«جئناكم أخواتي إخواني في النقابة الديمقراطية للجماعات المحلية، نحمل لكم، كل الود والتحية، والتهنئة، أتوجه هنا إلى الأخ العربي الخريم، الكاتب العام للنقابة، أتوجه الى كل الأخوات والإخوة، المسؤولين في القيادة، أتوجه، إلى أخينا عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، لأهنئكم جميعا، على هذه المحطة النضالية، وهذا العرس النضالي . إن مسيرة 6 أبريل، بدأت اليوم ومن مراكش، باجتماعكم اليوم للتداول والمناقشة، والتفكير، والسعي لإيجاد البدائل والحلول، تكونون قد شاركتم ليس فقط لساعات معدودة في مسيرة 6 أبريل، تشاركون حقيقة في تنقلكم من أقصى الجنوب المغربي ومن الشرق والشمال وتحملكم عناء السفر وحضوركم لهذه المدينة، من أجل التداول والنقاش كما أسلفت.. اجتماعكم واشتغالكم لمدة ثلاثة أيام، هو الذي سيعطي بالضبط الدينامية والحركية لبرنامجكم النضالي، لا تكفي المباديء، ولا الأفكار ولا البرامج، المباديء والأفكار والبرامج لابد لها من نساء ومن رجال من مثل من أراهن وأراهم أمامي من المناضلات والمناضلين، لذلك أخواتي إخواني، انا سعيد جدا، لأتواجد مع هذه النخبة، التي تمثل، شريحة تشتغل في الوظيفة العمومية، 150 الف من الموظفين، 150 الف أسرة مغربية تعيش من هذا القطاع. إذا كانت بعض القطاعات في الوظيفة العمومية، تتحمل مسؤوليتنا في وجه من أوجه الحياة، إما بعد تقاعدنا، او حماية لأمننا، وإما من اجل تعليمنا، فهذا هو القطاع المكلف بنا من المهد إلى اللحد، من الولادة إلى ان يتسلم أبناؤنا او أقاربنا شهادة الوفاة، انتم حقيقة القطاع الذي يعيش معنا، في يومنا، في معيشنا اليومي، المصالح الصحية، والمصالح المكلفة بالبناء، والمصالح المكلفة بالبيئة، والعديد من المصالح الاخرى، وأنا أعرف أن كل جماعة من الجماعات المحلية ليس فقط منتخبيها هم من ييسر أمور المواطنين، الذي ييسر أمور المواطنين هم الموظفون.. هذا الدور المركزي والأساسي، الذي ومع كامل الأسف لم نعطه بعد موقعه الحقيقي، هذه الأدوار التي يقوم بها الموظفات والموظفون الجماعيون هي أدوار أساسية، بالأمس كانوا يقومون بها في أجواء بوليسية، وكانت الجماعات كالكوميساريات، وذكرنا السي عبد الرحمان، بأحد القادة الحاج يوسف، أتذكره وهو يتنقل في سلا وهو موظف ببلديتها، اتذكر الظروف التي كان يشتغل فيها. كان ممنوع الحق في تنقيط الجماعات المحلية، في الوقت الذي كان هذا الحق عند الصحة والتعليم والبريد، اما الجماعات فلم تبدأ في ذلك إلا بعد الميثاق الجماعي وبعد تطور هذا الميثاق، ولا يفوتني ان أهنئ الأخوات والإخوة في قيادة نقابتنا، لماذا اريد تهنئتهم؟ لأنه بالفعل قياسا بالزمن استطاعوا في 11 سنة ان يتواجدوا في أكثر من 400 نقطة في المغرب، اليوم لنا أن نفخر أن النقابة الديمقراطية للجماعات المحلية التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، هي نقابة موجودة , اكثر من النقابات التي لديها تاريخ طويل في مجموع التراب الوطني، وهي المناسبة التي تجعلني أتوجه إلى الأخوات والإخوة وأقول انه من القضايا التي يجب أن تكون مطروحة، وهي كيف يمكن أن نجعل لهذه النقابة ممثلا في 1700 جماعة الموجودة في المغرب، ووقتها كيف يمكن أن تكون لدينا المكاتب، وهذا ما سيطرح غدا إنشاء الله على القيادة القادمة، وسيكون عليها ان تكون متواجدة في كل الجماعات ولو بفرد واحد، وحتى في الجماعات القروية، وهذا ما سيجعلكم قوة حقيقية، وسيجعلكم تغيرون موازين القوى. أخواتي إخواني، انا سعيد جدا ولا يمكن ان تتصوروا ونحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ونحن نرى الاخوة قادة المنظمات النقابية، الثلاث في أعمالهم المشتركة، في الندوات الصحافية واللقاءات والمحطات النضالية كم نحن سعداء، لأنه بالفعل كنا نحس بنوع من الغبن، غبن نابع من اختلال موازين القوى في هذا المجتمع، القوى المحافظة والرجعية استطاعت ان تنقض على حراك 20 فبراير، واستطاعت أن تنقض على كل الشعارات التي رفعها شباب 20 فبراير، واستطاعت أن تنقض على المسيرة النضالية لكل القوى التقدمية والديمقراطية والوطنية وتستثمرها لصالحها في انتخابات 25 نوفمبر. كل الآمال التي كانت معلقة على كل تلك النضالات استشعرنا أنه بعد 25 نوفمبر ذهبت كلها سدى، وأن هؤلاء سيقومون بكماشة، وأنه ستصعب المهمة، ولذلك، نحن في الاتحاد الاشتراكي مباشرة بعد خروجنا، من