في الجزائر ستة مرشحين للرئاسة التي سيجري إقتراعها في 17 أبريل المقبل . رئيس حالي وخمس شخصيات أهلها المجلس الدستوري وبث في الشروط القانونية كي تتقدم لهذا الاستحقاق الذي يجري دستوريا في حالته العادية كل خمس سنوات . خمس مرشحين وامرأة. خمس مرشحين سبق لهم أن خاضوا انتخابات الرئاسة ومرشح واحد يدخل غمارها لأول مرة . يمكن تقديم هؤلاء الستة بأكثر من طريقة . لكن في الواقع الفائز معروف سلفا والبقية مجرد «ارانب سباق» اعتادوا على لعب هذا الدور كي تسمى هذه الانتخابات بأنها «تعددية» من جهة وكي تتم تزكية الرئيس المنتخب بنسبة يدعي من خلالها بأن قاعدة شعبيته عريضة وأنه كان بالفعل محقا وهو ينتهك الدستور ويقتحم مايسمى ب «العهدة « الرابعة حتى لو كان وضعه الصحي يقعده في أحد زوايا قصر المرادية. المرشح لن يكون سوى عبد العزيز بوتفليقة الذي جاء إلى الرئاسة في ابريل 1999 بتزكية من المؤسسة العسكرية التي تمسك بخيوط اللعبة السياسية . فكما هي تصنع الرؤساء فإنها كذلك بارعة في إخراج المسرحيات ب»بطل» ينتصر بإرادتها هي على بقية الشخصيات التي تناط بها أدوار وتتاح لها «حرية»التعبير فوق الركح. ترشح بوتفلبقة اشعل موجة من الاحتجاجات بالشارع الجزائري تتسع يوما بعد يوم . وتولد عن ذلك حركة»بركات» التي تعني «كفى» ينخرط فيها أحزاب وهيآت ومؤسسات إعلامية وشخصيات من أساتذة الجامعات وطلبة وصحفيين يخوضون معارك شوارع مع قوات البوليس في مظاهرات شبه يومية . معلنين أن ترشح بوتفليقة وطريقة إعداد الانتخابات هي مجرد عبث. وتضاف إلى هذه الحركة ، حركة «بركات» جبهة المقاطعين من الأحزاب وابرزهم جبهة القوى الاشتراكية التي يتزعمها أحد ابرز قادة الثورة الجزائرية الحسين آيت أحمد. خلال الثلاثة أشهر الماضية رتبت المؤسسة العسكرية على لسان ومن خلال قرارات يضع عليها بوتفليقة توقيعه رتبت كل الظروف كي يستمر بوتفليقة في الرئاسة . وضعت على رأس المجلس الدستوري أحد أتباعها . ونصبت وزير داخلية جديد لتتحكم في سير الانتخابات وأجرت تعديلات في مناصب عسكرية ومخابراتية تنسجم مواقف من تم تعيينهم مع قراراتها. وسعت إلى ترسيخ خطاب يتلخص في أن عبد العزيز بوتفليقة رئيسا يعني الاستقرار ودونه سيتم الزج بالبلاد في متاهة العنف والتفكك والفوضى. ولأجل أن تترسخ هذه المعادلة لدى الرأي العام عبأت المؤسسة العسكرية منابر إعلامية ومنظمات وأحزاب أطلقت العنان لخطاب يتمحور حول أنه لولا سياسة رئيسها خلال العشرين سنة الماضية لحط الربيع العربي رحاله ببلاد «المليون ونصف المليون « شهيد وكانت حالتها مثل ليبيا أو....