صفعة جديدة للجزائر.. بنما تقرر سحب الاعتراف بالبوليساريو    تنسيق أمني مغربي إسباني يطيح بخلية إرهابية موالية ل"داعش"        لقجع يؤكد "واقعية" الفرضيات التي يرتكز عليها مشروع قانون المالية الجديد    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        كيوسك الجمعة | إيطاليا تبسط إجراءات استقدام العمالة من المغرب    السلطات الجزائرية توقف الكاتب بوعلام صنصال إثر تصريحات تمس بالوحدة الترابية لبلده    بنما تعلق الاعتراف ب "الجمهورية الوهمية"    البحرين تشيد بالدور الرئيسي للمغرب في تعزيز حقوق الإنسان    أنفوغرافيك | صناعة محلية أو مستوردة.. المغرب جنة الأسعار الباهضة للأدوية    توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    جنايات طنجة تدين المتهمين في ملف فتاة الكورنيش ب 12 سنة سجنا نافذا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'            المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثقافة المغربية والبحث العلمي

نظم مختبر السرديات للخطاب والدراسات المُقَارِنَة، وتكوين دكتوراه الخطاب السردي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، الندوة العلمية الأولى للباحثين في الدكتوراه، في محور «قضايا في الثقافة المغربية»، وذلك يومي الأربعاء والخميس 04 و05 يونيو2014. بقاعة عبد الواحد خيري.
ورامت هذه الندوة فتح النقاش في بعض قضايا الثقافة والأدب بالمغرب، قديمه وحديثه، ودراسة بعض متونه المتعددة والمتنوعة كما وكيفًا، حيث شكل المغرب, ومنذ القديم بوتقة انصهرت فيها ثقافات وحضارات كل الذين استوطنوه. إضافة إلى انفتاحه وقربه من الأندلس/أوروبا، وكونه بوابة إفريقيا والعالم العربي والإسلامي، وموطن الكثير من العلماء والرحالة، ونوابغ الشعراء، والمتصوفة، والمجاذيب، وحتى البهاليل، والسحرة، والكهان ... وغيرهم ممن مبثوثة أفكارهم، وأقوالهم، وأحلامهم في مضان مختلفة: ككتب الرحلات، وكتب التاريخ، والنوازل الفقهية، والتراجم والطبقات،...بحيث طبعوا بمياسم متعددة كينونة الإنسان، والحياة، والأدب، والثقافة.
وأشرف على تنظيم هذه الندوة طلبة تكوين دكتوراه الخطاب السردي، وبمشاركة طلبة وحدة «الحضارات الفرنكوفونية والمقارنة»، ونسق أشغالها د/ شعيب حليفي مدير «مختبر السرديات للخطاب والدراسات المُقَارِنَة»، وعرفت مشاركة 20 طالبا باحثا وامتدت على سبع جلسات.
وعرفت الندوة في يومها الأول ثلاث جلسات، سير أشغال أولاها الناقد عثماني الميلود، الذي أكد على أهمية الندوة في تجسير التواصل بين الباحثين، وطلبة الكلية، ومع المثقف المتابع لحيوية الجامعة، كما اعتبرها ضربا من التمرين والتمرس للباحثين. وكان أول متدخل هو الباحث، إبراهيم أزوغ الذي سعى إلى تقديم قراءة لنص: «كتاب أصول أسباب الرقي الحقيقي» للفقيه لأحمد بن محمد الصبيحي»، وأتت هذه القراءة لاستجلاء الطموحات والأحلام المستقبلية للمثقف المغربي في الرقي والتقدم، واجتهاده في تشخيص وحصر أسباب تخلف واقعه الراهن، والعوائق التي تحول دون الإصلاح والمدنية، مما جعل من النص نتاجا لأسئلة الواقع والحاجة، الحلم والحقيقة، ونتاجا لتمزقات الأنا في صياغة شروط التقدم بين الرغبة في الاجتهاد والتجديد، والارتباط والارتهان للتقليد.