مؤتمرنا الوطني التاسع، توجهنا لمن نحن مؤمنين انه هو من يمكن ان يطلق شرارة الدينامية الاجتماعية التي يجب ان يعرفها المجتمع، وأعني به النقابات، وكسرنا الطابوهات، أتذكر انه التقينا في مأتم وكان هذا القائد النقابي لا يصافح ولا يحيي الآخر، وأتذكر انه تجمعنا الطاولة في مناسبة عزاء برحيل مناضل ما ولا أقول الافراح وينسحب منها قائد نقابي لأن الآخر جالس حولها، وكان هذا هو التشرذم الذي قوى خصوم الطبقة العاملة، وقوى خصوم الشعب المغربي، ولذلك اخترنا وآثرنا وقلنا ليست الجبهة التقدمية هي التي يجب ان يحدث فيها هذا، إذ لايمكن ان يكون هناك دور للسياسيين إذا لم تكن الجبهة الاجتماعية قوية، وحتى تكون هذه الجبهة قوية دقينا ابواب النقابات، ونقول للإخوان: « بالوحدة والتضامن اللي بغيناه إيكون إيكون» ولذلك أخواتي إخواني، نحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نحيي ونعلن تعبئتها، وأشرنا إليها في بلاغاتنا، وقمنا بالاتصال بكافة تنظيماتنا الحزبية، وطلبنا منهم الحضور الوازن في مسيرة 6 أبريل، التي ليس الهدف منها هو ان نقوم بعملية مشي, بل الهدف منها هو ان نبعث برسائل للجميع. رسالة لنا اولا، أنه دون توحدنا، ودون اجتماعنا، ودون تجاوزنا لأخطائنا السابقة، لن نحقق اي شيء. رسالة لنا أنه لا خيار لنا في نقابتنا سوى الوحدة، لأنه بالتشرذم والتمزق لا يمكن أن نواجه ونحصن المكتسبات كما جاء في الشعار المركزي، إلى ان نصل إلى تحقيق المطالب.. لايمكن أن نحلم أو نحقق ذلك الا بتطبيق الرسالة التي بعثها لنا قادة هذه الجبهة الاجتماعية، لأنه دون ان نتوحد ودون أن نكون يدا واحدة سيبقى ميزان القوة لصالح القوى الرجعية.. الرسالة الثانية التي ستبعثها مسيرة 6 أبريل، موجهة لهذه الحكومة التي صمت أذانها عن الحوار، وحتى حين قامت بالحوارات التي أرادت فقد كانت حوارات غير منتجة، ونحن في الاتحاد كنا واعين ان هذه الحوارات منذ انطلاقتها غير مجدية, وكنا اول فاعل سياسي واجتماعي في المغرب الذي قال بأن هذه الحوارات غير منتجة وقررنا مقاطعتها جميعا.. اليوم، بعد هذه المدة وبعد ان اقتنع الجميع بصواب رأينا فيما يتعلق بالحوار، مقاطعة حوار المجتمع المدني، وما آل إليه الحوار حول العدالة، فكيف يمكن الحوار مع العدالة وكل أطراف العدالة خارج هذا الحوار؟؟!! القضاة يحتجون، وكتاب الضبط يحتجون، والمحامون يحتجون، والموثقون يحتجون، والأعوان القضائيون يحتجون، كل مساعدي القضاء غير موجودين في هذا الحوار، و يتحدث عن الحوار، مقاطعين لهذا الحوار ويتحدثون عن نتائج الحوار، نفس الشيء بالنسبة للحوار الاجتماعي.. نباهة النقابات هي التي أدت لهذا الموقف الجماعي، كلما نودي عليها ليس لحوار»تقرقيب الناب» قالوا لا ل» تقرقيب الناب» وقالوا إذا كان الحوار سينتج عملا جديا فمرحبا، لكنه منذ البداية تبين انه لن ينتج شيئا، لأن الحوار انطلق اولا باللاءات، لا زيادة في الأجور، لا إصلاح لأوضاع الموظفين او المستخدمين، لا للرفع من الحد الأدنى للأجور، لا، لا، لا... وعلى أي أساس سنجلس إلى مائدة واحدة أمام هذه السلسلة من اللاءات ؟ ؟؟ ولذلك وانتم خاصة في هذا القطاع، يمكن ان نقول بكل مسؤولية: أما الحوار فكان حوارا للذي أصم أذنيه مادام ان القانون الاساسي المتعلق بأوضاعكم كموظفات وموظفي الجماعات المحلية لم يتقدم فيه هِؤلاء في حوارهم نقطة واحدة، مادامت جمعية الاعمال الاجتماعية لا تتلقى الدعم الحقيقي الذي تتلقاه جمعيات أخرى في وزارة الداخلية من رجال السلطة وكذا وكذا، مادام الوضع على ماهو عليه، ومادام ينظر إلى موظفي هذا القطاع هم موظفون أدنى مرتبة من زملائهم في الوظيفة العمومية، رغم ان فيهم المهندس والطبيب والمتصرف والمحرر وكل الأصناف، لكن تبقى تلك النظرة التي رسختها الادارة والمسؤولة عليها وهي الحكومة، ويمارسها مسؤولون وزاريون على هذا القطاع، هي تلك النظرة الدونية، لذلك فلا حل الا بقانون أساسي يحمي مستخدمي هذا القطاع، ويحمي حقوقهم، أخواتي إخواني، انا جئتكم بصراحة، وكلي أمل فى أن الشعاع النضالي سيسطع، وان إمكانية تغير موازن القوة التي اختلت لصالح القوى الرجعية والظلام بدأت تظهر إرهاصاتها الحقيقية.. إذن أهنئكم بهذه المحطة وأتمنى لأشغالكم النجاح وأدعوكم ان يكون شعاركم سواء اليوم او غدا او بعده هو كما قلنا في البداية، «بالوحدة والتضامن اللي بغيناه إيكون إيكون».