سوريا. وليس مصادفة في أن ينعث رئيس الحملة الانتخابية لبوتفليقة عبد المالك سلال الربيع العربي ب»الحشرة» . المثير أن الجزائر تعد البلد العربي الوحيد الذي أعادت ترشيح رئيس ماقبل الربيع العربي إلى استحقاق مابعده بالرغم من أن الشارع الجزائري قام بمظاهرات واحتجاجات بهدف الاصلاح السياسي والمؤسساتي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة للقطع مع أساليب نصف قرن من المرشح الوحيد والحزب الوحيد حيث الكلمة الفصل للمؤسسة العسكرية . لكن بذل أن يتم تعديل الدستور والاستجابة للمطالب الشعبية وإجراء انتقال ديمقراطي هاهي «حليمة» تتشبث بعاداتها القديمة التي تحمي امتيازات وريع اقتصادي وتصرف في مداخيل المحروقات التي تقدر بمئات المليارات من الدولار . لقد كشفت العهدة الثالثة لبوتفليقة عن ملفات فساد واسعة في العديد من القطاعات والصفقات والمشاريع أبطالها وزراء ورؤساء مقاولات عمومية ومدراء ابناك . وبموازاة ذلك تعمقت أزمات السكن والصحة والشغل ... إلى درجة أنه تم تغييب الحصيلة الاقتصادية والاجتماعية التي حصدها بوتفليقة في هذه الولاية . كما أن ولايات عدة تعيش فوق صفيح ساخن أبرزها ولاية غرداية التي تشهد منذ مدة مواجهات عنيفة أدت إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح المئات ونزوح العديد من العائلات . هي إذن انتخابات مغلقة الفائز فيها معروف سلفا . وبقية المترشحين يلعبون نفس الدور الذي انيط بهم كي يظل بوتفليقة في سدة الحكم رئيسا ربما مدى الحياة. بوتفليقة : المرشح الفائز مسبقا لم يقض رئيس جزائري في سدة الحكم أكثر منه سنوات و... عهدة. ولم ينازع الحقل السياسي والرأي العام في ترشح رئيس كما هي اليوم ردود الفعل. إنه عبد العزيز بوتفليقة الذي جاءت به مؤسسة العسكر إلى قصر المرادية في سنة 1999 . ومن سنتها رأت فيه مرشحها وصمام أمانها وسياج تكناتها حتى لاتطال مصالحها وامتيازاتها وحصانتها يد غير متحكم فيها. كلف بوتفليقة نفسه مشقة مابعدها مشقة كي يضع بنفسه ملف ترشيحه لدى المجلس الدستوري . وبذل جهودا كبرى طولها 15 ثانية كي يفوه بست كلمات وهو موضوع على كرسي أمام رئيس المجلس تحت حراسة طبية مشددة وفيلق من الحريصين على توازنه أمام الكاميرا. عمره 77 سنة ، كان مسقط راسه بمدينة وجدة في أحد ايام مارس من سنة 1937 وقبل أن يتم سن ال 19 سنة التحق بصفوف جيش التحرير. وأشهرا بعد ذلك تم إيفاده إلى الحدود الجنوبية للبلاد لقيادة «جبهة المالي» التي جاء إنشاؤها لإحباط مساعي النظام الاستعماري الذي كان هدفه تقسيم البلاد و من ثمة أصبح يعرف باسم «عبد القادر المالي». وغداة الاستقلال ,تقلد عبد العزيز بوتفليقة العضوية في أول مجلس تأسيسي وطني, ثم تولى منصب وزير الشباب و السياحة ليكون بذلك أصغر وزير في أول حكومة جزائرية بعد الإستقلال. وفي سنة 1963 تقلد العضوية في المجلس التشريعي قبل أن يعين وزيرا للخارجية في نفس السنة وهو في ال 25 من عمره. عندما تم الانقلاب على الرئيس أحمد بنبلة في سنة 1965 إختار بوتفليقة الاصطفاف إلى جانب الهواري بومدين ليظل أحد أدرعه الدبلوماسية وسنده في أجهزة الدولة وتنظيمات الحزب الوحيد جبهة التحرير .