أمام تنامي التحذيرات من انتشار السيجارة الإلكترونية والأضرار التي يمكن أن تتسبب فيها للمواطنين وانعكاساتها السلبية على صحة الأفراد، وأهم هذه التنبيهات هو السؤال الذي تقدم به المستشار عمر أوشن باسم الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين مساء أول أمس إلى الحسين الوردي وزير الصحة، في إطار جلسة الأسئلة الشفوية المبرمجة بالغرفة الثانية في الدورة الحالية. وأبرز أوشن أن هذه السيجارة التي كان يعول عليها الناس ويعتقدون أنها ستخفض عدد المدخنين أو الإقلاع عن تدخين السيجارة العادية بصفة نهائية، أصبحت فيه السيجارة الالكترونية وسيلة سهلة لانتشار التدخين في أوساط الأطفال والشباب داخل الأسر، موضحا في نفس الوقت آثارها السلبية البليغة على صحة المدخنين، بالاضافة إلى انتشارها بشكل سريع ومتزايد بالبلاد دون أن تلتفت الجهات المعنية بصحة المغاربة إلى ذلك، لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها حماية ووقاية المواطنين من هذه الآفة الخطير، كما تساءل أوشن عن صمت وزارة الصحة أمام هذا الانتشار والبقاء مكتوفي الأيدي أمام هذا الأمر الواقع. وفي معرض رده على سؤال الفريق الاشتراكي، أكد الوردي أن التدخين بصفة عامة مضر بالصحة وعلى أن منظمة الصحة العالمية لم تجد أن السيجارة الالكترونية وسيلة مساعدة على الإقلاع على التدخين بدون أضرار على صحة مستعمليها، ووزارة الصحة تتوجه للجميع على أن التدخين بصفة عامة والسيجارة الالكترونية بصفة مضر للصحة وان ينتبهوا للأمراض الخطيرة التي يمكن أن يتسبب فيها. وجاء في بلاغ صادر عن وزارة الصحة توصلت جريدة "الاتحاد الاشتراكي بنسخة منه أن الوزارة سجلت بكل استغراب، في الأيام الأخيرة، نشر إعلانات تجارية لمنتوج السيجارة الإلكترونية، وبالنظر لدور وزارة الصحة ومهمتها الرئيسية في حماية الصحة العامة للمواطنات والمواطنين، تقدم الوزارة التوضيحات التالية أولا: إلى حدود اليوم، لم تَعْتَبِر منظمة الصحة العالمية ، السيجارة الإلكترونية بديلا مساعدا للإقلاع عن التدخين، ولا تتوفر على معطيات علمية تثبت سلامة أو نجاعة هذا المنتوج. ثانيا لم يُثْبَت علميا خُلُوّ منتوج السيجارة الإلكترونية من أية أضرار على الصحة. وثالثا تحتوي السيجارة الإلكترونية على كميات من النيكوتين، مما قد يجعلها سببا في الإدمان على التدخين، ورابعا من الممكن أن يكون استهلاك السيجارة الإلكترونية مَدْخَلا سهلا للتدخين، خاصة عند الشباب والنساء. وفي ذات السياق عبرت وزارة الصحة أيضا عن استغرابها أمام ترويج هذه الإعلانات التجارية، لما تسميه فوائد صحية للسيجارة الإلكترونية مستنكرة طرق التسويق التي تستهدف بشكل خطير، الشباب والنساء الذين لم يسبق لهم التدخين في ما قبل، مما يُعَرِّضُهم بلا شك للمخاطر الصحية الوخيمة، كالسرطانات وأمراض القلب والشرايين خاصة، والمثبتة علميا وبشكل قاطع كنتائج مباشرة للتدخين. وذكر نفس المصدر أن منظمة الصحة العالمية لم تَخْلُصْ إلى سلامة استعمال الأجهزة الإلكترونية المُقَدِّمة للنيكوتين. كما أن هذه المنتوجات لا تخضع للمراقبة من قِبَل أية هيئة وطنية للمراقبة على الصعيد الدولي. وجدير بالذكر، أن وزارة الصحة تعمل من خلال برنامجها لمكافحة آفة التدخين، على المراقبة الوبائية للأمراض الناتجة مباشرة عن استهلاك التبغ، كما توفر في 18 مستشفى و247 مركزا صحيا استشارات طبية متخصصة في الإقلاع عن التدخين. و تعمل أيضا خلال هذه السنة، على المصادقة النهائية على الاتفاقية الإطار لمكافحة التبغ والموقعة في سنة 2004 من طرف المغرب كباقي دول العالم، والتي ستعطي قوة تشريعية لمكافحة التبغ بالمغرب . واعتبارا لما سبق، فإن وزارة الصحة لا تنصح، بل تُحَذِّر من التدخين بصفة عامة، ومن استهلاك السيجارة الإلكترونية بصفة خاصة. كما تدعو المواطنات والمواطنين، خاصة الشباب منهم، إلى اليقظة أمام الإعلانات المُغْرِيَة التي تؤثر سلبا على السلوكيات الصحية، والتي قد تؤدي في مرحلة ما إلى الإدمان على التدخين.