بعد نجاح «تويتر» (التغريد)، ها هو إيفان وليامز، مؤسسها، يؤسس «ميديام» (الوسيط). بعد التغريد الملحمة. وذلك لأن «ميديام» عبارة عن «تويتر بلا حدود». لكنها، ليست فقط ملاحم عادية، بل «ملاحم حية»: كتب حية، يعلق الناس فيها. ومجلات حية، يشترك الناس في كتابتها. في المرة الأولى، تعمد وليامز ألا يغرد كل شخص كل مرة أكثر من 140 كلمة. وطبعا، أحب الناس ذلك، بدليل أن عدد المشتركين وصل إلى أكثر من خمسمائة مليون شخص. وقال كثير من الناس إن «خير الكلام ما قل ودل». لكن، يعترف وليامز بأهمية المناقشات المطولة. لهذا، قرر اختراع «تويتر بلا حدود». وبعد أن جعل وليامز أي شخص، في أي مكان في العالم، يقدر على أن يكون مخبرا (ينقل الأخبار)، وصاحب رأي (يعلق)، وحدثا إخباريا (ينشر أخباره هو)، يريد أن يكون أي شخص، في أي مكان في العالم، مؤلف كتاب يكتبه هو. أو يشترك في تأليف كتاب يكتبه غيره. أسس وليامز «تويتر» عام 2006 . وفي عام 2010، ترك إدارتها مباشرة (يستمر عضوا في مجلس الإدارة). وأسس مكاتب «ميديام» على مسافة ميل واحد من مكاتب «تويتر» في سان فرانسيسكو (ولاية كاليفورنيا). ألا تكفى «تويتر»؟ قال لصحيفة «نيويورك تايمز»: «قضيت كل حياتي في تأسيس مدونات شخصية. ليقدر أي شخص، في أي مكن في العالم، في أي وقت، على تدوين رأيه، وعلى إرساله إلى كل العالم، كل الوقت، كل مرة». وأضاف: «لكن، بدأت أحس بأن أدوات التدوين هذه لم تتطور منذ عشر سنوات.. لهذا، طورت هذه (ميديام)». في الحقيقة، قبل أن يخترع »تويتر«، اخترع «بلوغر»، أول موقع للمدونات الشخصية. ونجح كثيرا، واشترته شركة «غوغل». لهذا، يمكن اعتباره «أبو البلوغيين». ولهذا، يمكن اعتبار «ميديام» وسيلة مضاعفة، ومتطورة، لأصحاب البلوغات. وإذا صارت «تويتر» سهلة بسبب حدود 140 كلمة (ومساحة)، يأمل وليامز أن تصير «ميديام» سهلة بسبب استعمال تكنولوجيا جديدة خيالية. لهذا، يقدر الشخص على ملء صفحات وصفحات بمواضيع، وصور، ورسوم بيانية، ورموز، وأي شيء يريد. في الحقيقة، كتاب «ميديام» ليس فقط كتابا في الإنترنت. إنه »كونتيواس بوك« (كتاب متواصل)، أو «لايف بوك» (كتاب حي). يكتبه كاتبه، ويغير فيه، ويضيف إليه، وينقل تعليقات آخرين عليه. كتاب ليست له نهاية. وفعلا، فعل ذلك وولتر إيزاكصون، رئيس تحرير سابق لمجلة «تايم». والآن، مدير معهد «اسبين» (ولاية كولورادو)، واحد من أهم مراكز الأبحاث في الولاياتالمتحدة. ومن الكتب التي كتبها: «ستيف جوبز» (مخترع كومبيوتر أبل)، و«بنجامين فرانكلين»، و«ألبرت اينشتاين». ويلاحظ الذي يزور كتبه في موقع «ميديام» أنها ليست مثل كتب «أمازون». وذلك لأن كل كتاب «حي»، فيه آخر التغييرات، وآخر التعليقات. كيف يتساوى إيزاكصون مع تلميذ مدرسة ثانوية في كوالالامبور، مثلا؟ يقدر كل واحد على كتابه «كتاب حي». لكن، يدفع موقع «ميديام» مقابلا ماليا لكتب إيزاكصون، ولا يدفع لتلميذ كوالالامبور بالضرورة. وذلك لأن الهدف هو تنويع المواضيع، كتبها مشاهير، أو غير مشاهير. ولهذا، تأتي نسبة أكثر من 95 في المائة من جملة ألف «كتاب» يحمل كل يوم، من غير محترفين. وعن هذا قال وليامز: «نريد خلق موقع فيه أفضل الأفكار والقصص، لتصل إلى أكبر جمهور. في الوقت الحاضر، يمتاز الإنترنت بالنوعية والسرعة. وهنا، نريد نحن التركيز على النوعية». ليس فقط كتب الناس، ولكن، أيضا، الصحف والمجلات. صارت هذه «لايف» (حية) في موقع «ميديام.» ويعنى هذا أن أي شخص، في أي مكان في العالم، يقدر على المساهمة في كتابتها. وفعلا، في الأسبوع الماضي، أعلنت شركة «كوندي ناست» للنشر في نيويورك أنها ستحول مجلة «ترافيلار» (السائح) إلى موقع »ميديام«. وقالت: «هذا عهد جديد. نريد من القراء مشاركتنا في إنتاجنا».