لا يجادل اثنان في المجهودات الكبيرة التي تُبذل من أجل الإقلاع وتنمية أقاليم البلاد الجنوبية وكل مايرتبط بالعنصر البشري في مجال التعليم والصحة والأمن دون إغفال الجانب الحقوقي وخلق مجموعة من الفضاءات والمرافق الخدماتية للتنشئة الاجتماعية للنهوض بالمجتمع، وتحديدا بمدينة العيون التي أصبحت نموذجا يحتذى به على مستوى البنية التحتية رغم النمو الديموغرافي والعمراني المتسارعين في ظل التجهيزات الأساسية التي تعرفها المدينة. لكن بعض النقص لايزال يحيط بكثير من النقط السوداء بمختلف أرجاء المدينة وتنتظر دورها في الاستفادة من هذا الإقلاع، نذكر منها على سبيل المثال الحصر ، محلات الحرفيين خاصة النجارة والحدادة وكل ما يرتبط بوسائل النقل المنتشرة في مختلف الأحياء في انتظار خلق حي صناعي تلتئم فيه كل المكونات الحرفية، و تعفّن المياه العادمة بآخر نقطة من وادي الساقية الحمراء التي تحتاج إلى محطة للمعالجة للحد من تلوث البيئة وتسرب المياه الملوثة إلى آبار المنطقة الفلاحية بفم ، وكذا انعدام سوق أسبوعي وأسواق نموذجية للحد من ظاهرة انتشار العربات اليودية والفراشة ومحتلي الملك العام، وكثرة المظلات المتلاشية المثبتة فوق كل المتاجر المختلفة الأشكال والتي أصبحت تخدش المنظر العام لجمالية المدينة، إذ يمكن فرض توحيد أشكالها ولونها لتناسب اللون البرتقالي المراكشي الذي تتميز به مدينة العيون في شكل متناغم وبديع . ويبقى شارع عمر المختار المعروف بشارع طنطان المتفرع عن شارع السمارة ومدار شارعي مزوار ورأس الخيمة الذي تعيش ساكنته حالة من الفوضى والارتباك خاصة في الفترة المسائية حيث تنتشر الأسماك إلى جانب الدجاج المذبوح ومختلف أنواع السلع والملابس الجديدة والقديمة، ومما يزيد الأمر تعقيدا تواجد سوق عشوائي لبيع السيارات المستعملة و المعروف ب ( دفنت ) حيث تكتظ أغلب الأزقة المتفرعة بالسيارات ومالكيها في شكل حلقات هنا وهناك دون مراعاة لحرمة أرباب المحلات التجارية وطمأنينة الساكنة! إنها فقط إطلالة قصيرة على الحالة المزرية التي تحتاج إلى إرادة قوية وجريئة لكل الجهات المعنية والمصالح المتداخلة لمسايرة الانجازات الكبيرة والنهضة الكبيرة التي تعرفها مدينة العيون في أفق تدشين مشاريع ومرافق مهمة لفائدة الساكنة .