عاشت مدينة تطوان وكل المناطق المجاورة لها، وحتى بعض المدن المغربية الأخرى التي يعشق سكانها فريق المغرب التطواني، عاشوا الفرح والسعادة وهم يحتفلون بتمكن الفريق التطواني من تحقيق اللقب واستعادة ذرع البطولة الذي كاد يفلت من بين أيديهم، رغم أنهم يستحقونه بعد تربعهم على عرش البطولة الإحترافية المغربية منذ انطلاقها وحتى آخر دورة. انتصار الفريق التطواني وهزيمة الرجاء بآسفي، مكن الفريق التطواني بدون منازع من الحصول على الرتبة الأولى ب 58 نقطة كاملة، تجعله بطلا للدوري المغربي بدون حسابات ولا أي منازع آخر.. أمر كان قد بدى صعبا، لكنه لم يكن مستحيلا وفق الشعارات التي رفعها الجمهور التطواني في غير ما مرة المستحيل ليس تطوانيا «.. ولتنصف الكرة والواقع الفريق الذي يستحق البطولة، والذي دافع لأجلها على مدار الدورات، ولتكون أحسن هدية لجماهير عشقت «الماط» فبقيت وفية لها رغم «كيد الكائدين». هذا، و تسلم درع البطولة العميد محمد أبرهون من طرف رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع وسط فرحة لاتوصف للجماهير التطوانية التي آمنت بحظوظها كاملة رغم الهزيمة التي كان الفريق قد تلقاها برسم الدورة 29 أمام الرجاء البيضاوي التي خسرت مباراتها أمام أولمبيك أسفي، فاتحة الباب على مصارعه للفريق التطواني الذي استحق البطولة عن جدارة و استحقاق، سيما وأنه تزعمها منذ انطلاقتها، فلا يعقل أن يتخلى عنها في آخر دورة، و هو الذي قدم عروضا أبهرت الجميع، و كان قاب قوسين أن يفوز بها مبكرا لولا بعض النتائج التي عاكسته . هذا اللقب أدخل الفريق إلى «العالمية «، حيث سيمثل المغرب في كأس العالم للأندية في شهر دجنبر القادم. الحاج عبد المالك أبرون، رئيس الفريق الذي حمل على الأكتاف بعد التتويج، صرح لوسائل الإعلام أن الفوز جاء نتيجة تضافر جهود كافة مكونات الفريق، أضف إلى ذلك الاستقرار التقني الذي يعرفه الفريق، و كذا السياسية المعتمدة داخل النادي و التي تعطي الأولوية لأبناء الفريق من خلال التكوين الفعال و المثمر الذي ينهجهه، و يبقى الدعم الكبير و اللامشروط للجماهير التطوانية التي ساندت الفريق في أحلك الظروف و أصعبها، ووقفت بجانبه إلى آخر رمق ليتوج بهذا اللقب التي تستحقه هاته الجماهير التي أعتبرها من أحسن الجماهير بحضارتها و أسلوبها في التشجيع و المساندة . الفريق التطواني يتوج بطلا بلا منازع، ويحمل ذرع البطولة هاته المرة بتطوان، وداخل عرينه بملعب سانية الرمل، فلعلها الأقدار أرادت له أن يكون الأمر هكذا، وأن لا تحسم الأمور خارج ملعبه، أرادت أن تحسم الأمور بملعب سانية الرمل، وأن يشاركه فرحته جماهيره بالداخل وليس بمكان آخر، وفاء لهذا الملعب التاريخي، الذي يحتفظ بالكثير من الأسرار والأساطير... جماهير تطوان من أقصاها لأقصاها احتفلت احتفالا استثنائيا سيبقى على مدى أيام.. فلا هزيمة الدارالبيضاء أحبطتهم، ولا كيد الكائدين المتربصين بالفريق نال من عزيمتهم، بل كانوا في الموعد، شجعوا وهللوا وزغردوا قبل أن يحتفلوا بالنصر.. جاؤوا وهم غير متأكدين أن الذرع سيبقى بتطوان، جاؤوا وفاء لفريقهم وليقفوا لجانبه كما عاهدوه في السراء والضراء، لكن أشبال العامري لم يخلفوا بدورهم العهد، فحققوا النصر بملعبهم، وحالفهم الحظ في مباراة آسفي، ليكونا فعلا أبطالا. جماهير تطوان التي خرجت في مسيرات وتجمعات تاريخية، سواء بوسط المدينة بساحة مولاي المهدي التي أمضت ليلة بيضاء لم تنته إلا مع بزوغ فجر اليوم الموالي، كما أن شوارع المدينة بدورها امتلأت عن اخرها بالجماهير التطوانية التي عبرت عن فرحتها بطريقة عارمة و جارفة هاتفة بفريقها الحائز على درع البطولة في نسختها الثالثة، أو الذين خرجوا بمرتيل، المضيق، الفنيدق، وادي لاو وحتى ببعض القرى والمناطق النائية التابعة لولاية تطوان، كذلك بشفشاون، طنجة وغيرها من المدن التي آزرت وشجعت الفريق التطواني.. كل هؤلاء احتفلوا تلك الليلة رفعوا أصواتهم عاليا ليقولوا نحن موجودون، ورفعوا الشعارات والمناديل والشاشية وأعلام الفريق باللونين الأبيض و الأحمر .. تطوان فرحة وأفرحت جماهيرها بكل بقاع العالم..