احتضن مقر الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي بالأحباس يوم الأحد 8 يونيو الجاري، أشغال المؤتمر الجهوي الأول للشبيبة الاتحادية المنعقد تحت شعار «الشبيبة الاتحادية في صلب معركة إنقاذ الدارالبيضاء»، الذي افتتح بتلاوة الفاتحة ترحما على شهداء الشبيبة الاتحادية الأربعة خلال حادث السير إبان فورة النضال العشريني ضمن حركة عشرين فبراير، وكذا الشهيد كريم لشقر الذي وافته المنية بمخفر للشرطة، والذي يطالب الحزب بكافة مكوناته ومعه الحقوقيون والفاعلون، بالكشف عن تقرير الطبيب الشرعي ومتابعة المتورطين في وفاته، وذلك بحضور غفير لشابات وشبان الاتحاد الاشتراكي الممثلين لفروع الجهة، الذين رحب بهم في البداية كمال الهشومي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، الذي ذكّر بالأشواط التي تم خلالها التحضير لهذه المحطة، مؤكدا على أدوار الشبيبة وأهميتها في الحياة الحزبية، والآفاق التنظيمية التي تنتظرها ، ومن بينها محطة المؤتمر الوطني المقبل، داعيا مكوناتها إلى الانسجام والاشتغال تماشيا ومقررات المؤتمر الوطني التاسع للحزب والمساهمة في البناء التنظيمي. الهشومي وقف كذلك عند قضية المرحوم كريم لشقر معتبرا أنها قضية مصيرية، داعيا إلى الكشف عن الحقيقة. عبد الرحيم الغفيري باسم اللجنة التحضيرية أكد بأن محطة المؤتمر الجهوي للشبيبة الاتحادية هي لحظة مفصلية وتاريخية تعيشها الشبيبة الاتحادية بالجهة، موضحا بأنها تتويج لعمل تحضيري متميز ودؤوب دام أزيد من 9 أشهر ومايزيد لأجل رص الصفوف وربط جسور التواصل مع كافة مناضلات ومناضلي الشبيبة الاتحادية، مشددا على ان الجميع يتوخى من هذه المحطة ان تكون بمثابة ولادة جديدة لمنظمة الشبيبة الاتحادية العتيدة، لأنها شريك أساسي وفاعل في عملية إنقاذ الدارالبيضاء من خلال رد الاعتبار لمفهوم العمل السياسي، وكذلك لاسترجاع ثقة الشباب البيضاوي وانخراطه في حل معضلات البطالة والفقر والتهميش، التي تعاني منها شرائح واسعة بالجهة ككل ولاسيما الفئات الشبابية والنسائية. من جهته محمد لعسيلي، وباسم اللجنة الإقليمية لفروع الحزب، استحضر لحظة تأسيس الشبيبة الاتحادية سنة 1975 حين كان الأفق النضالي لايزال ملتبسا فجاءت لحظة التأسيس تماشيا واختيار الحزب لاستراتيجية النضال الديمقراطي، مشددا على دور الشبيبة الاتحادية في المساهمة في بناء مشروع ديمقراطي ككل، داعيا إياها إلى الانخراط في الصراع ضد الاتجاه المحافظ داخل المجتمع والذي تمثله الحكومة الحالية وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية، كما حث لعسيلي الشباب الحاضر على الانخراط في بناء العقل والذات وإلى التكوين الذاتي والنجاح الشخصي على المستوى التعليمي والمهني والعمل على ضمان انعكاس ذلك على البنية التنظيمية وعلى مبادراتهم الميدانية للدفاع عن مشروع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وحيد مبارك عضو الكتابة الجهوية ومنسق لجنة قضايا الشباب بها، ثمن الخطوات والأشواط التي تم قطعها للوصول إلى محطة المؤتمر، مذكرا بمساهمة الكتابة الجهوية في هذا الصدد ودعمها الكامل خلال كل السنوات الفارطة لمختلف المبادرات الشبابية، مشيدا بالحضور الكمّي والكيفي لمناضلات ومناضلي الشبيبة الاتحادية بالجهة خلال هذا المؤتمر، داعيا إلى الفعل الميداني في مختلف الحقول الشبابية التلاميذية، الطلابية والجمعوية، وفي خضم الحركات المجتمعية، مؤكدا على أنها الأدوار الحقيقية للشبيبة الاتحادية وبأنها الحقول الأساسية للنضال عن قرب من أجل الدفاع عن مشاكل الشباب والمرافعة عن مطالبهم وتجسيد اختيارات الحزب وأجرأة مقرراته، مثمنا الشعار الذي تم اختياره ، مشيرا إلى المشاكل التي تعرفها الجهة ككل والدارالبيضاء خصوصا، مستحضرا مواقف الاتحاد الاشتراكي في هذا الصدد داخل مجلس المدينة منذ سنوات خلت وفي الإعلام الحزبي ومواقف الأجهزة التنظيمية للحزب ، التي دقت ناقوس الخطر غير ما مرّة، والتي يتم التسويق على أنها مدينة متروبولية تضاهي كبريات عواصم الدول المتقدمة والحال أنها تعيش على إيقاع المتناقضات، والفساد، وغياب الحكامة والقرار، مقابل تشجيع التسيب، وتحكم لوبيات في مصيرها ومصير شبابها، الأمر الذي أدى إلى تفاقم حدة أزمات مجتمعية، يؤدي المواطنون بشكل عام والشباب خاصة، ثمن تبعاتها، ومن بينها ما اصطلح عليه بظاهرة التشرميل على سبيل المثال لا الحصر. كما وقف وحيد مبارك عند قضية المناضل كريم لشقر، داعيا إلى الكشف عن الحقيقة ومحاسبة المتورطين، مشيرا إلى الثغرات القانونية التي تعرفها مخافر الشرطة والدرك وتغييب دور الطب الشرعي قبل وضع الموقوفين رهن الحراسة النظرية، معرّجا على اعتقال اليافع أيوب بوضاض في مسيرة 6 أبريل، وإلى اغتيال عبد الرحيم الحسناوي وتحويل الجامعات إلى فضاءات للاقتتال عوض التشجيع على تلقي العلم والفكر وعلى التشبع بقيم الحوار والسلم والديمقراطية في بعدها الشمولي، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية لم يتحدث عن الاغتيالات والعنف في الساحة الجامعية إلا من خلال حادث الحسناوي. رحاب حنان عضوة المكتب السياسي شددت بدورها على أن الدارالبيضاء وشبابها هم في حاجة إلى إنقاذ كبير، مؤكدة على ان الشباب البيضاوي قادر على التمييز بين الحقوق والواجبات، وبأنه لايمكن له أن يبقى على الهامش، في ظل مدينة بدون ملاعب وبدون فضاءات ترفيهية وثقافية، وفي ظل انعدام النظافة وارتفاع حدة التلوث وكل المظاهر الشائنة والاختلالات المجتمعية التي يشب وينمو في خضمها الشباب البيضاوي الذي أكدت على انه شباب واع، يقظ، يطمح إلى مستوى أفضل، وهو ليس بشباب «مشرمل» كما يحاول البعض نعته. ووقفت رحاب عند قضية لشقر التي اعتبرت بأنها قضية مصيرية لاتراجع عنها، مشددة على أن الحزب يطالب وبإلحاح بفضح التجاوزات والانتهاكات التي وقعت وكشف الحقيقة، مؤكدة على أنه يجب الوقوف وبقوة ضد المساس بالحريات الفردية والجماعية، داعية المغرب إلى أن يحترم ثقافة حقوق الإنسان، مستدلة في ذلك بواقعة سيدي بطاش وإقدام شاب على الانتحار بعدما تم انتهاك حريته الفردية المتمثلة في رغبته في حلاقة شعره بكيفية معينة، هذه الحريات التي ينص عليها الدستور المغربي التي لم تحترم والتي كان من بين تداعياتها هذا الحادث المأساوي والمؤسف. وأوضحت رحاب على أن الاتحاد الاشتراكي يريد شبابا واعيا، متعلما، مثقفا، مناضلا ومبادرا، يتمتع بكامل حقوقه، والذي يجب على مدبري الشأن العام والمسؤولين عن السياسات العمومية، التعامل مع متطلباته وتلبيتها حتى يكون مساهما في بناء وطنه وتنميته. ووقفت عضوة المكتب السياسي عند محطة المؤتمرات الإقليمية للحزب على صعيد مدينة الدارالبيضاء داعية الشباب الاتحادي إلى المساهمة الفعالة في إنجاحها، مؤكدة على مكانة الشباب الاتحادي في البنية التنظيمية للحزب وعلى الأدوار التي يجب أن يضطلع بها. وقد خلص المؤتمر الجهوي إلى انتخاب كتابة جهوية بالإجماع تتكون من 29 عضوة وعضوا، يرأسها يونس الجاوي ككاتب جهوي، وعدنان حاكيمي كأمين للمال. البيان العام تحث شعار: ''الشبيبة الاتحادية في صلب معركة انقاذ جهة الدار البيضاء الكبرى'' وتحث اشراف المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية والمكتب السياسي للحزب والكتابة الجهوية للحزب واللجنة الاقليمية التنسيقية للحزب بمدينة الدار البيضاء، وتنفيذا لمقرر المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية ولقررات اللجنة الادارية للحزب في افق انعقاد المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاتحادية. انعقد يوم الاحد 08 يونيو 2014 المؤتمر الجهوي الأول للشبيبة الاتحادية بجهة الدار البيضاء الكبرى بمشاركة مناضلات ومناضلي الشبيبة الاتحادية ممثلين عن فروع المنظمة بالجهة بلغ عددهم 165 مؤتمرة ومؤتمر، وبعد نقاش عميق وصريح طبع اشغال هذا المؤتمر من خلال مناقشة وضعية الجهة وعلاقتها بانتظارات ومتطلبات الشباب خاصة من خلال الكلمات المقدمة، وبعد انتخاب الكتابة الجهة للشبيبة الاتحادية طبقا للضوابط والقوانين، فان الشبيبة الاتحادية بالجهة توصي وتطالب ب: على المستوى التنظيمي: - تحيي القيادة السياسية وتثمن مختلف المبادرات التي تجعل من الحزب قاطرة حقيقية لخدمة انتظارات ومتطلبات المجتمع المغربي في اطار استعادة المبادرة؛ - تدعو الى الانخراط التام لمختلف فروع المنظمة في الحركية الحزبية الداخلية تقوية للحزب ولمؤسسته؛ - تدعو الى التعبئة الكاملة من أجل انجاح المؤتمر الوطني الثامن المقبل، وجعله عرسا شبيبيا بامتياز، ومرحلة اعادة انطلاق حقيقة للمنظمة من أجل مواجهة التحديات والرهانات؛ - تثمن مجهودات المكتب الوطني في إعادة التوهج الاشعاعي والتنظيمي للمنظمة سواء على المستوى الوطني او الدولي في افق انعقاد المؤتمر الوطني؛ على المستوى السياسي: - تدين بشدة وتستنكر عودة نهج عملية الاعتقال والتعذيب بمخافر الشرطة والتي ذهب ضحيتها مناضل الشبيبة الاتحادية بمدينة الحسيمة المرحوم ''كريم لشقر'' وتطالب الجهات المختصة بفتح تحقيق نزيه ومعاقبة المتورطين. - تستنكر عميلة الاعتقالات والانتقام من نشطاء شباب في مختلف الحركات الاحتجاجية خاصة معتقلي 06 ابريل ومدينة الخنيفرة وغيرهم؛ - تستهجن وتدين تصريحات الحكومة الكاذبة بغياب الاعتقالات والتعذيب بمخافر الشرطة وتدعو الى الحرص على تطبيق روح دستور 2011 الذي توافق بشأنه المغاربة والذي دستر الحق في الاحتجاج وفي المحاكمة العادلة؛ - تعبر عن رفضها المطلق لممارسة العنف بالجامعة مهما كان مصدره، وتؤكد على ان تبقى الجامعة مسرحا للفكر الحر والمستنير كقاعدة أساسية في الاختلاف؛ - تدين وترفض ما اقرته وزارة التعليم العالي ووزارة الداخلية من قرار يهدف الى اعادة عسكرة الجامعة؛ - تنبه الدولة المغربية الى خطورة الوضع الذي تريد الحكومة الحالية ان ترجعنا من خلاله الى سنوات الجمر والرصاص؛ - ترفض مسلسل الاقصاء الممنهج للشبيبة الاتحادية من طرف الحكومة في مختلف الاوراش المفتوحة الخاصة بالشباب؛ - تنبه الى مسلسل الاقصاء والتهميش في صفوف الشباب خاصة بجهة الدار البيضاء الكبرى والتي لا يمكن إلا ان تنتج ثقافة الحقد والجرم والفوضى وظهور ظواهر جديدة في صفوف الشباب؛ - تنبه الى ان معالجة المشاكل البنيوية لجهة الدار البيضاء الكبرى لا يمكن ان تتم الا بطريقة تشاركية وبفعل اعادة الاعتبار الى الفاعل السياسي ومحاربة الريع السياسي؛ - تؤكد أن معركة انقاذ جهة الدار البيضاء الكبرى لا يمكن نجاحها الا بمحاسبة المفسدين ووفق منظور تكاملي بين الفاعل السياسي والمدني والاجتماعي ولعيدا على الدسائس والمخططات التي تصاغ بعيد عن المؤسسات وارادة البيضاويين.