جلسة مع رشيد فكاك، من مؤسسي 23 مارس، ممتعة وشيقة نظرا لتدفق وسلاسة الحديث عن الأحداث واللقاءات والأشخاص، كان نشيطا في الحركة التلاميذية ودينامو الحركة، يحكي في هذا الحوار عن كيف انخرط في النضال التلاميذي ، ومشاركته وتحركه داخل التنظيم النقابي التلاميذي, وكيف كان يطبع المناشير ويوزعها، وحكى لنا كيف تم اخراج علال الازهر والسرفاتي الى الجزائر متجهين الى فرنسا، كما حضر مؤتمر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب باسم الشبيبة الاتحادية مسؤولا عن الدارالبيضاء ، طلب منى في هذا اللقاء عدم التطرق الى مجموعة من الأحداث والأسماء, لأنها ستكون مبتورة عن الأحداث والوقائع ، وسترى النور بشكل مدقق في كتاب. { إحكي لنا عن تجربتك داخل تجربة 23 مارس؟ تجربة 23 مارس,احدى محطات جيل الاستقلال ، لما وقعت المقاومة والمطالبة بالاستقلال ، ونفي محمد الخامس ورجوعه ، كنا في تلك الفترة أطفالا ، 5-6 سنوات ، لما جاءت الستينات, اجتزنا التعليم الابتدائي والتحقنا بالاعدادي والثانوي ، اذا بي وجدت نفسي في 23 مارس 1965 في ثانوية مولاي عبد الله بالدارالبيضاء ، وانا داخل الثانوية كان التدريس والانشطة الموازية لها تأثير خاص بالنسبة لي ، مثل المسرح, مؤطرين من طرف أشخاص متخصصين جلهم فرنسيين ، ووجدت في ثانوية مولاي عبد الله مجلة شهرية اسمها " يقظة " يكتب التلاميذ في هذه المجلة ، وكانت وداديات التلاميذ, وكنا نرشح التلاميذ الذين يمثلون في مجلس الادارة ، وكانت مطبقة من طرف الفرنسيين ، ووجدت تنظيمات الحزب الشيوعي المغربي والشبيبة الاتحادية ، اما عن طريق بعض الاساتذة المغاربة او عن طريق فرنسيين مثل " غي مارتيني " المؤرخ الفرنسي الشهير الذي عاش في المغرب وكان صديق المهدي بنبركة ، وكان يتكلم معنا عن الحركة الوطنية ، ومن بين الاساتذة المغاربة الذين تتلمذت على يديه الاستاذ نجيب الدويب,من الحزب الشيوعي المغربي والأستاذ الغازي الذي تعرفت عليه في سطات, وأستاذ من السودان يدرسنا العربية وعلمنا الشعر بالرغم من ان توجهي كان علمي باكلوريا رياضيات ، وكان مارتيني يعلمنا المسرح " غاليلي " للمسرحي بريشت ,كانت تعطى للبحث العلمي قيمته ومقاومته للكنيسة ، ومحاكمة غاليلي ، الذي قال ورغم ذلك فإنها تدور. كنا نذهب الى المسرح البلدي مع الاستاذ ، حيث شاهدت مسرحية الطيب الصديقي ومسرحيات فرنسية ، وكنا نمتطي الطوبيس من الداخلية الى المسرح بدرهم تقريبا . في سنة 1964 مثلا,ذهبنا لنشاهد مسرحية واثناء عودتنا في الليل وجدنا حي بولو مطوقا بالامن والشاحنات ، فلما سألنا ، قالوا لنا ان هناك مصادمات ومواجهات مع شيخ العرب ، في تلك الاثناء ما نزال تلاميذ ، وكنا نشاهد سيارات الامن وبراجات من اجل البحث عن شيخ العرب , ومن بعد سأعرف الدار التي كان فيها شيخ العرب ، ومن المصادفات ، في التسعينيات ، ان الدار الذي يسكن فيها او بجانبها الفنان والممثل صلاح الدين بنموسى هي التي كان يقطن بها شيخ العرب . هذه الأحداث ليست مرتبطة بتحاليل سياسية كبرى ولكن أحداثها ومشاهدتها تترك بصمات في شخصية الانسان . كشاب, لما جئت الى ثانوية مولاي عبد الله 64-65-1966 ، كانت هناك مناقشات سياسية وبدأنا في التعرف على مجموعة من الاشخاص ، وداخل الوداديات كنا نناضل ونحتج على أوضاعنا اما في الداخلية او في المؤسسة . { ماهي المسؤولية التي كانت عندك في تلك الفترة ؟ في تلك الفترة كنت نشيطا داخل الحركة التلاميذية ، ونشاطي وتحركي أدى بي الى طردي من الداخلية في سنة 1976_1977 ، وفي تلك الفترة تعرفت على أحد المنتمين الى الحزب الشيوعي المغربي, وقد رافقته, وكان هناك شخص اراد ان نأسس خلية تابعة الى الحزب الشيوعي ، واثارني احتياطه الامني ، اجتمعنا ولم ابق معهم لانني كنت ميالا الى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وبدأت اهتم بالماركسية . { اين كنت في احداث 23مارس 1965 لما طوقت الدارالبيضاء وتم القمع الذي اشرف عليه اوفقير ؟ لما اغتيل الشهيد المهدي بنبركة في أكتوبر 1965 توصلنا بالنبأ كتلاميذ، اعتبرنا الاغتيال أخطر مما عشناه في 23 مارس ، بالرغم من الرصاص الذي اطلق والطوق الامني ، واعتقل أخي عبد الله في تلك الاحداث ، وكنت حاضرا أشاهد الاحداث هنا في المدينة وفي درب السلطان . في 23 مارس 1965 كان التلاميذ منظمين في لجن وكنت مشرفا على لجنة ثانوية مولاي عبد الله ، نازلين الى الشوارع ، متجهين الى ثانوية محمد الخامس. في ذلك التجمع كان من قرر النزول الى المدينة أو الذهاب الى النيابة المتواجدة في الزرقطوني او الذهاب الى العمالة . وتدخل الامن في ملتقى شارعي 2 مارس والزرقطوني واصبحنا مجموعتين ، مجموعة الاولى نزلت الى المدينة وهنا وقع ما وقع ، تم حرق الصيدلية ومركز البوليس ، اخي شاهد هذه الاحداث، وأقول بأن التلاميذ لم يقوموا بتلك الافعال . وفي صباح يوم الثلاثاء نزلنا لدرب السلطان ، الحقيقة هو اننا تجوزنا بالرغم من ان التلاميذ هم من بادروا الى الخروج الى الشارع . كانت تلميذات شوقي وفاطمة الزهراء وتلاميذ محمد الخامس والخوارزمي ومولاي عبد الله ينسقون فيما بينهم ، كان قداف والرناني وحرزني ومحجوبي وتيريدا وأخت السمهري ... وأسباب احتجاجنا هو رفع مذكرة ارسلها وزير التعليم تقرر طرد كل من كرر ووصل 18 سنة وكان تضامننا مع اخواننا الكبار. في البداية, كان أمن الدارالبيضاء هو المشرف يوم التظاهرة أي الاثنين ، وعشت شخصيا مشكل المرور من محمد الخامس الى مولاي عبد الله مساء ، بالقرب من القصر الملكي تم توقيفى من طرف البوليس ونحن 3 تلاميذ عائدين إلى داخلية مولاي عبد الله ، طلب منا بطائق التعريف وكنا نتوفر على بطاقة تلاميذ داخلية مولاي عبد الله ، سألونا هل كنتم في المظاهرة ، قلنا لهم نعم ، فأمرونا بالذهاب الى الداخلية .هذا ما يفسر بعد يوم من تدخل أوفقير ولم يعد أمن الدارالبيضاء هو المشرف بل الجيش . شاهدت شخصيا يوم الثلاثاء مساء في درب السلطان ، مدرعة صغيرة لرفع المتاريس التي وضعت، ووجدت أعمدة ساقطة في الطريق وأقول شخصيا ليس من فعل التلاميذ ، هذا شاهد اثبات ،واتساءل هل كانت هناك اضرابات عمالية ام شئ من هذا القبيل ، والى حدود الآن لم يجري بحث دقيق ، هل الطبقة العاملة عملت إضرابات وخرجت ام ماذا ؟ نحن تلاميذ كانت مطالبنا مشروعة , لا علاقة لنا بإضرام النار في الحافلات ، شاهدت في كراج علال مجموعة كبيرة من الحافلات محروقة ، تحول الاحتجاج من سلمي للتلاميذ الى احتجاج اختلط فيه الحابل بالنابل ، و هذا لا ينفي التجاوزات الخطيرة التي اشرف عليها اوفقير . { هل شاهدت حالات وفاة ؟ انا لم أشاهد ولكن أختي ، حكت لي ، حينما كانت تبحث عن أخي المعتقل الدكتور عزيز فكاك، اعتقل قبل تدخل اوفقير بيوم مع العشرات ووضعوا في المعرض الدولي ، لم يرجع اخي الى الداخلية، اضطررت التنقل الى الاسرة من اجل التبليغ عن عدم رجوعه الى الداخلية . في الصباح ستذهب اختي مع ابنها حكيم 6 سنوات ,ذهبت إلى درب السلطان من اجل البحث عن عزيز اخي ، والبحث عن جثته في عين الشق ، وقد منعوني من مصاحبتها ، شاهدت مع ابنها الصغير احد المنازل تعرضت للقصف ، واغمي على ابن اختي لما رأى ذلك المنظر . في 1965_1966 تعرفت على محمد المحجوبي، لانه طرد من داخلية ثانوية محمد الخامس ، وجاء الى ثانوية مولاي عبد الله ، وبدأنا في حديث عن 23 مارس وبقينا اصدقاء ، تعمق عندي الوعي الماركسي وهي قناعة شخصية . { من كان مزودك بالكتب في تلك الفترة ومن كان موجهك وحاضنك فكريا؟ كنت أذهب الى قنصلية الاتحاد السوفياتي بدرب غلف ومجلدات لينين وستالين اخذتهم منها ، والاخ تيريدا كان يذهب الى قنصلية الصين الشعبية من اجل التزود بالكتب ، ولم يكن هناك انتباه من طرف المخابرات المغربية ، وفي تلك الفترة كانت المكافح والتحرير وكنا نقرأهم داخل الثانوية من بعد جريدة الاهداف للمرحوم القرشاوي . في سنة 1966 عملنا اضرابا في الثانوية احتجاجا على اعتقال محمد الحلوي رئيس الاتحاد الوطني للطلبة المغرب ، وفي الثانوية شرعوا في تدشين ملاعب لكرة التنس مباشرة بعد اغتيال المهدي بنبركة وشرعوا في دعوتنا الى التظاهرة, لانه سيشرف عليها وزير التعليم والشبيبة والرياضة ووزير الداخلية أوفقير ، بعد اجتماعنا كتلاميذ قررنا ان لا نحضر بسبب حضور وزير الداخلية, لانه اغتال الشهيد المهدي بنبركة ، وجاء الوزراء الثلاثة لحضور تدشينات ملاعب التنس ولم يحضر التلاميذ . { فترة خارج الثانوية والشروع في العمل ، كيف بدأت؟ ذهبت الى بركان للعمل في شركة " كومابرا " للقطن ، اشتغلت سنة وسط الطبقة العاملة، وسأسجن نصف شهر في سجن وجدة ، بسبب محاولة حرق ثلاث معامل تابعة للشركة . رجعت الى الثانوية وبدأ لقائي مع المحجوبي, أدى نقاشنا الى حلقة الماركسية اللينينية ، التي ضمت أحمد حرزني، المحجوبي ، تيريدا ، فكاك . .. ادت الى تأسيس 23 مارس 1970 . وكنت انتمي الى الشبيبة الاتحادية، ومثلتها سنة 1969 في تحضير المؤتمر الثالث عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب كمسؤول عن الدارالبيضاء ، وحضرت الصراع القوي بين جناحي الطلبة الاتحاديين ، جناح عبد اللطيف المانوني وجناح محمد الخصاصي . وكان حاضرا عن حلقة فاس محمد المريني ، محمد الحبيب الطالب ، مصطفى مسداد و السمهري في المؤتمر ، وتدخل المرحوم عبد الرحيم بوعبيد والقى مداخلة ، وكان