التقى أكثر من 300 مهندس متخصصين في الهندسة القروية والمنتمين في أغلبيتهم إلى قطاع الفلاحة والقطاع الخاص على مدى ثلاثة أيام 6 و 7 و 8 يونيو الجاري، من أجل الاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين على مرور تأسيس جمعية مهندسي الهندسة القروية وذلك بأحد الفنادق بمدينة مراكش. برنامج هذا الاحتفال الذي حضرته جريدة الاتحاد الاشتراكي، كان غنيا، حيث عرفت هذه التظاهرة في جلستها الافتتاحية التي شارك فيها مهندسو التنمية القروية المشتغلون بالمصالح المركزية والخارجية لوزارة الفلاحة والصيد البحري و مديرو ورؤساء مكاتب الدراسات والاستشارة في المجال، ندوة فكرية حول «الهندسة القروية ..الانجازات الرهانات والتحديات». قبل تقديم العروض الثلاثة التي شهدتها هذه الندوة افتتح هذا اللقاء أحمد البواري رئيس جمعية مهندسي الهندسة القروية والمدير المركزي لمديرية الري وإعداد المجال الفلاحي بوزارة الفلاحة والصيد البحري، بكلمة ترحيبية بكل المشاركين في هذا اللقاء السنوي الذي كرسته كتقليد ليجمع مهندسي الهندسة القروية من أجل التداول في القضايا الأساسية والمستجدات التقنية والتطورات المتسارعة التي يعرفها المجال، وكذلك من أجل تبادل الخبرات والتجارب الميدانية بين الأطر الهندسية التي تقود مشاريع كبرى مختلفة في القطاع الفلاحي بالمغرب. وسجل البواري أن مهندسي الهندسة القروية لعبوا أدوارا طلائعية وأساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد ، خاصة على صعيد الفلاحة والتنمية القروية عبر التخطيط والدراسات وتتبع المشاريع الميدانية في المجال الفلاحي والتي تخص مجالات كثيرة كتدبير مياه السقي، وتثبيت التجهيزات الهيدروفلاحية أو القيام بالمشاريع المتعلقة بالماء الصالح للشرب بالعالم القروي، وضم الأراضي الفلاحية وتنقية الأراضي من الأحجار، فضلا عن تنمية المراعي ومحاربة التصحر والجفاف عبر برامج ترصد لها اعتمادات مالية مهمة. كما أشار رئيس الجمعية بالمناسبة إلى أن الجمعية حاولت أن توسع مجال الانخراط كي لا يقتصر فقط على مجال الهندسة القروية ، لتتضمن لائحة الانخراط كل التخصصات القريبة من الهندسة القروية والتي لها ارتباطات وثيقة بها. وبخصوص العروض ، والتي عرفت نقاشا جديا ومهما، فيتعلق الأول بقطاع الماء وقطاع الري بالمغرب والبرامج الكبرى: الانجازات والتحديات، الذي ألقاه علي موليد المهندس الرئيسي في الهندسة القروية والذي تحمل عدة مسؤوليات في وزارة الفلاحة والصيد البحري، ثم عرض حول البنيات التحتية والتجهيزات الجماعية: الحصيلة والآفاق الذي قدمه تاحسا نور الذين المدير السابق للمديرية الاقليمية للفلاحة للحاجب، ثم عرض يهم التكوين في مجال الهندسة القروية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة الذي ألقاه لحسن البرطالي الأستاذ بالمعهد. كما شهد اللقاء كذلك تقديم الدليل السنوي لمهندسي الهندسة القروية من طرف أوحساين محمد أمين المال للجمعية ورئيس قسم تشجيع الشراكة بين القطاعين الخاص والعام بالوزارة ، والذي تطبعه الجمعية منذ أربع سنوات وتحين جميع المعطيات المتعلقة بهؤلاء الأطر المهندسة، ويصل حجم صفحات الدليل إلى 170 صفحة وستطبع منه 1000 نسخة بعد أن يتم تحيينه في هذا اللقاء. كما نظمت الجمعية زيارات ميدانية للدوائر السقوية للحوز بمراكش التي يخضع نفوذها إلى المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للحوز وتم الاطلاع على المشاريع المنجزة والتجهيزات الهيدروفلاحية والتقنيات المستعملة من أجل الاقتصاد في الماء المخصص للسقي، كما تمت زيارة إحدى الضيعات النموذجية في استخدام مياه السقي بالتقنيات الحديثة، وخلال هذه الزيارات قدم أطر ومسؤولو المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي شروحات تقنية دقيقة. ويذكر أنه بالإضافة إلى حضور أكثر من 300 مهندس ومهندسة، شارك في هذا الحفل مديرون مركزيون بوزارة الفلاحة والصيد البحري ومديرون لبعض المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي، ومديرون إقليميون وجهويون للفلاحة ومديرون لمكاتب دراسات تشتغل في مجال الهندسة القروية.