بودلير يصف فكتور هوغو بالبلاهة في رسالة طُرحت للبيع مع الطبعة الأولى من «ازهار الشر» كان عملاق الأدب الفرنسي ومؤلف «البؤساء» فكتور هوغو شخصا ثقيل الدم ايضا أو هكذا على الأقل كان بنظر مجايله ورفيقه في الشعر شارل بودلير. ففي رسالة كتبها عام 1860 الى مراسل مجهول شكا بودلير كيف «ان هوغو يواصل كتابة رسائل غبية اليَّ» مضيفا ان رسائل هوغو أوحت له بأن يكتب مقالا يبين فيه «ان العبقري يكون ابلهاً على الدوام بقوة قانون مصيري». وعرضت دار كريستي رسالة بودلير للبيع في مزاد في نيويورك مع طبعة اولى من مجموعة بودلير الشهيرة «ازهار الشر» تحوي ست قصائد حُذفت من الطبعة الثانية. وبيعت الطبعة الأولى من «ازهار الشر» مقابل 293 الف دولار. وكان نشر الطبعة الأولى من «ازهار الشر» عام 1857 اعقبته محاكمة بودلير بتهمة انتهاك «الأخلاق العامة» وأمر القاضي بحذف ست قصائد من المجموعة. واعلن هوغو تضامنه مع بودلير بعد محاكمته قائلا «ان ازهار الشر تشع وتتألق كالنجوم» وقال له في عام 1859 «انت تعطينا رعشة من نوع جديد». واهدى بودلير بدوره ثلاث قصائد من «ازهار الشر» الى هوغو ولكن الشاعر سي. كي. وليامز الفائز بجائزة بولتزر كتب ان بودلير رغم ذلك «كان يحتقر هوغو في قرارة نفسه». وتتحدث الناقدة روزماري لويد عن الغيرة من هوغو التي اعترف بها بودلير في رسائله. فهو في الوقت الذي امتدح «البؤساء» في مراجعة نشرها عام 1862 وصف العمل في رسالة الى أمه بأنه «بغيض وأخرق» واضاف «أظهرتُ في هذا الموضوع إني اتقن فن الكذب». وتعين على بودلير ان يتعاطى على مضض مع هوغو بوصفه شاعرا وروائيا وكاتب مقالات وسجاليا... بل أشهر رجل في العالم بالمعنى الحرفي للكلمة»، كما يذهب وليامز. ويرى وليامز ان هوغو في الوقت الذي كان يمتدح بودلير فانه «بكل تأكيد استهان بأهمية عمله وما كان ليتخيل في احلامه ان بودلير سيحدد جماليات القرن الذي جاء بعده وان هوغو نفسه، بوصفه اديبا مؤثرا وعبقريا، سيصبح مادة للحنين أكثر منه رمزا للقوة الابداعية والأهمية الفنية». كتب بودلير رسالته عن ادغار الن بو الذي ترجم الشاعر الفرنسي اعماله. ويأتي ذكر فكتور هوغو في ملاحظة ذيل بها رسالته.