خلال عشر دقائق فقط استأسد فريق الرجاء البيضاوي نتيجة، واستسلم الوداد الفاسي عطاء، فخلال المساحة الزمنية الفاصلة بين الدقيقتين الثلاثين والأربعين سجلت العناصر الرجاوية أربعة أهداف، تناوب على توقيعها كل من محسن ياجور في الدقيتين 30 و36، وفيفيان ما بيدي في الدقيقتين 34 و40. فريق وداد فاس حاول أن يبدي مقاومة كبيرة مع انطلاق المباراة. لكن هذه الاستماتة لم تدم سوى نصف ساعة من الزمن، لتستقبل شباكه سيلا من الأهداف، يتحمل مسؤوليتها تفكك الدفاع، وارتباكه، وهذا أمر طبيعي أمام المد الهجومي للعناصر الرجاوية التي برهنت عن تفوقها طيلة أطوار المباراة. فوز الرجاء بحصة عريضة يعود للطموح الكبير لهذا الفريق في الدفاع عن حظوظه في الحفاظ على اللقب، سيما بعد إقصائه من منافسات عصبة الأبطال الأفريقية أمام حوريا كوناكري بالقدم والقلم، وكان طبيعيا أن يحول الفريق الأخضر وجهته صوب لقب الدوري، ولعل هذا الفوز سيضخ شحنة في الجسم الرجاوي، وسيرفع من معنويات اللاعبين خلال القادم من الدورات، كما أن هذا الانتصار العريض هو عنوان مصالحة مع الذات، ومع النتائج. المدرب فوزي البنزرتي أكد عقب نهاية المباراة أن ما كان ينقص الفريق هو استغلال الفرص، وتحقيق الفور، واعتبر الانتصار على الواف انطلاقة نحو تسجيل المزيد من الإيجابي، ولم يخف ضغط المباريات الذي تفرزه برمجة اللقاءات المؤهلة، لكنه استدرك بأن فريقه سيتعامل مع كل مباراة حسب خصوصياتها. من جانبه اعترف المدرب فؤاد الصحابي بقوة الرجاء، موضحا أن النتيجة عادية أمام فريق كبير، لكنه لم يقلل في تصريحه من قيمة الواف، مشيرا الى أن فريقه صمد لمدة ثلاثين دقيقة، واعتبر الهدف الأول كان له تأثير سلبي على نفسية اللاعبين الذين يعانون من ضغوطات كثيرة. ولم يخف كون الواف ظهر بصورة أفضل خلال الجولة الثانية، وكان بإمكانه زيارة شباك الحارس العسكري، وعزا فؤاد الصحابي تواضع فريقه إلى غياب ستة عناصر أساسية، وأبدى تفاؤله بمصير الفريق. الوداد الفاسي تجمد رصيده في ثلاث عشرة نقطة، ويلزمه عشرين نقطة إضافية لضمان البقاء، وهو رهان يصعب تحقيقه أمام صحوة جميع الفرق خلال الجولات الأخيرة، ما يعني بأن مخالب النزول باتت تهدد الواف بشكل يجعل مقاومته لها صعبة للغاية. فهل يعي فؤاد الصحابي صعوبة المسؤؤلية التي يتحملها، ورهان التحدي الذي حاول أن يركبه.