وجّهت السكرتارية الوطنية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش مراسلة إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، تلفت من خلالها الانتباه إلى ضعف التأطير الديني السليم للصّم المغاربة، محذرة من استغلال وسائط التواصل الاجتماعي من أجل التأثير على اليافعين والشباب الذين يعانون من إعاقة سمعية، الأمر الذي قد يؤدي بهم إما إلى التشيّع أو إلى التطرف، بالنظر إلى «الخدمات» التأطيرية تحت مسمى الدين الممنوحة لهم من طرف بعض المواقع في هذا الصدد. الجمعية أكدت عبر مراسلتها على أنها ومن خلال اشتغالها الميداني الممتد لأكثر من 10 سنوات، في مجالات تعزيز وترسيخ قيم التعايش واحترام الغير والتعدد والاختلاف، لمواجهة كل أشكال الغلو والتطرف، ومساهمة منها في تمنيعالمجتمع المغربي ضد آفة الإرهاب؛ قد لاحظت بان هناك فئة من المغاربة يتجاوز عددها المليون مغربية ومغربي، بناء على إحصائيات لوزارة الصحة التي تحدد نسبة الصم في 4.1 في المئة من المغاربة، محرومة من تأطير ديني وتنشئة إسلامية سليمة، تنسجم واختيار المغاربة منذ أربعة عشر قرنا للمذهب المالكي مذهبا رسميا للدولة المغربية، إضافة إلى اختيارات الأمة المتمثلة في العقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي، حيث ظل المذهب المالكي، إلى يومنا هذا، شعارا من شعارات الدولة المغربية، يعبر عن الوحدة المذهبية الدينية والأصالة الحضارية، مؤكدة على أن هذا المذهب تحول إلى مدرسة تربوية إصلاحية ساهمت في بناء الشخصية المغربية بكل مميزاتها وخصائصها. ونبّه الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، إلى خطورة حرمان هذه الفئة العريضة من تربية دينية سليمة وصحيحة، داعيا إلى الأخذ بعين الاعتبار دورها الهام في تنشئة الأفراد في المجتمعات تنشئة صالحة تسمو بهم إلى أقصى درجات التحصن من كل ما هو سلبي، مشيرا إلى أنها تعلو بأخلاقهم وتنقي ضمائرهم، وتطهّر نفوسهم، وتنظم تفكيرهم وتصقل شخصياتهم وفق ما أملته شريعة سيد المرسلين، مؤكدا على أن هذه الفئة هي غير معنية بخطب الجمعة في المساجد، غير متمكنة من التدبر في الكتاب والسنة، والتخشع في صلواتها، والأكثر من كل هذا وذاك، أن فئة من الصم المغاربة، سيما من اليافعين والشباب، قد أضحت ومن خلال استعمالها لوسائط التواصل الاجتماعي وللشبكة العنكبوتية، عرضة لتأطير «ديني» على المقاس، إذ أصبحت هذه الإمكانية متاحة ويقوم بها متخصصون في عدد من الدول، في ظل الخصاص المسجل في هذا الباب من قبل المصالح المغربية المختصة، مما قد يؤدي لأمرين ينطويان معا على خطورة بالغة، ويتعلق الأمر إما بالتشيّع أو بالتطرف. ودعت الجمعية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، التدخل العاجل من أجل حماية هذه الفئة من المغاربة، وتمكينها من حقها في التأطير الديني القويم والصحيح، تحصينا لها ولمجتمعنا من آفة الغلو والتطرف، وما لذلك من تبعات يعلمها الجميع، يسعى المغاربة إلى القطع معها وعدم تكرار سيناريوهاتها المؤلمة.