وقارب المتدخل الثاني ناصر ليديم موضوع «مواجهة الموت»، من خلال نص نفيس بعنوان «رسالة دواء الموت» لسيدي محمد السليطن المراكشي، عبر سبر أغوار الأنساق الثقافية المضمرة في النص بمختلف أبعادها، وتجلياتها الثقافية وخاصة فيما يتعلق باستحضار المكون المحلي، والبيئة السوسيوثقافية، حيث يتميز هذا النص الثقافي بطابع شائق على مستوى الجرأة في التعبير عن الأفكار بشكل يجعله من النصوص التي تعكس روح عصرها وبنيتها الثقافية ومؤثراتها السوسيومعرفية. كما تناولت الورقة طابع السخرية والهزل في هذا النص الثقافي الذي يجعله من النصوص التي قد تجد لها مكانا في أدب السخرية.
المتدخل الثالث الباحث سالم الفائدة ، ساهم بورقة عن الفقيه الشاعر عبد السلام جسوس، وقد سعى فيها إلى الكشف عن حقيقة اغتيال هذا العالم المغربي في القرن الثامن عشر في عهد السلطان المولى إسماعيل وذلك من خلال التركيز على خمسة محاور أساسية ،وهي جدل الثقافي والسياسي،سيرة الفقيه الشهيد،قضية تمليك عبيد البخاري محنة واغتيال الفقيه ، الأسباب الحقيقية لاغتيال الفقيه،ثم في رثاء الفقيه. وقد قاده البحث في ثنايا هذه المصادر وغيرها إلى الوقوف على عدد من المعطيات والقرائن المهملة على هامش النصوص،وبالتالي التشكيك في الرواية التاريخية التي تشير لموت جسوس نتيجة موقفه من قضية «تمليك العبيد»فقط بل ثمة أسباب تبدو مقنعة لم يُنتبه لها ويُرجح أن تكون سببا في محنته واغتياله،أسباب ذات عمق سياسي بامتياز .
وترأس الجلسة الثانية، ذ/ قاسم مرغاطا الذي نوه بدور مختبر السرديات في إنتاج جيل من الشباب الأحرار عبر الحفر في البيئة المغربية، بتلق جديد ورؤية خاصة في الثقافة المغربية، وأعطى الكلمة للمتدخلة الأولى سلمى أبراهمة، التي تطرقت إلى موضوع أصبح لافتا للانتباه، يهم انتشار كتب السحر في المغرب، مشيرة إلى تكرر الإشارة قديما في كتاب الليالي إلى كون السحرة ينحدرون من المغرب، وإلى إصرار دور نشر مغربية أردنية ومصرية على إعادة طبع وإصدار كتب سحر لمغاربة وإتاحتها في المكتبات للجمهور الواسع.
واعتبرت الباحثة أبا العباس البوني المتوفي بالقاهرة سنة (1225)أحد هؤلاء المغاربة، إذ كان أول من جمع المعارف والعلوم الخفية التي كانت حكرا على حلقات الفقهاء السحرة في مغرب القرون الوسطى، وصنفها في كتب أهمها « منبع أصول الحكمة»و»شمس المعارف الكبرى».
وقدمت المتدخلة الثانية الباحثة سلمى جلال، قراءة في رواية عمر منيرRaïssouni le magnifique» (الريسوني الرائع) الذي اختار السرد الذاتي لمسار شخصية الريسوني، عبر الوقوف عند جوانب من حياته غير المعروفة لدى الجميع، حيث يسرد الريسوني داخل الرواية بلسانه بطريقة سلسة ومشوقة، أبرز محطات حياته، وقد سلطت الباحثة الضوء على الجانب النفسي لبطل الرواية.
وبحثا في «خصوصية التأليف التاريخي المغربي في زمن القلاقل والاضطرابات»،تطرق الباحث أحمد بلاطي، إلى كتاب «تاريخ الدولة السعيدة»أو «تاريخ الدولة العلوية» المشهور «بتاريخ الضعيف الرباطي»، الذي يعتبر من أهم المصادر الموثوقة عن تأسيس الدولة العلوية وبداياتها، وتكمن أهميته في أن صاحبه عاصر الأحداث الكبرى التي دونها واحتك بمصادره احتكاكا مباشرا، دون أن يكون له أي منصب رسمي في الدولة الوليدة. كما أن بواعث التأليف لم تكن تكليفا رسميا ولا وظيفة بل اختار الضعيف الرباطي التجرد لهذه المهمة بدون طلب من أحد.
وقارب صاحب المداخلة الرابعة، الباحث محمد تغولت نمير»التصوف الشعبي في المغرب، من خلال إشكالية المفهوم،حيث ارتأى الجواب عن السؤال الإشكالية وهو مفهوم التصوف الشعبي، انطلاقا من أسئلة إشكالية تبحث في الوجود المعجمي للكلمة، ودلالة التصوف المرجعية، وللمقصود بالشعبي: أهو اعتقادات وممارسات وتصورات للتصوف؟ وهل التصوف خاص أم عام؟ وما هي مظاهره؟ وتجلياته على مستوى الممارسة والاعتقاد؟ وما أسباب انتشاره؟ وماهي أدبياته؟...
وخلافا لجميع جلسات الندوة، قدمت أوراق الجلسة الثالثة من طرف الطلاب الباحثين ضمن «مختبر الحضارات الفرنكوفونية والمقارنة»، باللغة الفرنسية، وترأستها د/ سميرة دويدر ، التي أكدت على أهمية هذه الندوات في خلق التلاقح الفكري، وخدمة الثقافة والأدب المغربي، ومد جسور التواصل بين مختبرات البحث داخل الكلية.
وتحدثت المتدخلة الأولى مرية عزام، عن «المظاهر الثقافية المغربية في اللغة الفرنسية»، مبينة تبوأ اللغة الفرنسية في المغرب منزلةً رفيعة، حتى أنها كانت اللغة الأجنبية «المفضلة» عند المغاربة، بالرغم من التغيرات الكثيرة التي لحقتها، فكانت وسيلة التواصل الأساسية كتابة وتواصلا. وهكذا، تملّكها مستعملوها، وثبتوا أقدامهم من خلال إبداعات مختلفة، من مثل: النصوص الأدبية والأغاني والشعر الاجتماعي (slam) والحوارات والأعمال الهزلية. وعنيت في ورقتها بالتعالق الوثيق بين الثقافة واللغة، وبصفة خاصة بحضور مختلف المظاهر الثقافية المغربية في اللغة الفرنسية، باستثمار كل الحوامل الثقافية.
وتطرقت مداخلة الطالبة الباحثة فاطمة الزهراء الجامري، إلى «الفضاء في رواية الطاهر بن جلون «موحا الأخرق، موحا الحكيم»، بالنظر إلى كونه يشكّل إطار الحكاية الذي يقصّ علينا حياةَ رب الأسرة، مثله في ذلك مثل أقوال المجنون، التي لا تخلو من الشعرية والهذيان، التي تنطلق عاليا وتتحرّر كاشفة عن لغة ممنوعة يتكلمها الأشخاص المنبوذون إلى زوايا الصمت واللامبالاة، حيث يتصف المنزل الأبوي بمجموعة من السمات المميِّزة منها: الرقّ وسوء المعاملة وتعدد الزوجات والاحتقار والعدوانية. إنه منزل تقليدي، يعكس حقيقة خاصة بالمجتمع المغربي القديم، ويصوّر ظلمه للمرأةَ، على حد تعبير الباحثة. والتي رصدت معتمدة على الدراسة التأملية أن المنزل التقليدي المغربي قد كان مكانا ينتصر للرجل، بنفيه وجود المرأة، وانتصاره للظلم الاجتماعي وللجهل، وهو ما يفضحه الطاهر بن جلون، في ثنايا إنتاجه الأدبي.
وقدم المداخلة الرابعة «الظواهر الخارقة في المغرب»، معاذ جمودي، وتطرق من خلالها إلى غنى الثقافة المغربية ساعيا إلى دراسة الغريب والخارق، ومساءلة بعض من الممارسات والمظاهر في ثقافتنا. وفي الواقع، مقترحا تتبعالظواهر الخارقة في المغربعن كثب ، لكي نفهم فهما أفضل هذا المكوّن من ثقافتنا، وذلك وفق لحظات ثلاثة: الخارق: محاولة للتعريف. والمغرب: بلد الغرائب، ثم وظيفة الخارق ومنزلته في الفكر المغربي.
