إذا كان المتتبعون يرجحون كفة الرجاء للفوز على النادي القنيطري لحساب مؤجل الجولة السابعة عشرة، فإن لا أحد كان يتوقع أن تصل حصيلة الأهداف إلى خمسة، هذه الخماسية النظيفة تعاقب على تسجيلها كل من مابيدي (د 23)، الراقي (د 27) الصالحي (د 42 و 62) ومتولي من ضربة جزاء في الدقيقة 57. ولعل هذه الحصة من الأهداف تؤشر على ضعف الحارس عبد الرحمان الحواصلي، لكن هذا الحارس كان متألقاً، وتصدى لعدة محاولات سانحة للتهديف صنعها لاعبو الرجاء الذين استأسدوا، وكان الأقوى فوق رقعة الميدان بفضل النهج التكتيكي للمدرب فوزي البنزرتي المتأسس على خطة (1 / 2 / 4 / 3) وهو الأسلوب الذي أحسنت العناصر الرجاوية تنفيذه بشكل ناجع، عندما رفعت الإيقاع واعتمدت على الكرات الطويلة عبر الجهتين اليمنى واليسرى، وعبر الاختراق من الوسط، ليتأكد أن قوة الرجاء تكمن في الدور الذي يلعبه القادمون عن الخلف (الهاشمي الكروشي كوكو الراقي)، وهو رباعي يضفي زيادة عددية خلال الهجومات المنظمة لفريق الرجاء البيضاوي الذي عرف كيف يكتسح رقعة الملعب، ويصنع الاحتفالية بمناسبة الذكرى 65 لتأسيسه. فريق النادي القنيطري العائد بانتصار من الحسيمة فاجأ كل المتتبعين بحضوره الباهت، حيث لم يحسن الانتشار فوق رقعة الميدان، وكان دفاعه مفككاً ومرتبكاً، ولم يقم مهاجموه بالدور المنوط بهم، ذلك أن العمق الهجومي كان مفقوداً. هزيمة النادي القنيطري بحصة ثقيلة تؤكد أن التفوق الكبير لفريق الرجاء على كافة المستويات، وهو التفوق الذي اعترف به المدرب عبد الخالق اللوزاني، عندما اعتبر في تصريحه النتيجة عادية جداً، وعزا ذلك إلى العياء الذي عانى منه اللاعبون، جراء السفر إلى الحسيمة، ومبالغتهم في احترام الفريق الخصم، وأضاف بأن لاعبي الكاك افتقدوا للحرارة المطلوبة خلال هاته المواجهة. المدرب البنزرتي عبر عن ارتياحه للمردود التقني، واعتبر الفوز مؤشرا على تحرر اللاعبين من كل الضغوطات، ونفى أن يكون فريق الرجاء غائب عن التنافس على اللقب، في إشارة إلى الدفاع عن حظوظه في الحفاظ على ذرع البطولة الذي بحوزته. ثلاثة انتصارات متتالية في ظرف أسبوع، وتسجيل تسعة أهداف في مبارتين متواليتين، رسالتان قويتان أرسلهما فريق الرجاء البيضاوي على أنه في أفضل حالاته، وأنه من بين أقوى المرشحين للتنافس على اللقب المفضي إلى العالمية. فوز الرجاء في المؤجل على حساب الكاك جعله يرتقي إلى الصف الخامس برصيد ثلاثين نقطة، وستكون رحلته إلى سلا بعد غد الأحد لمنازلة الجمعية بحثاً عن فوز جديد، فيما تجمد رصيد الكاك في 27 نقطة، وسيكون في استقبال الفتح الرباطي لحساب الجولة الثانية والعشرين، ولعل رصيده من النقط يجعله في موقع آمن بشكل مبكر.