صدرت عدة مذكرات منظمة لمجال التوجيه التربوي ، نذكر منها مذكرة رقم 17 الصادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بتاريخ 17 فبراير 2010 في شأن الإطار التنظيمي لمجال التوجيه التربوي، المرجع، البرنامج الاستعجالي المشروع E3P7 والتي جاءت تماشيا مع توجهات الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي اعتبر التوجيه دعامة من دعامات منظومة التربية والتكوين تروم مساعدة المتعلم في اختياراته التربوية والمهنية وانسجاما مع ما ورد في النصوص التنظيمية ذات الصلة بالمجال بغية تعزيزه وجعله أكثر دينامية وفعالية وفق ما جاء به البرنامج الاستعجالي، سيما فيما يتعلق بالمشروع E3P7 القاضي بوضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه يهدف إلى تمكن كل متعلم من وسائل التوجيه نحو تكوين يتماشى مع ميولاته ويعطيه إمكانيات مستقبلية جيدة للانفتاح على منافذ سوق الشغل. كما جاءت هذه المذكرة لتحديد الإطار التنظيمي العام لمجال التوجيه التربوي مواكبة للسياق الجديد للإصلاح. وأوضحت المذكرة أن مجال التوجيه التربوي يقصد به جميع العمليات الإدارية والأنشطة الخدماتية والتأطيرية المتعلقة بالإعلام والمساعدة على التوجيه والمنجزة على مستوى البنيات المتدخلة في المجال مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا. كما أكدت المذكرة على ضرورة انخراط كل المعنيين بالشأن التربوي على مستوى المؤسسة التعليمية من مدرسين وأطر الإدارة التربوية ومفتشين ومتدخلين وفاعلين من خارج المؤسسة التعليمية. وحول المقاربة المعتمدة في مجال التوجيه شددت المذكرة 17 على أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين في مادته السادسة «الغايات الكبرى» على اعتماد مقاربة تربوية تجعل المتعلم في صلب العمليات التربوية والتكوينية، انطلاقا من المادة 99 من الميثاق التي جعلت التوجيه جزءا لا يتجزأ من سيورة التربية والتكوين، تهدف المقاربة التربوية في مجال التوجيه التربوي إلى توعية المتعلم بالعلاقات المتشعبة بين النظامين التكويني والمهني. ومن ثم إكسابه كفايات ومهارات تؤهله للتموقع في عالم متغير باستمرار وتجعله فاعلا وواعيا بمسؤوليته عن تعلماته واختياراته التربوية والمهنية. وركزت المذكرة على الأهداف العامة والخاصة لمجال التوجيه التربوي والتعبئة ، داعية إلى انخراط هيئة التفتيش والإدارة التربوية وأطر التدريس ،مع التذكير بتخصصات هذه الأطراف وكفاءاتها وانخراط المتعلم باعتباره مسؤولا عن تعلماته واختياراته التربوية والمهنية دون أن نغفل انخراط الآباء والأمهات والأولياء بحكم دورهم في مساعدة أبنائهم على تنمية قدراتهم وبلورة اختياراتهم بحكم الاستفادة من تجاربهم المهنية لمساعدة المتعلمات والمتعلمين على الانفتاح على عالم المهن. وحول البنيات الإدارية : على المستوى المركزي ذكرت المذكرة بالمهام الأساسية التي تضطلع بها الوحدة المركزية للإعلام والتوجيه والمتجلية في المساهمة في بلورة توجهات الوزارة في مجال التوجيه التربوي وتتبع تنفيذها إعداد المخططات الوطنية الرامية إلى وضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه وتتبع تنفيذها الإشراف على مجال التوجيه التربوي وتطويره وتحسين خدماته المساهمة في استكمال الخبرة والتكوين لفائدة الأطر العاملة في هذا المجال المساهمة في إعداد وتحيين وتتبع تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية للمجال تتبع خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه المنجزة من طرف الأطر والبنيات المتدخلة في المجال على المستوى الوطني. أما على المستوى الجهوي، فإن المصلحة المكلفة بالإعلام والتوجيه بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين تساهم في بلورة توجهات الوزارة في مجال التوجيه التربوي وتتبع تطبيقها مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الجهوية. ولهذه الغاية تضطلع هذه المصلحة بالمهام الأساسية التالية : المساهمة في إعداد المخططات الجهوية الرامية إلى وضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه في انسجام مع المخططات الوطنية وتفعيلها وتتبع تنفيذها المساهمة في تفعيل مجال التوجيه التربوي وتطويره وتحسين خدماته على المستوى الجهوي- المساهمة في تدبير الموارد البشرية العاملة في المجال على المستوى الجهوي- المساهمة في تدبير القطاعات المدرسية للتوجيه على المستوى الجهوي- المساهمة في تحديد الحاجة إلى تكوين واستكمال الخبرة لفائدة الأطر العاملة في هذا المجال جهويا وتتبع الدورات التكوينية المنظمة- التنظيم الإداري لمختلف العمليات والأنشطة المرتبطة بمجال التوجيه التربوي وتدبير مختلف الوثائق المتعلقة به جهويا استثمار التقارير المنجزة من طرف مكاتب الإعلام والتوجيه بنيابات الجهة والمفتش المنسق الجهوي التخصص في هذا المجال، وإعداد تقارير تركيبية وإحصائيات ترسل إلى الوحدة المركزية للإعلام والتوجيه قصد الاستثمار . كما أشارت المذكرة 17 إلى مهام مكتب الإعلام والتوجيه على المستوى الاقليمي والذي ركزت مساهمة النيابة الاقليمية في إعداد المخططات الاقليمية وفي تدبير الموارد البشرية وتدبير القطاعات المدرسية للتوجيه والإشراف على التنظيم الإداري لمختلف العمليات والأنشطة المرتبطة بمجال التوجيه التربوي ورصد وتوثيق الأنشطة في مجال التوجيه التربوي على المستوى الإقليمي. المذكرة رقم 18 : الصادرة بتاريخ 12 فبراير 2010 في موضوع إحداث المراكز الجهوية والإقليمية للإعلام والمساعدة على التوجيه. المرجع المذكرة الاطار رقم 17 في شأن الاطار التنظيمي لمجال التوجيه التربوي ، جاءت لتحدث مركزا جهويا للإعلام والمساعدة على التوجيه » CRIAO « يكون تابعا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وذلك حسب الحالات الآتية : عند وجود مركزين على الأقل من المراكز الثلاثة «مركز الاستشارة والتوجيه ومركز إنتاج وثائق الإعلام ومركز إرشاد الطالب» . ويحدث المركز الجهوي بدمج هذه المراكز ، وعند وجود مركز واحد من هذه المراكز يحول إلى مركز جهوي وعند عدم وجود أي من المراكز يحدث المركز الجهوي. وتحدث كل نيابة إقليمية باستثناء تلك التي أحدث على ترابها المركز الجهوي مركزا إقليميا للإعلام والمساعدة في التوجيه » CPIAO « ويرصد للمراكز الجهوية والإقليمية عدد كاف من الموارد البشرية المؤهلة لتمكينها من القيام بالمهام المنوطة بها بالشكل المطلوب مع مراعاة المواصفات المحددة في البطاقة التقنية المرفقة. كما تعتبر الموارد المادية والمالية شرطا محددا لضمان جودة الخدمات التربوية التي تقدمها المراكز الجهوية والاقليمية للإعلام والمساعدة على التوجيه. وعليه تؤكد المذكرة 18 أنه يتعين على الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والنيابات الاقليمية كل من جهتها العمل على : توفير مقرات وظيفية ملائمة لاحتضان هذه المراكز تراعي المواصفات التربوية المحددة في البطاقة التقنية المرفقة الاحتفاظ بالموارد المادية والمالية للمراكز المدمجة كموارد أساسية توفير موارد وإمكانات إضافية من عتاد مكتبي وإعلاميائي ومطبعي وسمعي وبصري وتواصلي وفق البطاقة التقنية المرفقة قصد تمكين هذه المراكز من إنجاز المهام الموكولة إليها بالشكل المأمول تخصيص ميزانية تسوية لتسيير وتجهيز المراكز الجهوية والإقليمية ضمن ميزانية الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين . ويمكن في هذه الباب الاستفادة من اتفاقيات التعاون والشراكة مع فرقاء آخرين سيما الجامعة والتكوين المهني. وهناك المذكرة الوزارية رقم 19 : الصادرة في 18 فبراير 2010 حول تنظيم العمل بالقطاعات المدرسية للتوجيه، المرجع المذكرة الاطار رقم 17 في شأن الإطار التنظيمي لمجال التوجيه التربوي وتخص تدبير القطاعات المدرسية للتوجيه الفضاءات بالقطاعات المدرسية للتوجيه وسائل العمل بالقطاعات المدرسية للتوجيه وهي لا تخلو من أهمية لما تحمله من توجيهات بالغة الأهمية للرفع من مردودية النظام التربوي لما تكتسبه تدخلات أطر التوجيه التربوي بالقطاعات المدرسية، من خلال مساعدة المتعلمات والمتعلمين على تحقيق نجاحهم الدراسي وبلورة اختياراتهم التربوية والمهنية راجية من مديرتي ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ونائبات ونواب الوزارة ومديرات ومديري المؤسسات الثانوية كل من جهته، العمل على توفير كافة الظروف وفضاءات الاشتغال ووسائل العمل الضرورية لأطر التوجيه التربوي العاملين بالقطاعات المدرسية للتوجيه لأداء المهام الموكولة إليهم على الوجه المطلوب وتحقيقا للأهداف التربوية المنشودة. وإذا ما اطلعنا على ما تحتويه المذكرات الوزارية في هذا المجال ودليل أنشطة الإعلام والمساعدة على التوجيه في نسخته التجريبية لسنة 2011 الصادر عن مديرية الاعلام والتوجيه وبدعم من منظمة اليونسيف، نجد أن ما تتضمنه المذكرات وما جاء في الدليل، وما هو موجود الآن في مؤسساتنا التعليمية بالثانوي الاعدادي والتأهيلي، هناك فرق شاسع حيث أن ما يطبق على أرض الواقع بعيد كل البعد عما هو موجود بالأوراق. صحيح أن هناك مجهودات مبذولة من طرف مستشاري التوجيه والمؤسسات التعليمية والمراكز الاقليمية والتوجيهية إلا أن ما نصت عليه المذكرات كآليات للاشتغال والفضاءات والبنيات غير متوفر، وإن كان بعضه في بعض المراكز فإن جله غير موجود في جل المراكز، ومع ذلك فإن المجهودات المبذولة رغم كل هذه الاكراهات ،لابد أن يشكر عليها أصحابها.