وعرض الباحث الموريطاني سار نديان بايدي في مداخلته «نظرة موريتانية إلى الثقافة المغربية: محاولة في تحليل القيم الناظمة»، انطلاقا من رؤية خارجية، ولكنها ليست أجنبية تماما، مادامت أوجه التشابه بين الثقافتين الموريتانية والمغربية حاضرة، محاولا أن يجمل بعض القيم الناظمة للشخصية المغربية، والتي تحكم نفسها وتفرض عليها، على نحو معين، نمطا من الكينونة. ومن أجل ذلك، ميّز بداية بين الهوية الفردية والهوية الجماعية، وبيّن كيف يسيطر الجماعي على الفرديّ في المجتمع المغربي. وعمل، بعد ذلك، على توضيح يخل القصور الفرديّ بالأسرة وبالجماعة برمتها.
وفي اليوم الثاني من هذه الندوة استمع الحضور لثلاث جلسات، سير الجلسة الأولى،د/ عبد الرحمان غانمي، الذي أكد على الاستمرار اللافت لأنشطة المختبر على الصعيد الوطني والعربي، وتناول الكلمة بعده الطالب الباحث محمد الدوهو، مقدما ورقته المتمحورة حول «بنية المحكي والمرجع في نافذة على الداخل»، لأحمد بوزفور. متسائلا عن المتكلم في هذه المجموعة القصصية».وهو سؤال سيكشف الجواب عليه أن الرؤية السردية في مسار الكتابة القصصية عند أحمد بوزفور وصل إلى مستويات سردية تجعلنا نصرح أن هذه المجموعة تسمو ببوزفور إلى الكونية.
وتناولت الورقة الثانية وهي ليونس لشهب،»الرحلة السفارية المغربية: الثوابت والمتغيرات»، من خلال ستة متون:رحلة الصفار إلى فرنسا، سنة 1845، والرحلة الإبريزية إلى الديار الإنجليزية، للفاسي، سنة 1860. وإتحاف الأخيار بغرائب الأخبار، لإدريس الجعيدي السلوي، سنة 1876.والتحفة السنية للحضرة الحسنية بالمملكة الإصبنيولية، لأحمد الكردودي، سنة 1885... ، دارسا ثوابت الرحلة السفارية ومتغيراتها، مع التنصيص على مستويات الخطاب الموازي (العنوان والمقدمة). ثم الخصائص الفنية ومدى حضور مقومات النوع الرحلي،وأخيراصورة الآخر في متخيّل الرحالة المغربي.
أما الورقة الثالثة فكانت لميلود الهرمودي، وحاولت رصد «تجليات المأساة في الروايةالمغربية»، انطلاقا من «مساء الشوق» لشعيب حليفي نموذجا، حيث ارتأى الكشف عن مأساة المجتمع المغربي كما تناولتها الرواية، محاولا تتبع هذه المآسي عبر ثلاثة أجيال كانت شاهدة على آلام المجتمع المغربي في العقد الساخن، من خلال الوقوف عند أشكال المأساة عند كل جيل على حدى، والأسباب الكامنة وراء الإحساس بالإحباط والفشل.كما أشاد بهذا العمل الروائي الذي قدم صورة عميقة عن معاناة الطبقة الهشة في صراعها مع الطبقة المهيمنة، الساعية إلى بسط نفوذها بشتى الأشكال، وإخضاع المجتمع ? خاصة الطبقة العاملة- لرغباتها ومصالحها.
