تناقلت مصادر في أروقة القمة العربية في دورتها الخامسة والعشرين المؤمل عقدها غدا في الكويت، بأن اتفاقا غير معلن تم على ألا يتم بحث الخلافات الخليجية خلال القمة ، وأن الموضوع السوري سيكون الأبرز سياسيا. وسيلقي الممثل الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي بيانا أمام القادة يعرض فيه كل الخطوات التي اتخذت لحل الأزمة والمعوقات التي تعيق كل خطوات التقدم إلى الأمام. ويرى مراقبون أن الدبلوماسية الكويتية نجحت في «فرملة» التصريحات التصعيدية من كل الأطراف في ما يتعلق بالأزمة الخليجية، وأنها ترى أن القمة مناسبة تمهيدية للحل وليست مكانا له خاصة أن ازدحام جدول الأعمال بالقضايا العربية لن يترك وقتا للتفرغ لموضوع إقليمي بعينه إضافة إلى أن خصوصية الوضع في الخليج تفترض حلا من داخل البيت الخليجي من دون تشريع الأبواب أمام الجميع للتدخل. وجسد أجواء هذا المناخ، الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء الكويتي السابق، الذي ضم ديوانه أمس في قصر الشويخ مجموعة من الإعلاميين. ويحاول الشيخ ناصر نقل موضوع الخلاف الخليجي من إطاره الإعلامي إلى إطاره المؤسساتي، رافضا الإسهاب في الحديث عن قضية سحب السفراء رغم عشرات الأسئلة التي ركزت عليها، مذكرا بأن للبيت الخليجي أصولا وقواعد وأعرافا تحميه، وأن التحفظ في مسارات الحل أحد هذه القواعد. وفيما حفل الفضاء السياسي الكويتي أمس بتصريحات سبقت وواكبت اجتماع وزراء الخارجية العرب، فقد غص الفضاء الإعلامي بإشاعات من كل نوع؛ من سيأتي ومن سيمثل بلاده ومن انسحب. ولم يتسن التأكد من هذه الإشاعات، «فالمعطيات تتغير والمفاجآت واردة» حسب تعبير وزير كويتي رفض ذكر اسمه، والأمر الوحيد الأكيد أن دولة الإمارات ستتمثل بحاكم الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي، كما تأكد أن مصر ستستضيف القمة المقبلة. وكان رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم قد أكد أمس أن الأجواء ملبدة، إلا أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد جدد مطالبة السلطات السورية ب«الكف عن شن الهجمات ضد المدنيين ووقف الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان».