هاجم العشرات من السلفيين المدججين بالأسلحة البيضاء، مساء أول أمس السبت، فرقة أمنية حلت بحي مبروكة برفقتها أحد المعتقلين من التيار السلفي لأجل القيام بتفتيش منزله. وحسب مصادر متطابقة، فإن الفرقة الأمنية فوجئت مباشرة بعد شروعها في تفتيش منزل السلفي المعتقل باقتحامه من طرف حوالي 30 سلفيا مدججا بالسيوف والأسلحة البيضاء وشرعوا في الاعتداء على العناصر الأمنية ليتمكنوا من تحرير رفيقهم المعتقل، الذي يعد أحد قادة التيار السلفي الجهادي بطنجة، وتهريبه لجهة مجهولة وهو مصفد اليدين. وفور إشعار ولاية الأمن بالواقعة حلت بعين المكان تعزيزات أمنية مكثفة، حيث قامت بتطويق حي مبروكة في محاولة لاعتقال السلفي «المحرر»، لكن إلى حدود كتابة هاته السطور، فإن محاولات الأجهزة الأمنية تعقب السلفي الفار لم تسفر عن أي نتيجة. ويكشف هذا الحادث الخطير عن حقائق صادمة حول الأوضاع ببعض الأحياء الخاضعة لسيطرة السلفية الجهادية بمقاطعة بني مكادة، خاصة حيي مبروكة وأرض الدولة، اللذين تحولا إلى مناطق غير خاضعة لمراقبة الإدارة الترابية والأجهزة الأمنية، وهي نفس الأحياء المعروفة باحتضانها لأخطر شبكات ترويج الكوكايين والهرويين. وكانت الجريدة قد دقت ناقوس الإنذار في أعدادها السابقة إلى التحالف الذي صار يربط تحالف تجار المخدرات القوية مع السلفية الجهادية، فيما يمكن تسميته بتبادل المنافع والمصالح، مع ما يشكله هذا التحالف من مخاطر أمنية كبيرة جدا. وعلى الرغم من الضربات الأمنية المركزة التي تنفيذها في الآونة الأخيرة والتي استهدفت بعض القيادات السلفية والعشرات مت تجار المخدرات القوية، لكن يبدو أن ذلك لم يحقق نتائج حاسمة على أرض الواقع. الهجوم الخطير الذي استهدف العناصر الأمنية أول أمس السبت من شأنه أن يشكل رسالة إلى المسؤولين المركزيين عن حفظ الأمن واستتبابه بكافة أرجاء الوطن ، قصد اتخاذ قرارات حاسمة بشأن المخاطر الأمنية التي أصبحت تشكلها السلفية الجهادية بمقاطعة بني مكادة، بحيث صار من أولى الأولويات توفير الوسائل البشرية واللوجستيكية اللازمة، وتنزيل استراتيجية محكمة ومتكاملة لإعادة هيبة الدولة وإرجاع الإحساس بالأمن والطمأنينة في نفوس المواطنين.