في العرس العالمي، كما أطلق الشباب عشرات من الألعاب النارية، وصالوا وجالوا في مختلف أزقة العاصمة، التي كانت ليلتها بيضاء بكل ما في الكلمة من معنى. واكتظت الحشود بشوارع العاصمة وفي كل الأحياء بمواكب السيارات، مطلقة العنان لأبواقها، بينما كانت زغاريد النساء تنطلق من شرفات البنايات لتعيد إلى الأذهان الاحتفالات الكبيرة والعفوية في المناسبات الوطنية والرياضية. ونفس الأجواء الحماسية عاشتها كل أحياء العاصمة كالحراش وحسين داي والمدنية والقبة والمرادية والأبيار وبئر مراد رايس وغيرها، حيث تشكلت هنا وهناك مجموعات من الشباب والكهول، حاملين الرايات والشعارات تجوب الشوارع، كما بثوا مختلف الأغاني الممجدة للخضر والتي دوت سماء مختلف مدن وبلديات الجزائر العاصمة. وأكد الجميع وقوفهم إلى جانب زملاء القائد مجيد بوقرة في الجولة الثالثة والحاسمة أمام روسيا لتحقيق التأهل إلى الدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية. لأول مرة في المونديال تطبيق الوقت المستقطع للمرة الأولى في بطولة كأس العالم بالبرازيل، احتسب الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا وقتا مستقطعا خلال الشوط الأول من مباراة البرتغال والولايات المتحدة، ليمنح فرصة للاعبين للاسترخاء وشرب المياه. إذ توقف اللعب تنفيذا للحكم القضائي الصادر في حال شعور اللاعبين بالحر الشديد نتيجة إرتفاع درجات الحرارة بمدن البرازيل المستضيفة لمباريات البطولة . وهو ما أعطى له الاتحاد الدولي الضوء الأخضر قبل انطلاق المونديال كحل مقترح لمواجهة شدة الحرارة في هذا التوقيت. الفلوس ضيعت منتخب الأسود توقع مدرب الكاميرون السابق وينفريد شافر أداء أفضل من منتخبات أفريقيا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم لكنه لم يتفاجأ بالتفكك في معسكر فريقه السابق. وقال شافر المولود في ألمانيا بعد الجدل الذي لازم منتخب الأسود التي لا تقهر في البرازيل "المال هو أهم شيء دائما. يحدث هذا قبل كل بطولة كبرى. يبذلون جهدا كبيرا لأربع سنوات ثم يقضون على كل شيء بسبب خلافات سخيفة حول المال." كما قال شافر الذي درب الكاميرون لأربع سنوات وقادها للفوز بكأس الأمم الأفريقية 2002 والوصول لنهائيات كأس العالم في العام نفسه: إن التشكيلة الحالية افتقدت للوحدة. وأضاف "إنه أشبه بعرين الأسود ويحتاجون لمدرب يفرض عليهم الانضباط ويتمتع بقيادة قوية." الصحف الجزائرية تشيد بانتصار الخضر بعد ليلة من الاحتفالات، التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، استيقظت الجزائر على وقع إشادة الصحف بالنصر "المدوي" على كوريا الجنوبية 4 ? 2، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثامنة من مونديال البرازيل لكرة القدم الأحد. وقد تأخرت الصحف الجزائرية عن موعد صدورها المعتاد لتفرد مساحة لنتيجة المواجهة مع كوريا الجنوبية، التي تكللت بنصر عبرت عنه عناوين الصفحات الأولى، ومنها: "أحسنتم"، "أسعدتمونا"، "الانتصار المدوي"، "الخضر يستيقظون ويحسنون فرصهم بالتأهل"، "الخضر يتواصلون مجددا مع النجاح"، "فوز مذهل"، و"بوابات الدور الثاني فتحت على مصراعيها". وكانت هتافات الفرح عمت الشوارع الجزائرية منذ لحظة انتهاء المباراة في بورتو أليغري البرازيلية، فردد الجزائريون تعبير "واحد، اثنان، ثلاثة، فلتحيا الجزائر"، معربين عن أملهم في التأهل إلى الدور الثاني. هندي يحقق حلم حياته بالجوع نجح المشجع الهندي تشاترجي (81 سنة) في الحصول على فرصة لمشاهدة مباريات كأس العالم المقامة حاليا في البرازيل برفقة زوجته (72 سنة)، بعد أن نجحا في توفير تكاليف رحلتهما لحضور المونديال باستقطاع جزء كبير من معاشهما. وسبق للزوجين أن حضرا نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا الذي توج فيه المنتخب الإيطالي بطلا، وكذلك نهائيات مونديال المكسيك عام 1986 التي شهدت إبداعات أسطورة الأرجنتين "دييجو مارادونا". وقال "تشاترجي" في تصريحات إعلامية: "على مدار الأربع سنوات الماضية اعتمدت أنا وزوجتي على تناول الأسماك فقط وقضينا معظم الأوقات جائعين من أجل جمع الأموال للتواجد في البرازيل". يذكر أن الدخل الشهري للزوجين لا يتجاوز 175 دولارا وليس لديهما أولاد، ويتفرغان لمتابعة كرة القدم التي يعتبرانها المتعة الوحيدة في حياتهما.