تنطلق يوم الجمعة 25 أبريل الجاري بالدار البيضاء وتحديدا بمركب كهرما الكائن بطريق تدارت سابقا الهاشمي الفلالي حاليا ، فعاليات مؤتمر دولي تحت شعار «نعم للتعايش لا للإرهاب»، من تنظيم جمعية الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش بتنسيق مع الجمعية الدولية لضحايا الإرهاب. مؤتمر هو الأول من نوعه في المغرب، لكونه من جهة سيجمع ضحايا الإرهاب وعائلاتهم من المغرب ومن خارج أرض الوطن، حيث سيتم تقديم شهادات وعرض تجارب وحصيلة عمل هذه الجمعيات، ولطبيعة المواضيع المطروحة للنقاش من جهة ثانية، والتي تتنوع ما بين دور الديانات السماوية في نشر قيم التسامح والتعايش، شهادات عائلات الضحايا، بؤر الإرهاب في العالم ودور العوامل الإقليمية والدولية، دور التأطير السياسي في التصدي لظاهرة الإرهاب، مقاربة الإعلام الوطني لظاهرة الإرهاب، المقاربة الحقوقية للإرهاب بين الخصوصيات الوطنية والآليات الدولية، والمجتمع المدني وضرورة تأطير المجتمع ضد آفة الإرهاب: التجارب والرهانات. ويسعى الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش بعد حوالي 11 سنة من الفعل في المجتمع منذ تأسيسه بعد أحداث 16 ماي 2003 في 9 يونيو من نفس السنة، من خلال تنظيم هذا المؤتمر ، إلى فتح النقاش حول مفهوم الإرهاب الذي أصبح وباء ينخر المجتمعات ويشكل خطرا على السلم في العالم، طارحا السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي ساهمت ولاتزال في تطور هذه الظاهرة رغم كل المجهودات لإيقافها بشكل نهائي، مع ضرورة معرفة كل بؤر الإرهاب في مختلف مناطق العالم التي أصبحت مجالات لتصدير الانتحاريين و»الجهاديين». نقاش عميق لن يتأتى إلا من خلال الاستماع إلى مختلف تجارب الجمعيات الدولية التي تشتغل حول ظاهرة الإرهاب والتي تضررت دولها منه، ومعرفة آليات عملها والانجازات التي حققتها في هذا الميدان حتى تتم الاستفادة من التجارب الدولية في أفق خلق جبهة مدنية دولية هدفها التنسيق الدولي من طرف منظمات المجتمع المدني ضد الإرهاب والتطرف والتكفير. وأكد الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش أن الغاية الأساسية التي يتوخاها من خلال تنظيم هذا المؤتمر الدولي هي الدعوة إلى الإيمان بكل القيم الكونية التي تعلي من قيمة الفرد، وتجعله فاعلا في حلقات التطور والتقدم الحضاري، ونشر قيم التسامح والتعايش بين الأديان والإثنيات والمجتمعات مهما كانت الاختلافات جذرية فالأهم هو الحفاظ على الإنسانية ضد البربرية والفكر العنصري المتطرف الموغل في الهويات الضيقة القاتلة. هذا وستشارك في هذه التظاهرة وجوه سياسية، إعلامية، حقوقية وجمعوية، كما ستتم زيارة الاماكن التي طالتها الأيادي الارهابية في 16 ماي 2003، مع الوقوف امام النصب التذكاري للضحايا بساحة محمد الخامس من أجل وضع إكليل من الورود وإيقاد الشموع، وكذا زيارة المتحف اليهودي.