بدعوة من المكتب الاقليمي وبتنسيق مع المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديموقراطية للشغل، احتضن فضاء المركب الثقافي المهدي بن بركة بالرباط عشية الجمعة 6 يونيو الحالي لقاء تواصليا مع عبد العزيز ايوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم ف د ش في موضوع : الملف الاجتماعي وتطورات الحوار القطاعي اللقاء الذي قدم له عضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للتعليم عبد الاله بن التباع محددا السياقات الخمسة التي يأتي من خلالها هذا اللقاء التواصلي المباشر مع عموم الشغيلة المغربية وبشكل خاص مع مكونات الاسرة التعليمية، وهذه السياقات هي : جمود الحوار المركزي وهزالة النتائج المترتبة عنه؛ التنسيق الوحدوي النقابي والذي تكرس بمسيرة 6 ابريل والمذكرة المشتركة التي رفعتها المركزيات الثلاثة الفيدرالية الديموقراطية للشغل والكونفدرالية الديموقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل الى رئيس الحكومة دون ان تجد لها اذانا صاغية؛ اما السياق الثالث فيهم بطء وتيرة الحوار القطاعي؛ واعتبر بن التباع أن السياق الرابع الذي ورد فيه هذا اللقاء التواصلي للأخ ايوي محاولة احتكام الحكومة الى أغلبيتها العددية في البرلمان ومن جانب واحد، لتمرير ما يسمى بإصلاح نظامي التقاعد والمقاصة؛ اما السياق الخامس للقاء ، فقد اعتبره ذو حمولة أخلاقية ويتمثل في عدم وفاء الحكومة لالتزاماتها السابقة : اذ وعدت برفع نسبة النمو الى 7 بالمائة لتقف حاليا في مستويات متدنية، بالإضافة الى تملصها من تنفيد ما تبقى من اتفاق 26 ابريل 2011 وكذا المحضر الموقع مع الاطر العليا المعطلة. اما الكاتب الاقليمي سعيد العبدي فقد تساءل عن فحوى ما يقال انه اصلاح في وقت تعرف فيه نسب الهدر والتسرب المدرسيين ارتفاعا مهولا الى جانب انعدام التجهيزات المختبرية وضعف الاطعام والنقل المدرسيين، مشددا على ان رجل التعليم ليس مسؤولا عن تراجع مستوى منظومتنا التعليمية، بل هذه مسؤولية الحكومة بامتياز . الأخ عبد العزيز ايوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم ف د ش فقد نجح في تحليل الوضعية الاجتماعية العامة بالمغرب قبل أن يعرج على الاشكالية التربوية ببلادنا، مشيرا الى أن الحكومة بنسختيها الاولى والثانية لم تحسن استغلال فرصة المسار السياسي والحراك الاجتماعي الذي تمخضت عنه والذي أفرز دستورا جديدا ورئيس حكومة بصلاحيات واسعة لم تتح في المغرب من قبل، متسائلا عن الجدوى من تعطيل الحكومة لتنزيل النصوص الدستورية التنظيمية وخاصة تلك المحددة للحوار الاجتماعي والتي اعقبها فقط تواتر جرعات الزيادات المتوالية في المواد الاستهلاكية الاساسية ولجوئها الى اغلاق باب الحوار الاجتماعي مع رفضها فرض ضريبة على الثروة والشركات المستفيدة من الدعم عبر صندوق المقاصة. ايوي أكد على أن دور الحكومة الحالية يتمثل في تكبيل حركية المجتمع واللجوء الى ثقافة قمع الحركات الاحتجاجية باللجوء كذلك الى الاقتطاع غير القانوني من أجور المضربين والتلويح بالمصادقة على قانوني النقابات والاضراب، متسائلا عن الجدوى من التفاوض مع حكومة تشجع بإجراءاتها المقاولات والشركات على ابتزاز العمال وتستهدف باستمرار، العمل النقابي، معتبرا ان الحكومة بصدد تحضير الاجواء ليصبح الفاعل السياسي هو المتحكم الوحيد في الساحة الاجتماعية وبالنسبة لقطاع التربية الوطنية شخص ايوي وبعمق مشاكل القطاع وتجاهل الحكومة لمطالب اصلاحه، مبينا انها لم تستخلص الدروس من الفشل الذريع للمخطط الاستعجالي وهو ما يفقدها لاي تصور واقعي لهذا الاصلاح معززا تحليله بارقام تقنية دولية جعلت المغرب ضمن الدول العشر الاخير في المجال ونكاد نأتي الى جانب اليمن ودول اخرى فقيرة . وعرج ايوي على المبررات التي تحاول افراغ القطاع من بعده السياسي بدعوى ان التعليم كان ضحية التعاقب السياسي وتصنيفه ضمن وزارات السيادة وهو ما يعمق من أزمته البنيوية محذرا من الحملة الاعلامية المخدومة لتبرير الفشل الحكومي في القطاع والتي تروج لمسؤولية الاسرة التعليمية ولتبرير الاقتطاعات الجائرة وقمع الحريات النقابية، مشيرا في ذات الوقت الى موقف النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديموقراطية للشغل وهو موقف يتناغم مع حلفائها في التنسيق النقابي، موقف يسعى الى تجاوز الاخفاقات والحد من الاحتقان مقترحا : أولا : طرح أرضية تفاوضية فعالة وواقعية ومسؤولة؛ ثانيا: فتح افاق مهنية حقيقية أمام نساء ورجال التعليم تتمثل في إحداث درجة جديدة مع رد الاعتبار للرتب وتحسين نظام التعويضات؛ ثالثا: توسيع وعاء الترقية ومراجعة مساطرها؛ رابعا : تحسين أوضاع 43 في المائة من العاملين بالقطاع في العالم القروي؛ خامسا انصاف كل الفئات المتضررة بمن فيهم الذين ولجوا القطاع بالسلمين 7 و 8 على اساس قاعدة 15 على 6 ؛ سادسا ، توسيع قاعدة التوظيف في الوظيفة العمومية للحد من عجز صناديق التقاعد عوض استهداف العاملين بها حاليا؛ سابعا : رد الاعتبار للفضاءات التعليمية من حيث تجهيزها وجماليتها وتدارك كل الظواهر السلبية التي تهددها الى جانب قضايا تعليمية أخرى ناقشها الكاتب العام بكل جرأة مع كل المتدخلين...