وقّع أكثر من 4700 بيضاوي وبيضاوية على عريضة «افتراضية» موجهة إلى كل من وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني، وذلك للمطالبة بتحقيق الأمن نتيجة لما وصفته ديباجة العريضة ب«تنامي الإحساس بافتقاده، والعجز عن مواجهة الاعتداءات التي تتسم بالعنف يوما عن يوم، التي أضحى المواطنون عرضة لها بالشارع العام». العريضة تم تدبيجها على الموقع الالكتروني الدولي «أفاز»، لتصبح بذلك مطلبا «عالميا»، أضحى كل متصفحي هذا الموقع على علم ودراية بتفاصيل مطالب الموقعين عليها، والتي بدون شك ستكون لها انعكاساتها وتأثيراتها على زوار الموقع، بل وحتى اختياراتهم ومشاريعهم التي قد تكون مدرجة في جدول أعمالهم يوما، سواء تعلق الأمر بالمجال الاقتصادي أو السياحة أو غيره ...الخ. عريضة أخرى في نفس المضمون وعلى نفس الموقع الالكتروني، موجهة هذه المرة إلى وزير الداخلية وإلى وزير الصحة، والتي يندد من خلالها موقّعوها بالاعتداءات بالسيوف والأسلحة البيضاء التي تتفاقم حدتها ضد المواطنين في الوقت الذي لايجد الضحايا العناية اللازمة بالمستشفيات بسبب ضعف وسائل الاشتغال إن لم يكن انعدامها، هذا في الوقت، الذي تضيف العريضة التي وقّعها أكثر من 1800 شخص، بأن بعض الأطر الطبية وشبه الطبية ترفض تقديم الإسعافات الأولية لهؤلاء الضحايا، مطالبين بمزيد من الأمن بالشوارع والأزقة، وباعتماد المهنية في المؤسسات الصحية والاستشفائية؟ عريضتان بهدف واحد، وإن اختلفت الديباجات وطريقة التناول والتقديم، وإن تباين عدد الموقعين على مطالبهما، تعكسان الصورة التي أضحت عليها يوميات البيضاويين، على وجه التحديد، الذين بات الهاجس الأمني يستأثر بنقاشاتهم وبحدة، وأضحى التخوف والريبة سمتين لصيقتين بتحركات عدد من المواطنين بالليل كما بالنهار، الذين وجهوا نداء استغاثة لإنقاذ الدارالبيضاء من موجة العنف التي تستهدفها، وفقا للعريضتين، سيما بعد استفحال انتشار صور المنحرفين وقطاع الطرق ومروجي المخدرات من الجنسين، الذين باتت صورهم تؤثث موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، وكذلك الأمر بالنسبة لغنائمهم، وأسلحتهم البيضاء، ودراجاتهم النارية المستعملة في الاعتداءات، وكذا لحظات نزواتهم المختلفة، والتي أضحت تعرف ب «التشرميل»، والذي أخذ هو الآخر ألوانا وأصنافا عدة، تفنن «المشرملون» في إبداع صفحاتهم في هذا الصدد ! من جهتها المصالح الأمنية نفت أن يكون هناك أي ارتفاع في وتيرة الإجرام، مشددة على أن الأجهزة المعنية تواصل حملاتها التطهيرية الاستباقية من أجل العمل على استتباب الأمن في الشارع العام، مدلية بأرقام حول أعداد الموقوفين في تدخلات متعددة، سواء تعلق الأمر بحالة تلبس باقتراف جنايات وجنح مختلفة، بما فيها الاعتداءات الجسدية، ترويج المخدرات، السرقة ...الخ، مشيرة إلى أن ما يتم الترويج له خلال الآونة الأخيرة هو مجرد إشاعات، هذا في الوقت الذي يصف البعض أحاسيس البيضاويين بأنها مجرد انطباعات خاصة، والحال أن أشرطة عدة وثقت لاعتداءات بدنية غايتها السرقة نهارا بالشارع العام، تعرض لها ضحايا دون أن يجدوا من يخلصهم من قبضة المجرمين، دون أن يلغي ذلك بالفعل تدخلات المصالح الأمنية في حالات أخرى لإنقاذ المواطنين من سيناريوهات دموية، هذا في الوقت الذي أفادت مصادر أمنية على أنه جرى تحديد هوية بعض الأشخاص الذين وضعوا صورا لهم على موقع التواصل الاجتماعي فيما يسمى ب «التشرميل».