بعيدا عن صخب القطاع وما تعرفه الساحة الصيدلانية من تحولات عميقة وتطورات متسارعة قد تعصف بالمهنة، شاركت مؤخرا الدكتورة سميرة، مصممة الأزياء، إلى جانب نظيراتها من المغرب والجزائر وفرنسا في مهرجان الموضة بفاس في نسخته الأولى، الذي سهرت على تنظيمها مؤسسة «رشدي فاشين» وجريدة «الإنماء»، بشراكة مع المجلس الحضري. بقوام رفيع وكعب عال، وعلى إيقاع موسيقى عالمية، تقدمت عارضات شابات على خشبة العرض بقصر المؤتمرات بفاس لتقديم ما أبدعته وابتكرته أنامل الدكتورة وغيرها من المصممات من أزياء تقليدية، حيث أكثر من 20 عارضة من فاس، مكناس، القنيطرة، الرباط والدار البيضاء تبخترن فوق منصة العرض بقاماتهن الطويلة وأجسادهن النحيلة، حيث ميزن الحفل وارتدين القفطان، الذي تناسب جميع المناسبات والأعمار بالشغل اليدوي بالكريستال والاحجار، و»التكشيطة« المغربية وتصميمات عصرية، على إيقاع كشكول من المقاطع الموسيقية الغربية وتصفيقات الحضور. الحفل ثمن القفطان المغربي وأخرج بعض المصممات من بؤرة من النسيان والتهميش، حيث كانت الفرصة مناسبة لاكتشاف المواهب المغمورة أو إبداعات المصممين والمصممات أمام حضور مكثف من المهتمين بعالم الموضة مغاربة وأجانب، لتشجيع مصممات الألبسة التقليدية والعصرية على الإبداع والابتكار والترويج للقفطان المغربي، رغم شروط العمل الصعبة، حيث تميز العرض بالأناقة وتناسق وتناغم الألوان مع الأقمشة الراقية المشغول بقصات مبتكرة ولمسات عصرية راقية تجمع ما بين الحداثة والمحافظة على التراث. للإشارة، يهدف هذا العرض، الذي نال إعجاب الجمهور، إلى ترسيخ وتقوية جسور التعاون القائم بين المغرب والدول المشاركة على مستوى الصناعة التقليدية، خصوصا على مستوى الأزياء التقليدية، بالإضافة إلى جعله محطة أساسية لمساعدة الفئات ذات الاحتياجات الخاصة، حيث استطاع المنظمون في هذه الدورة اقناع ملكة جمال العرب المغتربين بالحضور شخصيا إلى المغرب وتقديم هبة للجمعيات المهتمة بالعمل الخيري، بعد دراسة ملفات الجمعيات المعنية وتأكد من توفرها على شروط الاستفادة من الدعم المحدد في 90 ألف درهم، الذي سيسلم لممثلي الجمعيات المستفيدة مباشرة من لدن السيدة إيمان شاكر سفيرة النوايا الحسنة. وخلال لحظة توشيحها كسفيرة شرف منظمة السلام والتسامح للصداقة مع جاليات العالم، وهي تعبر عن تطلعات المرأة بصفة عامة والعربية على وجه الخصوص لحمل مشعل السلام، ناشدت إيمان شاكر العالم بنشر الورود الحمراء بدل الدماء التي أغرقت ساحات وميادين عددا من الدول، معبرة عن سعادتها وهي تتسلم درع هذه المهمة الإنسانية النبيلة. وقد عرف هذا العرض مساهمة فنانات مميزات تركن بصماتهن في هذه التظاهرة، حيث أطربت الفنانة المبدعة إيمان قرقيبو، خريجة استديو 2M، بنغمات رائعة اسكرت الجمهور خلال لحظات، كما أن العرض لم يخل من الأغاني الإنجليزية التي رددتها نظيرتها الفنانة سلوى في حظرة الدكتور علال العمراوي نائب عمدة فاس، التي تم تسليمه درع السلام من لدن عبد الفتاح الإدريسي القاسمي، رئيس المنظمة.