نظم الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، بتنسيق مع الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية وبشراكة مع الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، يوما دراسيا حول «مستجدات الصحة الإنجابية والجنسية بالمغرب» وذلك يوم الاثنين 09 يونيو 2014 بقاعة الندوات الكبرى بمجلس المستشارين. وقد عرف هذا اللقاء الدراسي الهام حضورا نوعيا ووازنا لعدد من الأطر الطبية والعلمية في مجال الصحة الإنجابية والجنسية، ولعدد من الأساتذة والباحثين الجامعيين في اختصاصات مرتبطة بالصحة الجنسية وما يرتبط بصحة الأم والطفل وبالأمراض المنقولة جنسيا، كما حضر مجموعة من الفاعلين الجمعويين في ميادين التحسيس بالمخاطر المرتبطة بالعلاقات الجنسية غير الآمنة، وبتداعيات ظاهرة الإجهاض السري وبمشاكل الإنجاب خارج الزواج وغيرها. كما حضر اللقاء مجموعة من البرلمانيين من مجلسي البرلمان ومجموعة من الإعلاميين المهتمين بمجالات الصحة الجنسية والإنجابية. وفي افتتاح اليوم الدراسي، اعتبر محمد علمي رئيس الفريق الاشتراكي أن اللقاء الدراسي يندرج ضمن البرامج الإشعاعية للفريق الاشتراكي، في إطار توجه الانفتاح الذي ينتهجه، وضمن المقاربة التشاركية التي اعتمدها لسنوات وكرسها التوجه الدستوري الجديد. وأشار العلمي إلى أن التنسيق مع الفريق الاستقلالي يتجاوز العمل البرلماني إلى توجه الحزبين نحو تضافر جهودهما للنهوض بالعمل السياسي، وتجويد الأداء البرلماني ومواجهة التراجعات والانتكاسات التي بدأت مع هذه الحكومة، وتنذر بالمزيد من النكوص والتقهقر سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ومؤسساتيا... وعلى كافة مستويات الفعل والتدبير العمومي. وأضاف رئيس الفريق الاشتراكي أن تنظيم هذا اليوم الدراسي الهام يتم بشراكة مع الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، وهي من بين أهم منظمات المجتمع المدني ذات الاختصاص في الموضوع، وذات الرصيد المحترم على صعيد الفعل الميداني المشهود لها بالكفاءة والفعالية والامتداد تنظيما للأسرة المغربية، ورعاية للصحة العمومية في مجال الإنجاب والعلاقات الجنسية المنظمة والسليمة في اتجاه مجتمع سليم ومنظم. وفي إطار موضوع اللقاء، اعتبر محمد علمي أن الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين «بذل جهودا كبرى في التحسيس بأهمية تنظيم الأسرة المغربية ورعايتها الاجتماعية والصحية على جميع المستويات التشريعية والتنظيمية والتأطيرية. وقمنا بواجبنا على مستوى مراقبة العمل الحكومي في هذا الاتجاه عبر أسئلتنا الشفوية التي كانت تعتني بمختلف القضايا المرتبطة بصحة الأفراد والأسر المغربية، وبمدى احترام بلادنا للمعايير العالمية المعتمدة في هذا الشأن». وفي ذات السياق، أضاف العلمي أن الفريق الاشتراكي «أولى عناية بالغة في السنوات الأخيرة لأهداف الألفية الإنمائية بما فيها صحة الأم والطفل والاهتمام بالمرأة الحامل ورعاية الجنين والرضيع قبل خمس سنوات... وغيرها من القضايا المرتبطة بالصحة الإنجابية وأهميتها بالنسبة لمستقبل الأجيال المقبلة، خاصة وأن الأمر يتعلق بمؤشرات وأرقام مضبوطة وقابلة للقياس متعارف عليها دوليا». كما اهتم الفريق ببعض التقارير والدراسات الميدانية والجمعوية التي أشارت إلى إشكاليات جديدة مرتبطة بتنامي الإنجاب خارج مؤسسة الزواج، وازدياد أعداد الأمهات العازبات وما لهذه الظاهرة من آثار مركبة على صحة الأمهات الجسدية والنفسية والاجتماعية، وما لها من آثار كذلك على حياة الرضع والأطفال وأوضاعهم الصحية الجسدية والنفسية، ونموهم وقدرتهم على التأقلم مع المجتمع والمحيط. واهتم