من يقوم بجولة بسيطة بين الأحياء و وسط مدينة بنسليمان يتكون له انطباع خاص ، و هو أن هذه الأخيرة تعيش على إيقاع المتناقضات على جميع المستويات و بمختلف المجالات. فعلى طول شارع الحسن الثاني تبهر الزائر نظافة و جمالية الواجهة ،حيث الأشغال تجري على مدار السنة من أجل تحسين و إعادة تلميع فضاءاته. وقد خضع الشارع الرئيسي الذي يعتبر الشارع الوحيد بالمدينة طيلة السنوات الأخيرة، إلى إصلاحات متكررة لتهيئته وإعادة تأهيله. ويعرف حاليا تكرارا لنفس الأشغال التي طالته منذ مدة غير طويلة بعدما رصدت له مبالغ مالية مهمة، وهو ما دفع بالمتتبعين إلى طرح تساؤلات عديدة حول الاهتمام فقط بواجهة المدينة على حساب باقي الأحياء و حول إصلاح الإصلاح الذي عرفه الشارع المشار إليه؟ لكن وبالقيام بزيارة و جولة لبعض أحياء المدينة و للمساحات الفارغة، سيتفاجأ الزائر لحجم الأوساخ و الأزبال التي تغزو المناطق و الأماكن المهمشة و المنسية، و سيستغرب للمحلات القصديرية و البلاستيكية و العشوائية التي تنتصب على مقربة من الشارع الرئيسي المذكور و التي تشوه جمالية المدينة و تساهم في تلويث المنطقة. و المثال الصارخ على وجود هذه المظاهر التي تشمئز لها النظرات و تضرب في العمق نقاوة و نظافة بنسليمان ، التي عرفت عنها سابقا، هو تراكم الأزبال و النفايات و كل أنواع الأوساخ و الأتربة و بقايا مواد البناء بمكان السوق القديم، حيث تراكم الأزبال بشكل فظيع لدرجة أصبح فيها هذا المكان عبارة عن مطرح للنفايات، به أكوام كبيرة و «جبال» عالية من الأزبال المتنوعة و الملوثة التي تغري كل أنواع القاذورات و المواشي التي تشاهد طيلة النهار و هي تتحلق حولها لتقتات من هاته الأوساخ. و بجانبها تتواجد بنايات قصديرية بها إسطبلات لتربية المواشي خاصة بالقرب من المجزرة القديمة. وغير بعيد عن ذلك تنتصب خيام قصديرية و بلاستيكية لأصحاب المتلاشيات التي تشوه المكان و تلوث المنطقة، ناهيك عن غزو الأزبال للفضاء المتواجد بمحيط مركز الفحص التقني للسيارات الذي يوجد وسط المدينة. و في تصريح ل«الاتحاد الاشتراكي» من طرف بعض المواطنين، و خاصة الذين يقطنون بالحي الحسني و حي للامريم 2 و حي الفرح ، أجمع غالبيتهم على أن هاته الأحياء تعرف تدهورا بيئيا كبيرا بسبب استمرار تراكم و انتشار الأزبال على نطاق واسع بالقرب منها دون أن يكلف المسؤولون عناء تحرير المكان من النفايات التي يتم تفريغها به، علما ،يضيف أحد المواطنين، بأن المنطقة تعرف مساء كل يوم الثلاثاء و الأربعاء سوقا عشوائيا للخضر و الفواكه التي تزيد من اتساخ المنطقة. و حسب نفس المصادر، فإن بعض حاويات الأزبال التي توضع بالأحياء أصبحت مكسرة و لا يمكن أن توضع بها النفايات، إضافة إلى أن بعض شاحنات نقل الأزبال التابعة لشركة «أزون» التي تقوم بتنظيف المدينة تساهم في تلويث و اتساخ الأزقة و الأحياء لأنها تسيل منها مياه ملوثة عند حملها للأزبال. و قد استغرب بعضهم لتدهور الأوضاع البيئية بالمدينة التي كانت إلى عهد قريب من أنقى و أجمل و أنظف المدن المغربية، الشيء الذي جعل البعض يسميها «المدينة الخضراء» و «إفران الشاوية». فإلى متى يبقى اهتمام المسؤولين منصبا على تلميع واجهة المدينة مقابل تهميش و إهمال باقي المناطق و الأحياء التي تغرق وسط الأزبال؟