وعندما وافت المنية الرئيس بومدين كانت عين بوتفليقة منصبة على إستخلافه . لكن صراعات الاجنحة عصفت به ليتوارى عن الأنظار السياسية ويشتغل بأحد دول الخليج كمستشار قبل أن يحقق له العسكر الجزائري ذلك الطموح الذي راوده قبل عقدين من الزمن ويوفر له كل الامكانيات ليدخل إلى قصر المرادية سنة 1999. وفي 8 افريل 2004 أعيد انتخابه لعهدة ثانية . ولأن الدستور حدد الولاية الرئاسية في مرتين . تم إجراء تعديل لكي يترشح بوتفليقة لعهدة ثالثة وهو ماكان في أبريل 2009. وضدا على الدستور قدم ترشيحه للإستحقاق المقبل بالرغم من أن حالته الصحية لم تعد تسمح له بالحركة ولامغادرة القصر الرئاسي. بن فليس ... القاضي في عالم السياسة تدرج علي بنفليس خلال مساره المهني في العديد من المناصب السامية و التي استهلها كقاضي وختمها كرئيس للحكومة. و يعد بن فليس الذي يترشح للمرة الثانية لمنصب رئيس الجمهورية من مواليد 8 سبتمبر 1944 بباتنة و هو متزوج و أب لأربعة أبناء.وكان بن فليس قد بدأ مساره المهني كقاضي كما تولى مهام وكيل الجمهورية بمدينة مسقط راسه و نائب عام لدى مجلس قضاء قسنطينة فضلا عن مسؤوليات أخرى مارسها على مستوى وزارة العدل. و في عام 1974 غادر بن فليس سلك القضاء للإلتحاق بسلك المحاماة سنة 1983 لينتخب نقيبا للمحامين لمنطقة الشرق الجزائري ثم نقيبا للمحامين لمنطقة باتنة في سنة 1987.ذ ويعد بن فليس عضوا مؤسسا للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان و كان عضوا في لجنتها المديرة و كذا مندوبا عن منطقة الشرق الجزائري للرابطة. وبصفته محاميا دافع عن العديد من الأشخاص المتابعين بتهم جرائم الرأي بالجزائر وخارجها. و في أعقاب أحداث 5 أكتوبر 1988 عين بن فليس وزيرا للعدل في حكومة المرحوم قاصدي مرباح و هي المهمة التي استمر في توليها في حكومتين متتاليتين. وفي يوليوز 1991 استقال من الحكومة تعبيرا عن اعتراضه على إجراءات الإعتقال الإداري. و بعدها و في عام 1997 انتخب بن فليس نائبا بالبرلمان عن حزب جبهة التحرير الوطني . و في سنة 1999 استدعي لإدارة الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة حيث تم تعيينه بعدها أمينا عاما ثم مديرا لديوان رئاسة الجمهورية ثم رئيسا للحكومة في غشت 2000. علي فوزي رباعين ... طبيب الكوكبة يعتبر رئيس حزب «عهد 54» علي فوزي رباعين و مرشحه لرئاسيات 2014 أحد المترشحين الستة الذين تمكنوا من استيفاء الشروط القانونية التي تؤهله لخوض رئاسيات 2014 و ذلك للمرة الثالثة على التوالي بعد محاولتي 2004 و 2009 . رباعين من مواليد 24 يناير 1955 بالعاصمة الجزائر،متزوج و أب لطفلين و مهنته الأصلية طبيب عيون.تميزت مسيرة رباعين بالعديد من المحطات من بينها عضو مؤسس لأول رابطة جزائرية لحقوق الإنسان في يونيه 1985 و بتاريخ 27 أبريل 1991 أصبح السيد رباعين عضوا مؤسسا و أمينا عاما لحزب «عهد 54» ليعاد انتخابه في ذات المنصب شهر مارس 1998 ثم رئيسا للحزب عقب مؤتمره الاستثنائي الذي نظم في أبريل 2002 و هو المنصب الذي استمر في تقلده إلى غاية اليوم. و في سنة 2004 ترشح رباعين لأول مرة لمنصب رئيس الجمهورية ليعيد المحاولة سنة 2009 و هي التجربة التي يعتزم خوضها للمرة الثالثة في رئاسيات 2014. لويزة حنون ... توابل الرئاسيات تعد الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون التي انتخبت نائب بالمجلس الشعبي الوطني اربع مرات احدى المترشحات لرئاسيات 17 أبريل القادم بعد أن تمكنت من استيفاء الشروط القانونية وذلك للمرة الثالثة على التوالي بعد 2004 و2009. و قد شاركت السيدة حنون و هي من مواليد 1954 و منحدرة من عائلة فلاحين من بلدية الشقفة بولاية جيجل فور دخولها جامعة عنابة حيث حصلت على الإجازة في الحقوق في إنشاء مجموعة النساء العاملات لتجعل من مسألة النساء و تفتحهن كفاحا سياسيا و عاما. وبدأت حنون مشوارها المهني في التعليم وهذا فور حصولها على شهادة البكالوريا قبل أن تلتحق بقطاع النقل الجوي لتمويل دراستها الجامعية. و قد تم طردها من العمل لنضالها من أجل الحرية النقابية واستقلالية الإتحاد العام للعمال الجزائريين ليعاد إدماجها و تحويلها إلى الجزائر العاصمة سنة 1980 بعد شهور من النضال. و بالجزائر العاصمة التحقت المترشحة بالمنظمة الإشتراكية للعمال في السرية ليتم توقيفها سنة 1983 ثم مرة أخرى سنة 1988. وفي 1989 و بعد الإعتراف بالتعددية الحزبية انتخبتها قيادة المنظمة الإشتراكية للعمال ناطقة رسمية و هي المهمة التي أقرها المؤتمر التأسيسي لحزب العمال في ماي 1990. و قد شغلت هذا المنصب إلى غاية انعقاد المؤتمر الخامس في أكتوبر 2003 لتنتخب بعده أمينة عامة لحزب العمال. وقد قدمت حنون ترشحها الأول لرئاسيات 1999 بحيث رفض ملفها من قبل المجلس الدستوري لتعيد الكرة من جديد سنتي 2004 و 2009. موسى تواتي ... محترف الترشح هي المرة الثالثة على التوالي التي يترشح فيها رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي لمنصب رئيس الجمهورية بعد محاولتي 2004 و2009 . تواتي من مواليد 03 أكتوبر1953 ببني سليمان ولاية المدية متزوج وأب لثلاثة أبناء . التحق تواتي بمؤسسة الجيش ليتدرج بعد ذلك في وظائف مختلفة بداية من الجمارك ووزارة السكن والشركة الوطنية للابحاث المنجمية .ثم عمل في سلك الأمن الوطني. وفي يونيه 1999 أسس تواتي الجبهة الوطنية الجزائرية وأنتخب أنذاك رئيسا للحزب ولازال يرأسه إلى اليوم . عبد العزيز بلعيد ... لأول مرة رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد أحد المترشحين الست لرئاسيات 17 أبريل القادم الذين وردت اسماءهم في القائمة الرسمية . لأول مرة يتقدم كمرشح للرئاسيات ولد عبد العزيز بلعيد في 16 يونيه 1963 ببلدية مروانة ولاية باتنة وهو متزوج وأب لخمسة أطفال وحاصل على دكتوراه في الطب وشهادة الإجازة في الحقوق و شهادة الكفاءة المهنية في المحاماة. انخرط وعمره 23 عاما في صفوف جبهة التحرير الوطني حيث انتخب عضوا في لجنتها المركزية. كما انتخب عضوا في البرلمان المجلس الوطني الشعبي لولايتين. واستقال من صفوف جبهة التحرير الوطني في 2011 ليؤسس رفقة مجموعة من الاشخاص في فبراير 2012 حزب «جبهة المستقبل».