وترأس الجلسة الخامسة د/ حكيم الفضيل الإدريسي، والتي شملت ثلاث أوراق، قدم أولاها محمد عرش، وعنونها ب «الثقافي والإيديولوجي في شعر محمد بنطلحة»، موضحا الفرق بين الثقافة والإيديولوجيا، وأهمية الثقافة في تحديد وبلورة الإيديولوجيا، وكيفية ارتباطهما معا انطلاقا من «نشيد البجع» وما يتلوه من أعمال. وقدم الورقة الثانية الطالب الباحث محمد محي الدين، والتي اتخذت من «شعرية الخطاب الصوفي في الشعر المغربي المعاصر» موضوعا، ومن ديوان «العبورمن تحت إبط الموت» لأحمد بلحاج آيت وارهام نموذجا، ، باحثا مدى استلهام الديوان للمتخيل الصوفي، الذي تجلى على حد تعبيره في اعتماد المعراج الصوفي كآلية جمالية في المبنى، ووسيلة مركزية لأداء المعنى، بدا من خلالها (الديوان) مسكونا بأصداء لنصوص صوفية كمنظومة «منطق الطير» للعطار، و»المواقف والمخاطبات» للنفري، وكتاب «الإسرا إلى مقام الأسرى» لابن عربي الحاتمي، ثم انتقلبعد ذلك لتحديد جماليات وأسرار، تثبت صلة الديوان بالتصوف في مناحي أخرى كالمكان والتوظيفات الحروفية، والعددية واللونية...
واختمت هذه الجلسة بورقة الطالب الباحثحميد لغشاوي «الشعر الغنائي بالمغرب»الزجل والعيطة نموذجا، حيث قدم قراءة في دواوين الزجال المغربي ادريس مسناوي أمغار. وعيطة «مولاي عبد الله أمغار» (قصيدة مغناة للفنانة فاطنة بنت الحسين ومجموعة أولاد بن اعكيدة تَمَّ تفريغها من أسطوانة).
وتفضل د/ إدريس قصوريبترأس الجلسة السادسة، المتمحورة حول «النقد الأدبي في المغرب وسؤال المنهج»، وقدم أولى مداخلاتها المتمحورة حول»عباس الجراري نموذجا للباحث في الأدبالمغربي»، الطالب الباحث آيت الشريف العربي، مركزا على أهداف الجراري من البحث في الأدب المغربي، والمناهج التي ارتضاها سبيلا للبحث (الإقليمي، التاريخي، الأكاديمي العلمي....)، وعلى لغتهالتقريرية المباشرة. في حين قدم ثاني مداخلاتها، الطالب الباحث، أحمد الحسيني، وشملت «المثاقفة وإشكالية المنهج في النقد الأدبي الحديث بالمغرب»، المنهج السيميائي أنموذجا.وسعى إلى البحث في قضية من أهم قضايا الثقافة المغربية المعاصرة. وهي قضية المثاقفة النقدية، باعتبارها بابا من أبواب المثاقفة بشكلها العام، مركزاعلى المنهج السيميائي باعتباره واحدا من المناهج التي سجلت حضورا واضحا في المشهد النقدي المغربي. وبناءً على ذلك وقف على إشكالية المثاقفة النقدية المغربية مع الآخر بالكشف عن طبيعتها وسياقاتها التاريخية والثقافية وعلاقتها بالهوية النقدية المغربية، كما تطرق إلى وضع المنهج السيميائي في النقد المغربي.
وعرض الطالب الباحث سليمان حجاجي المداخلة الثالثة التي عنونها ب «إشكالية المنهج في النقدالمغربي الحديث»، مبرزا السيرورة التي مر منها التفكير المنهجي خاصة عند الغربيين تمهيدا لظهور علم خاص بالمناهج هو علم المنهج Méthodologie، أما المحور الثاني فقد خصصه لمحاولة رصد أنماط التطبيقات المنهجية لدى مجموعة من النقاد المغاربة ملمحا إلى ما يشوب بعض تلك التطبيقات من خلل خاصة عند دعاة ما يسمى بالمنهج التكاملي المبني على التلفيق بين عدة مناهج مختلفة مما يخلق منهجا هجينا.
وعقدت في مساء هذا اليوم الثاني، جلسة سابعة/ ختامية، ترأسها الأساتذة المشرفون على بحوث الدكتوراه، وأجري خلالها تقييم لعمل الندوة، خلص إلى تناغم موضوعاتها وقضاياها، نتيجة لتقاطع الثقافي والاجتماعي... في الثقافة المغربية، وكونها ترمي عن قوس واحد يتمثل في أزمة المثقف والثقافة. كما أجمع الجميع على ضرورة طبع أشغال الندوة ضمن كتاب جماعي. ومواصلة سيرورة الأنشطة التي دأب المختبر على تنظيمها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.