بعد حصولها على دبلوم الدكتوراة في طب الأسنان، وممارستها المهنة كطبيبة لمدة سبع سنوات، غيرت الوجهة نحو الاعلام، واستفادت من دورات تكوينية بالمعهد العالي للاتصال السمعي البصري بالرباط، بعد ذلك، سافرت للديار الأمريكية بغية الاستفادة من دورة تكوينية في مجال الصحافة بجامعة سيراكوز بولاية نيويورك، وكانت لها مؤخرا مشاركة في إحدى الدورات التكوينية الخاصة بالتدبير المقاولاتي بالمدرسة العليا للدراسات الاقتصادية بمونتريال بكندا، وفي نفس الفترة، كانت حاضرة في دورة تكوينية بجامعة كونكورديا الكندية في ميدان العلاقات العامة، وكانت أولى محطتها كإعلامية بالقناة الثانية سنة 2000، لغاية 2008، أشرفت على إعداد وتقديم فقرتين للبرنامج الأسبوعي «سيدتي»، بعد ذلك، اقترحت على مسؤولي قناة عين السبع إعداد وتقديم برنامج «آفاق الطالب»، والذي أصبح يُبث منذ ذلك الحين أي سنة 2004 عبر القناة الثانية لغاية 2008. أواخر سنة 2008، حطت رحالها بدار البريهي، وبالضبط بالمديرية المركزية للأخبار. سنة 2012، التحقت بالمديرية المركزية للإنتاج والبرمجة. وقد سبق لمحاورتنا العمل في إعداد البرنامج الوثائقي والثقافي «مرحباً بكم»، بعدما تمت المناداة عليها سنة 2010. هذا المنتوج الثقافي الذي يبرز من خلاله الجانب السياحي ببلادنا والاقتصادي والاجتماعي، وذلك بالقيام بجولات عبر مدن المملكة، خصوصاً السياحية، والتي تضم مآثر تاريخية ومناظر خلابة وتراكمات حضارية. إنها الإعلامية والدكتورة والمعدة والمقدمة لهذا البرنامج المشترك، بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون وشركة «فِيالوموند الكيبيكية»، التي راكمت تجربة في الميدان الوثائقي عبر العالم لما يفوق 40 سنة، ياسمين الخياط، وهي ابنة الفنانة الممثلة القديرة نعيمة المشرقي والمخرج عبد الرحمان الخياط، التي صادفتها الجريدة وكان معها هذا الحوار. كيف جاءت فكرة البرنامج الوثائقي «مرحباً بكم»؟ الفترة كانت في البداية في إطار الشراكة والتبادل الثقافي بين دولة كندا والمملكة المغربية. وقد أبدت قناة «كيبيك» الرغبة في الحصول على برنامج وثائقي لإعطاء صورة لعدة جوانب من المغرب، ومنذ ذاك الحين، اقترحت شركة «فيالوموند» على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فكرة إعداد برنامج وثائقي وثقافي. وقد تم الاتفاق على إنجاز برنامج يحتوي على خمس عشرة حلقة، وبطبيعة الحال، فقد نال إعجاب القناة التلفزية الكندية «كيبيك» للفكرة، وذلك في بثها خمس عشرة ساعة عن المغرب، وبعد الاتفاق بين الطرفين، تمت المناداة عليَّ من طرف رئاسة القطب، ليخبروني بأنني سأشتغل بالبرنامج، وكان لديّ إحساس كبير بالمسؤولية التي أنيطت بي، لأنها في نفس الوقت، تشريف وتكليف. لقد أسندوا لي مهمة التعريف بالمغرب من خلال البرنامج «مرحباً بكم»، الثقافي المتعدد بعاداته وتقاليده، وكان لي حديث مع المنتخبين الكنديين حول المغرب، البلد يحتوي على مناظر خلابة، مآثر تاريخية، العديد من التراكمات الحضارية، وطلبت منهم الاقتراب من المغاربة قصد إغناء كل حلقة بشعار تحبون المغرب، ستحبون المغرب، وكانت هذه هي الانطلاقة. وكما هو معلوم، أن البرنامج يبث عبر مجموعة من القنوات الأجنبية، ويبقى ذلك دور الاعلام العمومي لتسليط الضوء على العديد من الأشياء، منها الحياة الاجتماعية والثقافية والسياحية لكل منطقة من المناطق المغربية، مع إعطاء الصورة للمغربي الأصيل، وذلك من خلال حط الرحال بكل مدينة، حيث زرنا 15 مدينة منها شفشاون، تطوان، العرائش، أصيلة، طنجة، مكناس، فاس، الدارالبيضاء، الرباط، مراكش، أكادير، الصويرة، ورزازات، العيون، الداخلة ومدن أخرى، حيث التقينا أسماء بارزة في الفكر والصناعة التقليدية وآخرون... لماذا خمس عشرة حلقة؟ أتحدى أي أحد في أن نجد بلداً كأمريكا مثلا، ولترخيصنا لتصوير برنامج وثائقي عن مدينة ما أو 15 مدينة في 15 حلقة، فلن يتم الترخيص لذلك، إلا لساعة أو ساعة ونصف. لدينا نحن في هذا البرنامج 15 حلقة، وكل حلقة تحتوي على 90 دقيقة، إنه في حد ذاته، إنجاز كبير كم تطلبت منكم مدة التصوير لكل حلقة؟ بما أن المشروع ضخم، فقد قمنا بتقسيمه مع إدارة الإنتاج. فمدينة مراكش تطلبت منا حلقتان، ومكثنا هناك أسبوعين. وقد استغرق تصوير 15 حلقة حوالي أربعة أشهر، كان عملا متعباً وممتعاً في نفس الوقت، وأحيي بالمناسبة، الطاقم التقني على المجهودات الجبارة التي قاموا بها، في مناخ معتدل وبارد وحار، واشتغلنا بكاميرات القناة الأولى وبكل معداتها، فتحية مرة أخرى للطاقم الاداري والتقني وكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع الوثائقي، والذي قام بإخراجه المخرج الكندي گريكوار ڤيُو، تركنا أفراد أسرنا مدة طويلة، لكن خدمة لتسويق منتوج جميل ورائع عن بلدك، إنها مهمة سامية« ألا ترين أن برنامج «مرحباً بكم» يخدم الجانب السياحي؟ البرنامج يخدم السياحة والاقتصاد ويساهم أكثر في إشعاع الثقافة المغربية، ولابد هنا من التذكير أنه عندما التقينا بالسيد الرئيس المدير العام للقطب فيصل العرايشي، أكد لي حول الاشتغال في إنجاز هذا المشروع بالاهتمام بالإشعاع الثقافي المغربي، وتبقى أيضاً مسؤولية القطب العمومي، وأجمل ما في البرنامج هو النظرة المشتركة ما بين طاقم مغربي، صحفية مغربية ومخرج كندي كيف كانت ردود الفعل بعد بث البرنامج «مرحباً بكم»؟ أول بث كان بكندا وكنت متواجدة آنذاك هناك، كعرض مسبق للإعلاميين، وبمناسبة استدعائي للمهرجان العالمي العربي، حيث لقي انطباعاً جيداً و استحساناً لدى الجميع، وكنت ضيفة على عدة محطات كراديو كندا وأجهزة إعلامية أخرى للحديث حول البرنامج، وحتى وأنا أتجول هناك بالشوارع، نلتقي بكل من تابع البرنامج بالتحية والسلام والتشجيعات العديدة... مع طموحات الكنديين بالزيارة للمغرب، وتعطشهم لزيارة كل المآثر التاريخية والمدن السياحية. وقد اتصل بي عالم في الأنتربولوجية بعد أخذ كل معلوماتي بالتلفزة الكندية، وكاتبني بواسطة الأنترنيت على موقعي الخاص، والذي شاهد البرنامج وسجل حلقاته، ويستعد للمجيء إلى المغرب قصد العبور بنفس المحطات التي بثها البرنامج. ومن المنتظر أن يحل بأرض الوطن شهر أبريل القادم. ردود فعل المغاربة؟ استحسان كبير، مسؤولو القناة الأولى نوهوا بإجماع البرنامج، من خلال الفيزيوناج، ولست الوحيدة المعدة للبرنامج، هناك طاقم كبير، حيث كنت أشتغل مع العلمي الخلوقي والسيد رقيب نور الدين. وبطبيعة الحال، حتى المكلف بالإنتاج، أقدم اقتراحات تتحاور في عدة نقط. لدي الحرية الكاملة في اختيار عدة أشياء إيجابية، نناقش كل ذلك، كانت أيضاً لهم إضافات جد إيجابية على العمل، وكما معلوم، فإن لديهم خبرة واسعة في الميدان. ما هي المعيقات التي واجهتموها أثناء القيام بهذا العمل؟ لم نعان من أي شيء من هذا القبيل. بالعكس، لقد لقينا ترحيباً بكل المدن وبكل الفضاءات، وحتى أصحاب الفنادق بكل من مراكشوأكاديروورزازاتوشفشاون والعيون من لدن العائلات وكرم الضيافة تحت الخيمة ولازالت تربطني علاقات حميمية، ولازلنا نتواصل في كل المناسبات. أين تجدين ذاتك في مجال الاعلام؟ أجد ذاتي أثناء قيامي بعمل ما، في إنجاز حلقة من حلقات البرامج الثقافية والاجتماعية وأثناء التصوير، وفي إطار إعداد منتوج جيد قد يجد صدى طيباً لدى المشاهد المغربي، سواء عند اشتغالي بالقناة الثانية أو الأولى، والعمل الصحفي يتطلب الجدية، وأن تكون صارماً مع نفسك، إنها بالفعل مهنة المتاعب، ونوجه من خلالها رسائل، هناك علاقات وتزداد الإفادة يوماً بعد يوم والانفتاح عن كل مجال مع مزاولة العمل، ومع الممارسة والبحث يتمكن الصحفي من تطور شخصيته وإبراز اسمه ما هي طموحاتك؟ أطمح لإرضاء نفسي، ولا أسعى وراء الصورة، وأن أكون صادقة مع نفسي مع احترام الغير، وأن أكون في مستوى تمثيلية القناة وطنياً ودوليا. ألم تفكري يوماً ما، كونك ابنة الفنانة القديرة نعيمة المشرقي، ولوج عالم التمثيل؟ كانت لدي ميول منذ الصغر منذ السادسة من عمر، لكن والدي أطال الله عمره عبد الرحمان الخياط كمخرج طلب مني شق طريق مستقبلي بالدراسة أولا ثم التفكير في مجال آخر في ما بعد، ويبقى حسب نصيحته، العمل حرية والحرية تمر كذلك من الحرية المادية الخاصة... تخرجت كدكتورة في طب الأسنان، كانت لي عيادة لمدة سبع سنوات، ثم التحقت بالمجال الاعلامي، لأنني أحب هذا المجال وأسعى لتحقيق المبتغى، والاشتغال بالميدان في إطار إنجاز الروبورتاجات. يبقى بالنسبة لي متعة مع إعداد البرامج. تعشقين الموسيقى؟ بيتهوفن، موزار، إيريك فاتي، أعشق هذا النوع وأحبه حتى النخاع، وبخصوص الموسيقى العربية، أحب سماع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، اسمهان...