الفريق الاشتراكي أيضا ببعض القضايا الملحة التي أصبحت تفرض نفسها على مجتمعنا اليوم مثل تنامي ظاهرة الإجهاض السري، وما أصبحت تفرضه علينا من نقاش جدي في الموضوع من أجل تأطير الظاهرة والتعامل معها بالمسؤولية اللازمة في استحضار تام لكل الاجتهادات الطبية والشرعية والاجتماعية... وغيرها انطلاقا من كل هذه القضايا الحارقة وغيرها مما يرتبط بالصحة الجنسية والإنجابية في بلادنا، فكر الفريق الاشتراكي في تنظيم هذا اللقاء الدراسي الهام بشراكة مع جمعية فاعلة في مجال تنظيم الأسرة، وبحضور أطباء ومسؤولين عموميين وأساتذة باحثين وخبراء ميدانيين وعلماء... «من أجل التباحث المفتوح والمنفتح في هذه القضايا المستجدة على مجتمعنا، وطرح كل الاجتهادات بكل انفتاح ومسؤولية والخروج بتوصيات واقتراحات قابلة للعرض على المؤسسة التشريعية من أجل الاستفادة منها في التشريع ومراقبة السياسات العمومية في هذا المجال». واختتم رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين مداخلته بالتأكيد على أن هدف الفريق هو «المساهمة في تجميع كل الاقتراحات البناءة والدفاع عنها بكل مسؤولية في إطار دورنا التشريعي، ونتمنى أن نوفق في هذه المهمة النبيلة خدمة للصالح العام». أما محمد الأنصاري رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، فقد أكد على أن تنسيق الفريقين في مثل هذه المبادرات الإشعاعية يأتي في سياق التعاقد الموقع بين الحزبين الحليفين الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال، ومن بين أهم بنوده تطوير عمل الفريقين البرلمانيين وتقوية أدائهما البرلماني. وفي مداخلته باسم الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة ، تطرق مولاي الطاهر العلوي رئيس هيأة الأطباء في المغرب إلى التجربة المغربية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية التي تجاوزت 42 سنة. وفي هذا السياق أعطى لمحة هامة حول عمل وتجربة الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة والتي انطلقت منذ 1971 وتطورت لتمر من عدة محطات وتعيش عدة تجارب ومراحل في عملها العلمي والجمعوي والميداني، توعية وتحسيسا وخدمة للصحة الإنجابية في المغرب. وأشار الأستاذ العلوي إلى أن هذه التجربة الغنية تطورت اليوم إلى مقاربة جديدة مفتوحة على المستقبل في «رؤية 2020». وهي المقاربة المنبنية على القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات لتحقيق التكافؤ الفعلي في الفرص لكل من النساء والرجال بحلول عام 2020، إضافة إلى الاعتراف بأن الحقوق الجنسية والحقوق الإنجابية من حقوق الإنسان. كما أن من بين أهم أهداف «رؤية 2020» تخفيض معدل وفيات الأمهات بسبب الإجهاض غير الآمن بنسبة 75%، بالإضافة إلى ضرورة تخصيص الموارد الكافية لتيسير إمكانية تحقيق جميع الأهداف التسعة بحلول عام 2020. وقد امتد اليوم الدراسي إلى مناقشة عروض ومحاور أخرى تقدم بها الدكاترة: خالد لحلو عن مديرية السكان حول: «تحديات الصحة الانجابية بالمغرب»، والأستاذ عبد الرحمان المعروفي حول «الأمراض والأوبئة المتعلقة بالصحة الإنجابية»، والأستاذ شفيق الشرايبي حول: «مخاطر الإجهاض غير الآمن»، وتدخل رشيدة فاضل عن الجمعية المغربية للقابلات... وقد ترأست هذا اللقاء الدراسي المهم الأستاذة زبيدة بوعياد عضوة الفريق الاشتراكي، والتي أشارت في بداية أشغاله إلى الاستياء من غياب الحكومة الكلي عن هذا اليوم الدراسي الهام رغم استدعاء أربعة وزراء هم: وزير الصحة، ووزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ووزير الشباب والرياضة، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني.