أكثر من نصف قرن يفصل بين مُغادرة المقاوم سعد الله صالح آخر مرة لمنطقة آيت باعمران سنة 1958، و بين عودته إليها من جديد في منتصف أبريل المنصرم. كان اللقاء مؤثرا بين الشاب المقاتل الذي كان و بين حَجَر المكان، بين الرجل والذكريات. غادر المنطقة شابا يرفُل في رَغَد العشرينات من العمر، بعد خلاف حاد و عاصف مع القائد الأعلى لجيش التحرير آنذاك المرحوم محمد بن حمو، ثم عاد إليها بعد أكثر من خمسة عقود و هو يتربع على ثمانينياته ليعيد اكتشافها من جديد،مُتقفيا و باحثا عن آثار خطواته فوق ثرى المنطقة و خطوات رفاقه من محاربي الساعات الأولى داخل صفوف جيش التحرير، متذكرا لحظات هربت قبل نصف قرن ليستعيدها و يستعيد طراوتها و كأنها حدثت بالأمس القريب. أسبوع كامل قضيناه صحبة المقاوم سعد الله صالح في مدن و قرى و جبال منطقة أيت باعمران، امتزجت خلاله الأحداث الساخنة لأواخر الخمسينات مع الطقس الربيعي لأبريل 2014 . (+) ضيعة «تاغانت» أو المقر الثاني: و السيارة تنهب الطريق نهبا نحو بويزكارن ، كان المقاوم سعد الله صالح يبدو جذلا مثل طفل وَعَدَه والداه بهدية في نهاية الرحلة. كان محافظا على هدوئه الظاهري, لكن بريق الترقب كان ينفُر من عينيه مثلما يتفجر نبع ساخن من باطن الأرض. بعد حوالي عشرين كيلومترا من المنعطفات الجبلية المتتالية، ظهرت مدينة بويزكارن أخيرا. بَدَت كبيرة بل عملاقة لا علاقة لها ببويزكارن التي يعرفها ذات خمسينات من القرن الماضي. تضاعفت مساحة المدينة و بناياتها أضعافا مضاعفة، و هذا الإحساس هو نفسه الذي ظل يُعاوده عند مرأى كل واحدة من المدن التي زارها -بعد طول غياب- مثل كولميم أو سيدي إفني أو ثلاث لخصاص أو تاليوين أو ... بعد بويزكارن بحوالي عشر كيلومترات توقفنا عند بلدة صغيرة تُدعى «تاغانت». كانت صغيرة جدا تضم بضعة مقاه و محطة بنزين و عددا صغيرا من المنازل و المحلات التجارية. لم يكن هناك من داع للتوقف بها بالنسبة للمسافرين المتجهين نحو كولميم أو غيرها في أقصى الجنوب، لكن هذه البلدة الكامنة في سفح الجبل كانت تكتسي بالنسبة للمقاوم سعد الله صالح أهمية تاريخية خاصة. ففي هذه البلدة - كما حكى لي- بحث و أنشأ ، بتكليف من المقاوم القائد محمد بنسعيد أيت إيدر، المقر الثاني لجيش التحرير بعد المقر الأول في كولميم. يقول سعد الله : « طلب مني بن سعيد أيت إيدر أن أستقصي و أبحث عن مكان محمي شيئا ما كي يكون مقرا للقيادة العليا لجيش التحرير، لأن المقر السابق في كولميم، في فندق بن يحيى، كان مكشوفا و مُشرعا أمام الجواسيس و الوُشاة. شرعت في عملية البحث, فأثارت انتباهي ضيعة في تاغانت على الطريق بين كولميم و بويزكارن، أعجبت بموقعها, إذ كانت قريبة من الطريق بشكل لا تتعب القادم إليها و بعيدة عن الفضوليين بحيث لا يتنكب طريقها إلا من له غرض التوجه إليها، إضافة إلى مزية أخرى و هي أنها كانت منعزلة عن السكان بحيث أنه لا يحيط بها و من بعيد سوى دارين متباعدتين. حين سألت عنها قيل لي أنها لمعمر فرنسي غادر الضيعة مع أسرته ما أن علم بدخول جيش التحرير للمنطقة و لم يعد. و أن حارسا مغربيا هو الذي يسكنها حاليا, قمت بزيارة الضيعة فأعجبتني إذ كانت محاطة بسور كبير و عال و كانت مساحتها تناهز ستة هكتارات و بها فيلا أنيقة يجري خلفها جدول صغير يخترقها بمائه الرقراق. سألت الحارس عن مكان صاحب الضيعة فرد علي بأن لا علم له ،هل ذهب إلى فرنسا أو إلى مكان آخر. و سألته عن مهمته فقال لي أنه حارس، فسألته عما يملك هو بشكل شخصي فأجاب بأن متاعه الوحيد هو هذه البهائم, مشيرا إلى قطيع صغير من الماعز و حمار أو حمارين، فاقترحت عليه أن يرحل إلى ما وراء الطريق و يأخذ ما شاء من أراض و يسكن، أما بالنسبة للبهائم فإن شاء رحلها معه و إن شاء تركها على أن نسدد له مُقابلها بعد أن يأتي الأمين في الغد لتقييم ثمنها. و هذا ما حصل بالفعل حيث رحل الحارس و انتقلت قيادة جيش التحرير إلى مقرها الجديد، الذي جهزناه باللاسلكي و خصصناه لاجتماعات القيادة. و تحول المقر إلى خلية إعلامية نشيطة، تصدر منها بلاغات و بيانات جيش التحرير ، كما تكون لدينا فريق لترجمة المقالات و التقارير و غيرها من الأخبار، كان من ضمن العاملين به السي محمد باهي رحمه الله و السي مصطفى الهلالي رحمه الله.» ما أن توقفت السيارة حتى قفز منها الحاج سعد الله مستقصيا عن «ضيعة النصراني». و لحسن الحظ عثر على ضالته في شخص دله على هذه الضيعة قائلا له أنها أصبحت تسمى اليوم «ضيعة مريم أومزيان». بعد حوالي ألف متر وسط الضيعات الغناء من الجانبين، اكتشفنا سورا متهالكا ما أن رآه حتى تعرف عليه: «إنها هي» فهذان البرجان في ركني السور لا زالا شاهدين. و ما أن دلفنا داخلها حتى استقبلتنا سيدة بلباسها الصحراوي أبت -بعد أن عرفت الغرض من الزيارة- إلا أن تستقبلنا داخل بيتها، و هو نفسه المقر السابق للقيادة العليا لجيش التحرير. كانت الدموع تكاد تفر من عيني المقاوم الصلب سعد الله صالح حين دخل غرفة الاستقبال و جلس على الأريكة قرب المدخنة قائلا: «ها هنا كنا بالأمس..هنا كان يجلس بنحمو بجانبه ادريس بنبوبكر و عمر المسفيوي و ابراهيم التزنيتي و هناك كنت أنا..» يذكر الحدث و كأنه يتذكر العشاء الأخير للمسيح فيقول بتأثر : «تلك كانت آخر جلسة لي بهذا المقر» .و مثل مسافر في الزمن يعود إلينا كي يلاحظ متسائلا : «و لكن القاعة كانت أصغر في ذلك الوقت؟» فتجيبه ربة البيت: «بالفعل، فلقد أسقطنا جدارا فاصلا و قمنا بتوسعتها». بعد تلك الزيارة الافتراضية للتاريخ و بعد أن شربنا شاينا الصحراوي، أبت تلك السيدة الكريمة إلا أن نتناول وجبة الغذاء معها، و هو ما كان. فندق بنيحيى و زنقة عبودة ما أن وصلنا كولميم حتى خرج سعد الله صالح ذلك الشاب العشريني من جديد، مُنسلخا عن جسده الحالي، باحثا عن فندق بن يحيى و هو أول مركز للقيادة العليا لجيش التحرير بالمنطقة. بعد استقصاء بعض الشيوخ من السكان اكتشفنا أن فندق بن يحيى الذي فقد وظيفته الأصلية كنزل للمسافرين في الخمسينات، ثم كمقر مركزي للقيادة العليا لجيش التحرير، قد أصبح اليوم مقرا لحزب التجمع الوطني للأحرار. لم نجد أحدا بالمقر، و قيل لنا بأن هناك شخصا مداوما يأتي لفتحه و استقبال الزوار به في الصباحات. و في اليوم الثالث تمكنا من لقاء هذا الشخص، و هو السيد حما كرماد، الذي فتح لنا باب المكتب . ما أن صعد المقاوم سعد الله دروجه حتى انهمرت الذكريات متوالية: « هنا كان مكتب ادريس بن بوبكر و هنا مكتب ابراهيم التزنيتي رحمه الله و هذا مكتبي... لم يتغير بلاط البناية لم يتغير الشيء الكثير». في هذا المقر ذكريات كثيرة استعرضها المقاوم سعد الله مثل شريط سينمائي أمامنا، كنا نحن متفرجين أو كالمتفرجين على الشريط ,أما هو فكان فاعلا داخل أحداث الشريط نفسه. بعد زيارة المقر و سيل الذكريات التي أثارتها، قمنا بالتنقل راجلين غير بعيد ، إلى زنقة عبودة، و هي زنقة لم تعد تحمل هذا الإسم رسميا, لكنها لا تزال تحمله في أذهان و أفواه جميع سكان المدينة، فما أن تسأل أحدا عنها حتى يدلك بحرص شديد - على عادة جميع الكولميميين- و لا يفارقك إلا بعد أن يطمئن إلى أنك عرفت الوجهة جيدا. في زنقة عبودة هاته، كان المقاوم سعد الله صالح يسكن صحبة ثلة من الأطر المتوسطة و العليا لجيش التحرير من العزاب، بينما كان المتزوجون ، مثل ادريس بنبوبكر، يسكنون في دور مستقلة. و إذا كنا قد عثرنا على زنقة عبودة ,إلا أننا لم نُوفق في التعرف على الدار نفسها التي كانت تحتضن سعد الله و رفاقه في جيش التحرير. فقد تغيرت الواجهات و لم يعد أحد يذكر بضعة شباب من مقاتلي جيش التحرير كانوا يسكنون بالزنقة. طيلة الأيام الثلاثة التي قضيناها بكولميم، كان سعد الله يحرص يوميا أن يزور زنقة عبودة متأملا بتمهل واجهات الدور اليمنى دون أن يحصل على مؤشر يدله على الدار،التي ظلت ذكرى توجد في الصور و لا مقابل لها في الواقع. مصير مخزن السلاح في أيت الرخا من بين المهام التي كلف بها المقاوم سعد الله صالح بعد انضمامه لجيش التحرير، مهمة الإشراف على مستودعات السلاح و ضبط الأسلحة الواردة و الصادرة. و هو يروي في مذكراته التي سنعمل على نشرها على حلقات خلال الصيف القادم، أنه كان مكلفا بأربعة مستودعات، أحدها في بويزكارن و هو القريب من ثكنة الجيش الملكي بالمدينة حاليا و الثاني في كولميم، و كان هذان المستودعان معروفين و مخفورين من طرف مقاتلي و حراس جيش التحرير. كما كان هناك مستودعان سريان آخران أحدهما في إفران الأطلس و الآخر في أيت الرخا. و إذا كانت رحلة سعد الله لإفران الأطلس بحثا عن هذا المخزن السري قد باءت بالفشل إذ لم يتمكن من التعرف على مكانه بالرغم من استعانته ببعض الشيوخ ممن لا زالوا يذكرون فترة الخمسينات، إلا أنه قد كان بادي الانشراح حين عثر - بعد لأي - على مستودع السلاح الذي كان ذات خمسينات في إثنين أيت الرخا. كان المُنطلق هو مقر السوق الأسبوعي، الذي سألنا عما إذا لم يتم تغييره فأخبرنا بعض السكان المتحلقين حولنا أن هذا المقر و إن تغيرت معالمه بعد بناء بعض الدكاكين داخله، إلا أن المكان نفسه لم يتغير منذ الخمسينات و ربما منذ زمن أبعد. تغيرت معالم القرية الجبلية الصغيرة كثيرا و لم تعد تشبه نفسها في خمسينات القرن الماضي. يئسنا و كدنا نعود أدراجنا حين سأل الحاج سعد الله أحد المسنين، و بعد كثير من التدقيق و المقارنات معه، اكتشف بأن مستودع السلاح الذي كان قد أصبح اليوم منزلا لأحد المخازنية العاملين بقيادة أيت الرخا. التقينا المخزني الذي وافق على أن نزور منزله و نلتقط له صورا من الخارج، و هو ما أثلج صدر المقاوم سعد الله صالح و فك عقدة لسانه ليحكي عن واقعة وقعت له و هو في الطريق ذات ليل بارد صحبة المرحوم محمد بوزاليم لإفراغ شحنة من السلاح في هذا المستودع الذي أصبح اليوم منزلا يضم مخزنيا شابا و أسرته الصغيرة. يقول المقاوم سعد الله صالح باسما مستعيدا ذكريات الخمسينات : «...و أنا في منزلي ببويزكارن (أصبح الآن مقهى مفتوحا للعموم) جاءني في الثانية ليلا مولاي عبد السلام الجبلي، أيقظني و طلب مني تخزين شحنة كبيرة من السلاح جاء بها على متن شاحنة جديدة. أيقظت بدوري محمد بوزاليم و كلفته بسياقة الشاحنة لأني لم أكن أرغب في اصطحاب سائقها كي لا يعرف المكان السري لمستودع السلاح. و لأن الطقس كان باردا جدا و الثلوج تتساقط بالمنطقة، فقد نزعت عن مولاي عبد السلام الجبلي جلابته الصوفية مُستعيرا إياها، و توجهنا أنا و محمد بوزاليم إلى «أيتالرخا» حيث المستودع القريب من ثلاث لخصاص. و كانت الشاحنة من طراز «رونو» حديثة الصنع فحدث و نحن راكبين و في منتصف الطريق الجبلي ذي المنعطفات أن مددت قدمي قليلا، فانقطع التيار الكهربي فجأة و توقفت الشاحنة تماما. ترجلنا من الشاحنة و تتبعنا مُخمنين أسباب هذا العطب، لكننا لم نعثر على أي سبب رغم أن البطارية جيدة و الخيوط سليمة، فلما يئسنا صعدنا معا إلى قمرة الشاحنة. و بسبب الثلوج المتهاطلة و الصقيع الناتج عنها، في حين صمد لها بوزاليم الذي كان أكثر قوة مني جسديا، أصبتُ أنا بغيبوبة كادت أن تكون قاتلة لولا أن أحد السكان و قد رأى الشاحنة متوقفة بهذا الشكل غير العادي، جاء بأكل و شراب ساخنين و أوقد نارا جعلا هو و بوزاليم رحمه الله، يحملانني متخشبا بالقرب من لهيبها إلى أن استعدت وعيي و استعاد بدني الدفء الضروري للحياة، بعد أن تناولت ما جاء به ذلك الرجل الخير. بعدها نهضت و فتحت باب القمرة أتأملها من الداخل، فرأيت زرا في الجانب الأسفل من مقعدي ،ضغطت عليه فتحركت عقارب الشاحنة مما يعني عودة التيار. و لما أدار بوزاليم مفتاح الشاحنة دار المحرك، فقد كانت قدمي الممدودة هي السبب في الضغط على الزر و توقيف التيار. ودعنا الرجل الكريم و الطيب و شكرناه على إنقاذنا و واصلنا رحلتنا نحو مستودع أيتالرخا.» تاليوين أو القصر الذي تحول إلى دار ضيافة كان برنامج الرحلة يتضمن زيارة بعض الأماكن التي كانت في وقت من الأوقات معتقلا لبعض الأسرى الإسبان الذين كلف سعد الله صالح من طرف قيادة جيش التحرير بالإشراف على سلامتهم البدنية و سرية أماكن تواجدهم تفاديا للجواسيس و العيون الذين يبحثون عن معلومات عنهم قصد تهريبهم أو استنقاذهم. و في رحلته تلك مع الجواسيس تنقل صحبتهم من طاطا إلى تاليوين ثم أوناينفأساراغ أخيرا. و إذا كان الوقت لم يسعفنا لزيارة طاطا و لا أوناين أو أساراغ، فإننا في المقابل قمنا بزيارة لتاليوين الجبلية، حيث اتخذ سعد الله من أحد قصور الكلاوي المُصادرة بالمنطقة مُعتقلا للأسرى الإسبان الذين كان عددهم يربو على الأربعين من بينهم ضابطان بزوجتيهما. في تاليوين لم يكن عسيرا الوصول إلى قصر الكلاوي السابق الذي آل إلى عائلة لحسن أوهمو (مالكته الأصلية). و لحسن أوهمو هذا مقاوم من الرعيل الأول كان متعاونا مع جيش التحرير و هو من أبناء المنطقة و تحظى عائلته بالتقدير لدى ساكنة المنطقة. و جدنا قصر الكلاوي، الذي لم يتغير شكله الخارجي كثيرا - حسب المقاوم سعد الله صالح- قد تحول إلى دار للضيافة مفتوحة أمام السواح من المواطنين أو الأجانب. دخلنا دار الضيافة أو المعتقل السابق فتدفقت سيول الذكريات مجددا على لسان المقاوم سعد الله: «في هذه الغرفة كان أحد الضابطين و في الأخريات توزع الجنود الأسرى، هنا في هذه الباحة -لم تكن نافورة الماء بها ?- كان الأسرى يتشمسون نهارا ، و في الليل نغلق عليهم غرفهم بالمزلاج...» قبيل مغادرتنا اكتشف سعد الله بأن دار الضيافة تلك يُشرف على إدارتها السيد عمر أوهمو و هو إبن أخ المرحوم لحسن أوهمو صديق المقاوم سعد الله . بعد سبعة أيام في منطقة أيت باعمران، عاد المقاوم سعد الله صالح و قد جدد لقاءه بالتاريخ استنادا إلى الجغرافيا. زار خلال رحلته تلك مواقع ذات أهمية كبرى بالنسبة له و بالنسبة للعديد من مُجايليه، كما كانت فرصة للقاء بعض رفاق السلاح الذين لا زالوا على قيد الحياة مثل رفيق رحال المسكيني المقاوم لحسن بطل في مدينة كولميم و لزيارة عائلات بعض المقاومين الراحلين مثل أبناء المقاوم البيضاوي في كولميم و أرملة و أبناء المقاوم مبارك شمسي في سيدي إفني. بيد أنه عاد و في حلقه غصة صغيرة لأنه رغم البحث المضني و الاستفسارات الدؤوبة لم يعثر على بلدة «دار حمايدوش» القريبة من بويزكارن ،التي خاض فيها معركة ضد الإسبان، و هي المعركة التي تمكن خلالها من أسر أكثر من عشرين جنديا إسبانيا خلال ثورة أيت باعمران سنة 1958 . عاد و كله أمل في أن يتعرف عليها في المقبل من الأيام. (+) ترقبوا مذكرات المقاوم و المناضل سعد الله صالح على صفحات «الاتحاد الاشتراكي» في حلقات متتالية خلال الصيف القادم.