جراء تلكؤ الحكومة وعدم إعمال الديمقراطية التشاركية في تطبيق الدستور، وفي ظل كل مؤشرات و تمظهرات الردة والنكوص والتراجع عن المكتسبات على أكثر من صعيد، وأمام تنامي الاحتقان الاجتماعي والغليان الشعبي لكل فئات الشعب المغربي، قرر كل من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال الدعوة إلى فتح حوار وطني مع الأحزاب الوطنية، والنقابات وهيئات المجتمع المدني، من أجل العمل على تفعيل دستور فاتح يوليوز 2011، والإسراع بتنزيل مقتضياته الدستورية على أرض الواقع والحرص على تأويلها التأويل الديمقراطي كما تضمنتها روح الوثيقة الدستورية. ودعا الحزبان في إطار لقاء مشترك للمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقيادة الكاتب الأول إدريس لشكر واللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال بقيادة الأمين العام حميد شباط، وبحضور كل من الحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية الوطنية للاتحاد وتوفيق حجيرة رئيس المجلس الوطني للاستقلال، مساء أمس بالمقر المركزي لحزب الاتحاد بالرباط، إلى تكثيف التنسيق والعمل المشترك ما بين الحزبين على الصعيد الجهوي والإقليمي والمحلي للحزبين، لكي لا يظل هذا التنسيق تنسيقا فوقيا ومتمركزا بالرباط. وفي هذا السياق، أوضح لشكر في كلمة له بهذه المناسبة، أنه في غياب أي حوار من طرف الحكومة، ووقوفها في وجه إعمال المنهجية التشاركية لتفعيل الدستور ثم جعل المبادرة التشريعية حكرا على الحكومة، وإقصاء دور المعارضة في ذلك، قرر حزبا الاتحاد والاستقلال فتح حوار وطني مع الأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني التي يهمها أمر تفعيل الدستور وتأويله تأويلا ديمقراطيا، خاصة بعد سعى الحكومة للالتفاف على اقتراح القوانين التنظيمية لوحدها في هذه المرحلة التأسيسية بدعوى أنها قوانين تمر عبر المجلس الوزاري في إقصاء وتهميش تامين للمبادرة البرلمانية والمعارضة، معتبرا في نفس الآن أن هذا الأمر فيه مس بالديمقراطية وخرق للمنهجية التشاركية التي تم بها وضع دستور 2011. وأضاف لشكر أن قيادة الحزبين بعد مداولات في لجنة المتابعة للتنسيق ما بين الاتحاد والاستقلال، قررتا بعث مذكرة مشتركة إلى القواعد التنظيمية للحزبين تتعلق بالعمل المشترك والتنسيق مابين الحزبين على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالجهات والأقاليم وكذلك دعوة كل من القطاع النسائي والشبيبي لحزب الوردة وحزب الميزان لتنسيق جهودهما وتثبيت تعاون وعمل مشترك، كي لا يبقى هذا التنسيق يقول لشكر تنسيقا فوقيا، ومن أحل معالجة كل القضايا الخلافية إن وجدت، لأجل الدفع بهذا العمل المشترك إلى مداه المستحق. وذكر الكاتب الأول للاتحاد في بداية كلمته، أن أول عمل مشترك نظمه كل من حزب الاستقلال والاتحاد هو إحياء ذكرى 11 يناير الماضية، الذي من خلاله قدم الحزبان رسالة أساسية وبليغة إلى كل من يعنيهم الأمر أن الاتحاد والاستقلال حاضران كلما تعلق الأمر بمصلحة الوطن سواء للدفاع عن الحرية والاستقلال بالأمس أو من أجل إقرار العدالة الاجتماعية والديمقراطية والكرامة والحرية للشعب المغربي اليوم. الكاتب الأول أكد على أن العمل المشترك ما بين حزبي الاتحاد والاستقلال هو العمل الأساس الذي مكن البلاد عبر تاريخها السياسي أن تحرز على عدد من المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يسعى اليوم إلى تقويضها تجار الدين في إشارة إلى الحزب الذي يقود الحكومة المحافظة اليوم. ومن جهته شدد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال أن على أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي كارثي بسبب هذه الحكومة التي شوهت صورة المغرب سواء في الداخل والخارج أو الملتقيات الدولية التي يمثل فيها رئيس الحكومة جلالة الملك، وهذا فيه تهديد للعلاقات الخارجية للمغرب. ونبه شباط بنفس المناسبة إلى أن المغرب يعرف احتقانا اجتماعيا كبيرا في المدن والقرى جراء سياسة الحكومة اللاشعبية والتراجع عن المكتسبات، والشعب قابل للانفجار في كل لحظة، مذكرا في هذا السياق على أن هذا الوطن بني بدماء الحركة الوطنية ونضالاتها من أجل الحرية والكرامة، والقواعد الحزبية اليوم مستعدة للنضال كما في السابق من أجل الوقوف ضد هذه التراجعات وإقرار مكتسبات جديدة. وحذر أمين حزب الميزان ليس فقط من محاولة السيطرة على المؤسسة التشريعية فحسب بل على جميع المؤسسات بالبلاد من قبل حزب العدالة والتنمية الذي يعتبر اليوم الكل يشوش عليه سواء كان أحزابا معارضة أو نقابات، أو إعلاما مكتوبا و مرئيا، أو مجتمعا مدنيا، مؤكدا في هذا الصدد أن مسؤولية كل من حزبي الاتحاد والاستقلال مسؤولية كبيرة في هذا الإطار. وبخصوص حديثه على العمل المشترك في الأقاليم والجهات، قال شباط سوف لن يكون الطريق أمامه سهلا ومفروشا بالورود في إشارة منه لبعض العقبات أو الصعوبات التي يمكن أن توجد هنا أو هناك مستدركا ذلك بالقول سنتجاوز كل شيء بفضل الإرادة القوية والعمل الجدي لدى مناضلينا ومناضلاتنا في الحزبين. وعرف هذا اللقاء توقيع المذكرة المشتركة التي ستوجه إلى الجهات والأقاليم المتعلقة بالعمل المشترك وتقوية التنسيق ما بين الحزبين محليا وإقليميا وجهويا من قبل إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد وحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال أمام الصحافة الوطنية ، كما تمت المصادقة على نص البلاغ المشترك المتعلق بهذا اللقاء (أنظر نصه الكامل جانبا).