ذكر "منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف" أن عددا من الصحراويين بمخيمات تندوف يتداولون اقتراحا غير مسبوق، يتعلق بتنظيم استفتاء شعبي للجماهير الصحراوية، لقياس حجم الشرعية التي تتوفر عليها البوليساريو في المخيمات. ويبرر أصحاب الاقتراح، حسب وثيقة للمنتدى، المعروف اختصارا ب"فورساتين"، تبني هذا الطرح ب"انعدام أفق الحل في المستقبل القريب، وعدم قدرة البوليساريو على بلورة حل أو اتفاق ينهي اللجوء الأبدي للصحراويين فوق التراب الجزائري، وعجزها عن قبول الرأي والرأي الآخر، وتماديها في التخوين لكل صحراوي يطمح لتقديم تصور حول القضية، بعيدا عن أوامر النظام". وأعلنوا أن أكبر ما يهدد مستقبل الصحراويين، هو "المبالغة الإعلامية في تصوير البوليساريو ممثلا وحيدا للصحراويين، رغم أن الواقع يعكس غير ذلك، نتيجة تغير المعطيات المصاحبة لنشأة نزاع الصحراء، التي أصبحت متجاوزة في الوقت الراهن، وانتفت كل مقوماتها في ظل عهد جديد وعالم منفتح على كل الآراء والتوجهات، بعيدا عن نظام الحزب الواحد". ويرى القائمون على الاقتراح، حسب "فورساتين"، أن مبادرتهم جاءت بعد القرار الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء، الذي فضح البوليساريو بين الأوساط الشعبية والمؤيدين لها، بعدما صورت لهم الأر أنها ستخرج منتصرة، وطالبت بمزيد من "التضحيات وتعبئة الجماهير، وبمزيد من الضحايا والجرحى لإقناع المنتظم الدولي بأنها المتحكم في زمام الأمور، وأن الصحراويين يأتمرون بأمرها، غير أن الواقع يعكس غير ذلك". وأوضحت "فورساتين" أن اقتراح استفتاء شعبي بالمخيمات يقوم على استفسار الصحراويين من خلال سؤال واحد، هو "هل تعتبر جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي؟"، مبرزين أن "الصناديق ستبين حقيقة الوضع، وحجم أتباع القيادة والنظام بين الصحراويين، وستغلق الباب نهائيا أمام المزايدات السياسية وحساب المصالح، وتنهي مرحلة التحكم في رأي الصحراويين دون الرجوع إليهم، أو التحدث باسمهم دون إذن أو توكيل، وتقطع الشك باليقين حول قرار الصحراويين في من يمثلهم". وأكدت "فورساتين" أن الامتحان الصعب أمام المبادرة هو مدى استجابة قيادة البوليساريو للمطلب، وصعوبة التكهن برد فعلها حول المبادرة، مضيفة أن "القيادة لن ترضى أن يشاركها أحد في الحكم، أو يجس نبض شرعيتها، التي تعتبرها خطا أحمر، باعتبار ما سيجره ذلك عليها من قلاقل داخليا هي في غنى عنها، وسيفضحها خارجيا أمام المنتظم الدولي، لأن الاستفتاء يقتضي تسجيل كل الصحراويين بالمخيمات، ما سيصبح معه من الممكن معرفة العدد الحقيقي للصحراويين وليس السكان، باعتبار أن غير الصحراويين سيمنعون من المشاركة في التصويت، إن أسندت أمور الإشراف إلى أهل المبادرة أو غيرهم ممن لا يحسبون على نظام البوليساريو".