أوردت إحدى وكالات الأنباء الموريتانية، المهتمة بالشؤون المغاربية، أن منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تيندوف المعروف اختصارا ب « فورساتين « أكد أن عددا من الصحراويين بمخيمات تيندوف يتداولون اقتراحا غير مسبوق من حيث الطرح. وحسب أحد المشرفين على حشد الدعم للمقترح الجديد، فإن الأمر يتعلق باقتراح تنظيم استفتاء شعبي للجماهير الصحراوية لقياس حجم الشرعية التي تتوفر عليها البوليساريو بعيدا عن المزايدات والشعارات الرنانة والعاطفة الغبية التي لا تقدم ولا تؤخر في قضية مصيرية، تتطلب إجماعا شعبيا على ممثل ملائم يقود دفة القضية إلى بر الأمان، وينقذها من وحل علقت فيه لأزيد من أربعة عقود بقيادة وحيدة لا مجال لمعارضتها أو عزلها في ظل التخويف والتهويل الذي يمارس على الصحراويين لثنيهم عن التفكير، ولو في دواخلهم، في خطر تغيير نظام البوليساريو أو حتى إصلاحه، وتصويره القادر الوحيد وصاحب العصا السحرية في أي حل أو عقد يتعلق بقضية الصحراء. وقد برر أصحاب الاقتراح تبني هذا الطرح نتيجة انعدام أفق الحل في المستقبل القريب، وعدم قدرة البوليساريو على بلورة حل أو اتفاق ينهي وضع اللجوء الأبدي للصحراويين فوق التراب الجزائري، وعجزها عن قبول الرأي والرأي الآخر، وتماديها في التخوين لكل صحراوي يطمح لتقديم تصور حول القضية بعيدا عن أوامر النظام، في الوقت التي تعني كل الصحراويين دون تمييز. كما أن أكبر ما يهدد مستقبل الصحراويين هو المبالغة الإعلامية في تصوير البوليساريو ممثلا وحيدا للصحراويين، رغم أن الواقع يعكس غير ذلك نتيجة تغير المعطيات المصاحبة لنشأة نزاع الصحراء ، والتي أصبحت متجاوزة في الوقت الراهن وانتفت كل مقوماتها في ظل عهد جديد وعالم منفتح على كل الآراء والتوجهات، بعيدا عن نظام الحزب الواحد. ويرى القائمون على الاقتراح أن مبادرتهم جاءت بعد القرار الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء، والذي فضح نظام البوليساريو بين الأوساط الشعبية والمؤيدين لها، بعدما صورت لهم أنها ستخرج منتصرة، وطالبت بمزيد من التضحيات وتعبئة الجماهير ومزيد من الضحايا والجرحى لإقناع المنتظم الدولي بأنها المتحكم في زمام الأمور وأن الصحراويين يأتمرون بأمرها، غير أن الواقع يعكس غير ذلك. ويقوم اقتراح استفتاء شعبي بالمخيمات على استفسار الصحراويين من خلال سؤال واحد لا غير هو : « هل تعتبر جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي ؟ نعم / لا « ، وآنذاك ستبين الصناديق حقيقة الوضع وحجم أتباع القيادة والنظام من الصحراويين، وستغلق الباب نهائيا أمام المزايدات السياسية وحساب المصالح وتنهي مرحلة التحكم في رأي الصحراويين دون الرجوع إليهم، أو التحدث باسمهم دون إذن أو توكيل، وتقطع الشك باليقين حول قرار الصحراويين في من يمثلهم. ويبقى الامتحان الصعب أمام المبادرة هو مدى استجابة قيادة البوليساريو للمطلب، وصعوبة التكهن بردة فعلها حول المبادرة، إلا أن الأكيد حسب مصادر بعين المكان أن القيادة لن ترضى أن يشاركها أحد في الحكم، أو يجس نبض شرعيتها التي تعتبرها خطا أحمر باعتبار ما ستجره عليها من قلاقل داخليا هي في غنى عنها، وستفضحها خارجيا أمام المنتظم الدولي لأن الاستفتاء يقتضي تسجيل كل الصحراويين بالمخيمات مما سيصبح معه من الممكن معرفة العدد الحقيقي للصحراويين وليس الساكنة، باعتبار أن غير الصحراويين سيمنعون من المشاركة في التصويت إن أسندت أمور الإشراف إلى أهل المبادرة أو غيرهم ممن لا يحسبون على نظام البوليساريو.