النقاش هل الاتحاد الوطني يمثل الطلبة الاتحاديين, ام يمثل من طرف الفصائل الاخرى، وكان جناح الخصاصي راديكاليا . قبل تأسيس 23مارس حلقة الدارالبيضاء, أقمنا اول حركة جماهيرية بمناشير طبعت بنقابة الاتحاد المغربي للشغل, وكان اضراب شامل في جميع المؤسسات التعليمية بالدارالبيضاء ، في فترة محاكمة مراكش 1969 ، وحالة الاستثناء ، واعتقلت وقلت للأمن انني انا من طبع المناشير ووزعها، وذهبوا عند الحارس العام المعروفي ، وكانوا سيقدموننا الى المحاكمة ، وبعد نقاش تم اطلاق سراحنا . بعد مؤتمر 13 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بشهور تم توحيد الحلقات ، حلقة الدارالبيضاءوفاس وحلقة أسيدون وعبد اللطيف الدرقاوي ، ثلاث حلقات توحدت وتأسست منظمة 23مارس 1970 . { من كان المشرف عن هذا التأسيس ؟ ومن كان وراءه ؟ أنا كنت في الشبيبة الاتحادية انسق مع مصطفى بن اسماعيل ومحمد الحلوي من بعيد عن طريق ابن أخته, لانه كان معي من المعتقلين . { بعد تأسيس 23 مارس 1970 ,هل قدمت استقالتك من الشبيبة الاتحادية ؟ لا لم أقدم استقالتي ، في 23 مارس خرجت من الكلية ، ودخلت الى معمل كوسيمار من أجل الارتباط بالطبقة العاملة كمسؤول داخل منظمة 23 مارس باللجنة التنظيمية بالدارالبيضاء, مشرفة على الاساتذة والطبقة العاملة والموظفين ...كان القطاع التلاميذي والطلابي له تنظيم آخر, المسؤول عنه هو تيريدا وأخي أحمد فكاك ومحفوظي الطاهر وسيعتقلوا سنة 1973 ، سأعود الى اعتقالهم والى القطاع التلاميذي كمسؤول. في تلك الفترة كان المسؤولون المباشرون هم صلاح الوديع وملوك طه .. وكنت أنذاك في المكتب السياسي وهو غير معروف عند الأمن ، وبعد خروج الرفاق علال الازهر وكرفاتي الى الجزائر ثم فرنسا سيغادر البقية المضطهدين من البوليس وهم المحجوبي ، علال الازهر ، كرفاتي ، مصطفى مسداد، الحبيب الطالب ، محمد المريني ، عبد الصمد بلكبير ، رشيد فكاك . اربعة خارج وأربعة في الداخل، وكان الكرفاتي متابع غيابيا بالمؤبد والازهر كذلك متابع ونفس الشيء عبد الصمد بلكبير ، بقيت الوحيد الذي يتحرك في المغرب ومع الرفاق في الخارج . واستقلت من المنظمة في أبريل 1974 . { ماهي الاسباب التي أدت الى استقالتك من منظمة 23 مارس ؟ هناك اعتبارات كثيرة ، واختلاف في الخط السياسي بصفة عامة ، واختلاف حول القضية الوطنية ، وكنت أعتبر الخط اليميني داخل الحركة الماركسية وكنت أقول الصحراء مغربية والخط الأخر للرفاق الذي يقول بأن الصحراء المغربية لكن ضد النظام القائم ، في حين انا كنت اقول الصحراء مغربية في هذا النظام ، وكتبت وثيقة نوقشت في اللجنة الوطنية ل 23 مارس ورفضت ، وكنت أعتبر موقف رئيس الدولة موقف وطني ، كنت وضعتها بين مزدوجتين ، وفي اعتقالي بدرب مولاي الشريف كانت تحقيقات عن وضع وطني بين مزدوجتين . { كيف عشتم أحداث مولاي بوعزة 1973 كمنظمة، هل لكم علاقة بها هل كنتم على اطلاع بافرادها .. لم يكن عندنا ارتباط بأحداث مولاي بوعزة، حتى الرفاق معنا مثل بنسعيد والجبلي في فرنسا ، كانوا قد انسحبوا من تيار الفقيه البصري " الاختيار