بين جدار الواقع الذي يفصلك عن العالم الخارجي، وجدار الفايسبوك الذي يفتحك على الكون ويتيح لك السفر الحر في عالم أزرق لا حدود له ولا ضفاف.. بين الجدارين يتنقل يوميا أكثر من خمسة ملايين مغربي بدون حجز مسبق ولا تذاكر سفر. فماذا عن هذا السفر اليومي بين العالمين الواقعي والافتراضي؟ ما أسبابه وما مبرراته؟ ولماذا التحقت الأجيال الأكثر نضجا بموقع الفايسبوك الذي كان في بدايته مجرد فضاء شبابي للتعارف؟ هل هو «الربيع العربي» ما جعل الكبار يُغيّرون موقفهم ويحملون «الافتراضي» على محمل الجد وهم يرونه يؤثر في الواقع ويساهم في صُنع التحوّلات؟ ثم ماذا عن الاشخاص الذي يحتمون بالفايسبوك كملاذ يحققون عبره ومن خلاله ذواتهم التي يجدون صعوبة في تحقيقها في الواقع داخل المجتمع؟ لكن، ماذا لو تحول هذا الارتباط الوثيق واليومي بفضاء الفايسبوك إلى إدمان؟ أيضا، ماذا عن أشكال الحضور المختلفة لشعوب وقبائل «دولة» الفايسبوك: من الحضور النَّشِط الاستعراضي أحيانا إلى الانزواء التام والخلود إلى التلصُّص؟ ومن التفاعل الإيجابي والنقاش الجاد إلى المتابعة الصامتة والمراقبة عن بعد؟ ومن التجاوب الداعم والمُشاركة المحفِّزَة إلى السبِّ والقذف والتعليقات العدوانية والتصدي الفظ لكل المبادرات والنيل المُغرِض من الآخرين؟ وأخيرا، ما رأيكم في أن جحافل الفايسبوكيين يوفرون للشركات والحكومات دون أن يدروا كنزا من المعلومات يمكّن هذه الأخيرة من استشراف ما سيستهلكونه في المستقبل وعلى من سيصوتون في اللانتخابات المقبلة؟ أليس هناك أي تخوف من استغلال المعلومات والمعطيات اللتي تنشر على الفايسبوك تجاريا من طرف الشركات وسياسيا من طرف الحاكمين؟ هذه الأسئلة يطرحها ياسين عدنان في حلقة جديدة من مشارف مساء يومه الاربعاء انطلاقا من الساعة العاشرة والنصف ليلا على منسقة الكتاب الجماعي الصادر مؤخرا عن دار الفنك بالدار البيضاء تحت عنوان (لماذا أتواجد في الفايسبوك؟) الحقوقية والأكاديمية، الخبيرة لدى اليونيسكو، الأستاذة بكلية الطب بالدار البيضاء سابقا الدكتورة نزهة جسوس.