يومي 3 و 4 مارس الأخير، اجتمعت حوالي ألف امرأة في كينشاسا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، في إطار المنتدى العالمي الثاني للنساء الفرانكفونيات حيث طُرحت للنقاش، بوجه خاص، مسألة الولوج إلى التربية. كانت وراء هذا المشروع، الوزيرة الفرنسية المكلفة بالفرانكفونية حينها يمينة بن كيكي. وقد نُظمت الدورة الأولى بباريس يوم 20 مارس 2013 وركزت على الاغتصaاب كسلاح حرب في مناطق النزاع داخل الفضاء الفرانكفوني. في حوار أجرته معها «لو نوفيل أوبسرفاتور»، بتاريخ 8 مارس 2014، قدمت الوزيرة السابقة حصيلة أشغال المنتدى. o لقد أثارت الحروب التي شهدتها البوسنة ورواندا خلال التسعينيات، من القرن الماضي، الانتباه إلى الفظاعات المرتكبة ضد النساء. أنت نفسك واجهت ذلك أثناء زيارتك لغوما شمال كيفو، في الإقليم الشرقي لجمهورية الكونغو الديمقراطية خلال شهر أكتوبر 2012، وقررت أن تحولي الأمر إلى تيمة للمنتدى الأول للنساء الفرانكفونيات. ما الذي حدث منذ ذلك التاريخ؟ n خلال شهر يناير 2013، التقيتُ مرات عديدة السكرتير المساعد للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام، وليلى زروكَي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المكلفة بالأطفال في النزاعات، لتحسيسهما بأهمية تمديد فترة عملية حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية «مونيسكو»، لوقف العنف الجنسي ضد النساء والأطفال. يوم 28 مارس 2013، حصلنا على تبني القرار 2098 الذي يَعد بخلق لواء للتدخل الهجومي يكون مقره بغوما داخل «المونيسكو»، لمحاربة الجماعات المسلحة التي تتحرك في شرق البلاد. ناضلتُ بعد ذلك لأجل تقديم تيمائية النساء إلى القمة 15 لرؤساء المنظمة الدولية للفرانكفونية في داكار، خلال شهر نونبر. كما طلبت، باسم فرنسا، أن يتم خلال القمة نفسها تبني إعلان خاص ورسمي حول حقوق النساء. o حسب التقرير الإخباري لبريجيت كومتيي - موران، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، فإن بإمكان وجود نساء جنديات خلال العمليات الخارجية، استباق حالات الاغتصاب. ما رأيك في ذلك؟ n في النزاعات كلها، دخل الاغتصاب ضمن أخلاقيات الجماعات المقاتلة. و للأسف، فالعديد من المغتصِبين مراهقون شباب لم تكن لهم في السابق أية علاقة بالمرأة، سوى علاقة الاغتصاب. من هنا صعوبة محاكمتهم ومعاقبتهم. وبإمكان النساء وحدهن إحباط هذا النوع من الممارسات في صفوف المراهقين لبناء راشدين في عالم السلام. و من هنا أيضا ضرورة إشراك النساء الجنديات. o هل يمكن القول، كما عبرت عن ذلك مارغون والستروم، حين كانت ممثلة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة في مجال العنف الجنسي في النزاعات، بإن جمهورية الكونغو الديمقراطية هي العاصمة العالمية للاغتصاب؟ n كان تصريحها سنة 2010 بمثابة صرخة إنذار. و قد تطورت الوضعية وعملت الدولة في الاتجاه الصحيح. اتخذت السلطة تدابير ضد مرتكبي الاغتصاب، إلا أن المطلوب منها أكثر. لقد تطورت محاربة الإفلات من العقاب، إلا أن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار شساعة البلد، فمساحته تفوق مساحة فرنسا خمس مرات، له تسعة حدود وبلدان تحل مشاكلها الداخلية الخاصة بها داخل الكونغو. o أُثيرت بعض الحالات في إفريقيا الوسطى. ماذا بهذا الخصوص؟ n استقبلت، خلال شهر ماي الأخير، العديد من النساء المنخرطات في جمعيات بإفريقيا الوسطى، أتين للقائي بعد المنتدى الأول. وكنت بجانب فرانسوا هولاند حين استقبل، في الإليزيه، منظمات غير حكومية أكدت لنا الاغتصاب الجماعي والمكثف لنساء حوامل، لأطفال، لرضع، لنساء متوفيات. o كيف تنكب فرنسا على الموضوع، وهي طرف فيه؟ n إن انتداب مجلس الأمن الذي يرخص التدخل الفرنسي، يرتكز على حماية المدنيين، الأطفال والنساء بوجه خاص. ولتطبيق مقتضيات هذا الانتداب، فإن فرنسا تشتغل إلى جانب جماعات إفريقية لفرض الأمن، والأولوية هي نزع سلاح أولئك الذين يعرقلون مسلسل الاستقرار. وقد جاءت رئيسة إفريقيا الوسطى إلى منتدى كينشاسا لتقول لنا بأنها في حاجة لمصاحبتنا لها في المهمة الصعبة التي تنتظرها خلال الشهور القادمة. o خلال السنة الماضية طلبت خمسون شخصية، من النساء، خلق هيئة قضائية دولية لمرتكبي هذا النوع من الجرائم. هل تدعمين هذا الاقتراح؟ n إن خلق هيئة جديدة خاصة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، مسطرة طويلة و مكلفة. و لدينا، بالمقابل، أداة أخرى ينبغي العمل على تقويتها: المحكمة الجنائية الدولية. o كيف تعمل وزارة الفرانكفونية على تسهيل المأمورية؟ n لدي معيش: أنا امرأة، سينمائية، ملتزمة منذ القديم. حين دخلت إلى الوزارة لم يطلب مني رئيس الجمهورية أن أترك التزامي خلف الباب. لقد أصبح للفرانكفونية اليوم دور سياسي. ليس دورها الدفاع عن اللغة الفرنسية فقط. إنها كذلك معركة لأجل حقوق النساء الفرانكفونيات، الحقوق التي تعرف بعض التراجع. بالنسبة لي، وضعية النساء باروميتر لا محيد عنه للديمقراطية. إن المُعرض اليوم للخطر هو السلام، الأمن والتنمية، و أنا أعمل لكي تكون حقوق النساء من معايير القبول في المنظمة الدولية للفرانكفونية.