الثوري " ووقع التحام داخل 23 مارس, بعد مغادرة الإخوان إلى فرنسا عن طريق الجزائر وقع التحام مع بنسعيد والجبلي, وهي التي ستؤدي في الثمانينات للاشتغال في الشرعية وتأسيس منظمة العمل الديمقراطي ، في نفس السنة 1973 اعتقل طاقمنا التلاميذي ل 23 مارس في الدارالبيضاء وطالبنا بإطلاق سراحهم وخرجنا علانية . وقد اشرف الأمن بفاس مع الدارالبيضاء للبحث عن العلاقة بين تنظيم "النواة " ومولاي بوعزة ، فخلصوا إلى ان التلاميذ لهم علاقة بالاتحاد الوطني للطلبة المغرب . { هل هذا راجع للاجهزة الامنية التي لم تكن مطلعة عن هذه المنظمات والاشخاص ، وذكرت بأن القنصليات الاجنبية كانت مفتوحة في وجه التلاميذ وغيرهم للتزود بالكتب ؟ ربما ، في اعتقادي الشخصي ، أن المخابرات الاساسية مثل الكاب 1 كان الشغل شاغل لها هو الجناح الراديكالي الذي يتزعمه الفقيه البصري، أما الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب كان المشرف عليها هو وزارة الداخلية, ولم تكن تتبعهم كثيرا ، ولم تكن لهم أخبار عن التنظيمات السرية ، الى الامام و23 مارس، لاننا حافظنا على السرية بشكل قوي رغم اعتقالات 1972 لأحمد حرزني ، انيس بلافريج ، الدرقاوي، قطبي ...وتركيز المخابرات على الجناح الاخر المرتبط بالجزائر والدول العربية ، وكان هناك عدم التنسيق بين الاجهزة المخابراتية والفرقة الوطنية للشرطة القضائية ، وهناك مجموعة من الاتحاديين منهم من مرة عند كاب ومن مرة عند الفرقة الوطنية . هناك تناقض بين الاجهزة. { ماهي أسباب الاعتقال ؟ الاعتقالات في نوفمبر 1974 والاختطافات وأعطي اسمي ، وقد كنت مختبئا مدة 3 أشهر ونصف تقريبا بشكل سري عند العائلة في الدارالبيضاء او بن أحمد ، بعد انسحابي من منظمة 23 مارس ، بعد تبادل الرسائل بين الحسن الثاني وفرانكو حول الصحراء ، كانت مواقف الاحزاب الوطنية في تلك الفترة ذهبت مع الطرح الرسمي المغربي ، وانا كنت مع نفس الطرح باختلاف 23مارس والى الامام, وكنت مختلفا معهم اختلافات سياسية فكرية ، وكان نقاش عن التراجع التاكتيكي وكنت مع الاستراتيجي . كنت ادافع عن العمل الجماهيري وليس في السرية ، كنت لينينيا ولست ماويا, وكنت اتهم من طرف الرفاق بالتروسكي . وانسحبت من مجموعة لجنة التوحيد وكانت تضم السرفاتي وعبد اللطيف زروال ...كانت حاسمة بالنسبة للقضية الوطنية . { كيف تم اعتقالك وانت كنت مختبئا مدة ثلاثة اشهر ونصف ، من بلغ بك ؟ وكيف جاء ؟ كنت أفكر في تسليم نفسي الى الامن ، وكان نقاشي مع العائلة ، لانها هي التي بقيت لي ولم أعد في اي تنظيم لكي اناقش معه ,هل اسلم نفسي ام لا ؟ وقامت العائلة بوساطات واجراءات من اجل تسليمي وطلبت شروط من اجل تسليم نفسي، الى اي حد احترمت الشروط هذا موضوع اخر ؟ هناك من اعتبرها انتحار ، وهناك من الرفاق من لم يتساءلوا يوما عن سبب الافراج عن مجموعة 36 فاس. في سنة 1975 افرج عنهم بسراح مؤقت وعدم المتابعة في المحاكمة.. وكان هناك تفاوض وانا معتقل في درب مولاي الشريف في أبريل 1975 بتهمة قلب النظام مع مجموعة السرفاتي ومن معه، بعد شهر من الاستنطاق .