واحد وعشرون ساعة ونصف، هي المدة الزمنية التي ستحتلها أفلام المسابقة الرسمية الأربعة عشر التي ستتبارى للحصول على الجائزة الكبرى للمهرجان «عثمان صامبين»، إضافة إلى سبع جوائز أخرى وإلى جانبها الجائزة الثقافية الموازية «دونكيشوط سينيفليا». وتضم لائحة الأفلام المشاركة في الدورة 17 لمهرجان السينما الافريقية بخريبكة، كل من: «وداعاً كارمن»، «الصوت الخفي» (المغرب)، «سم دوربان» (جنوب أفريقيا)، «كري كري» (التشاد)، »غبار وثروات» (زيمبابوي)، «آفاق جميلة» (إثيوبيا)، «إيمبازي العفو» (رواندا)، «معركة تاباتو» (غينيا الاستوائية)، «واكا» (الكامرون)، «إشاعات الحرب» (مالي)، «فيلا 69» (مصر)، «بين المطرقة والسندان» (الكونغو)، «أرصفة دكار» (السينغال)، «نسمة» (تونس). وتتناول هذه الأفلام مجموعة من الموضوعات التي تقارب الأحياء المهمشة التي يسكنها البيض المقصيون بجنوب أفريقيا، بينما اختار فيلم «معركة تاباتو»، الممثل لغينيا الاستوائية، فكرة المنفى والذاكرة والحرب التي يُراد التخلص منها ومن أشباحها، في حين اختارت أفلام أخرى مقاربة موضوع الهجرة والعزلة، خصوصاً حينما تقتحم أفكار ووجوه من الماضي نمط حياة الإنسان. كما كان لمجموعة من الفضاءات حضورها في تيمات الأفلام المشاركة، نذكر منها: فضاء مدينة دكار، الذي صوره الفيلم السينغالي «أرصفة دكار» على كونه مسرح المتناقضات، وعالم من عوالم السوريالية الذي تخفي حقائقه واجهات الأحياء العصرية، حيث تجارة المخدرات والعنف...، وبالتالي تلتقي كل هذه المظاهر بمجموعة من الأحلام الممكنة التي تتحول إلى كوابيس تؤثر على حالات الحب الممكنة التي يقدمها هذا العمل السينمائي. موضوع كرة القدم، بدوره سجل حضوره، خصوصاً في فيلم «غبار وثروات» وفيلم «آفاق جميلة»، حيث تم استحضار هذه الرياضة وربطها بحلم الشهرة والإعاقة من جهة أخرى، وذلك من أجل تحدي عنصر الإعاقة وكل الصعوبات التي تطرح أمام الإنسان المعاق. في المقابل، نجد أن تيمة الشهرة ارتبط بحلم اللاعب بأوربا والآمال التي يعقدها الشباب الافريقي للوصول إلى الضفة الأوربية. بينما اختار فيلم «كري كري» ربط تيمة الحلم والإعاقة بفن الرقص، وكيف يتحول هذا الحلم إلى الانتماء لمافيا التهريب لتجاوز الوضع الاجتماعي القاسي. فكرة التطهير العرقي بدورها كانت حاضرة خصوصاً بدولة رواندا مع فيلم «العفو»، وما تثيره من أحقاد تدفع إلى حد الانتقام. أما فيلم «شائعات الحرب» الذي يمثل دولة مالي، فاختار فكرة مقاومة الاسلاميين إبان اندلاع الحرب الأهلية بالبلاد، وما أفضت إليه من صراعات واغتيالات وهدم للمآثر، وتطبيق أحكام الشريعة الاسلامية، استدعت المقاومة واستثمار فكرة التصالح بين مكونات المجتمع المالي عوض الحرب. كما كان لفكرة الاغتصاب وما يخلفه من آثار على الجسد الأنثوي، مَوْضوعاً من بين موضوعات الأفلام الأربعة عشر المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 17 للمهرجان، حيث سجلت حضورها إلى جانب صورة العنف والصعاب التي تحدثها وسط المجتمعات الافريقية.