قررت «إذاعة سوا»، التابعة لمكتب الإذاعات الدولية الأمريكية، التي سمح لها المغرب مند أزيد من عقد من الزمن البث على موجات «إف إم» معتمدة على التجربة الواسعة لإذاعة «صوت أمريكا» وعلى تجهيزتها ومنها المحطة الأرضية للبث والإرسال جنوبطنجة، أن تحتفي بشكل خاص باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل سنة. قد تبدو فكرة استطلاع رأي مستمعي راديو للاجابة عن سؤال «عشر نساء رائدات.. من تكون ملهمة العرب؟» في شكلها مبادرة إعلامية لا يشكك أحدا في «مهنية» مقترحيها وواضيعها، غير أن هذه «الاحترافية الأمريكية» في هذه الإذعة بالذات، التي تشكل جزءا من الإعلام الخارجي للولايات المتحدةالأمريكية، لا وجود لها في مضمون الاستطلاع. إن واضعي الاستطلاع دون شك، كانوا على علم مسبق أن نتيجة الاستطلاع لن تكون في المحصلة إلا في صالح الأميرة لالة سلمى، وتأكيدا لذلك حصدت الأميرة لالة سلمى على حوالي نصف أصوات زوار موقع «راديو سوا» الذين اعتبروا سموها الأكثر إلهاما لهم. بالرغم من هذا اختار «راديو سوا»، عفوا «صوت أمريكا»، مع ذلك، أن يلعب لعبة «السم في العسل»، ويحقق تسويق وانتشار أسماء أخرى على حساب الرصيد الايجابي لأخرى معتمدا على صيتها في العالم العربي لما تقوم به لصالح الانسانية. كيف لا؟، إن وجود الأميرة لالة سلمى ضمن لائحة شخصيات الاستطلاع لن يكون إلا مناسبة لإقحام الانفصالية أميناتو حيدر، التي لم تنتهي بعد من جولتها الدعائية للوثائقي «أطفال السحاب» رفقة الممثل الاسباني خافيير بارديم ، ذي النفوذ الأمريكي في هوليود، ضمن لائحة النساء العربيات العشر الأكثر ألهاما لمستمعي سوا. إن الانفصالية أميناتو حيدر، وجدت أيضا في «إذاعة سوا» دون شك امتدادات للوبي الإعلامي الأمريكي، الذي اخترقه كل خافيير بارديم الهوليودي من قبل ومعه كيري كنيدي، رئىسة مركز كينيدي لحقوق الانسان، التي جعلت من أميناتو حيدر سجلا تجاريا لها، وعثرث بداخل «إذاعة سوا» على صوت أمريكي يستفيذ من تمويل مجلس أمناء الإذاعات الدولية الأمريكية، ودعم في الكونغرس. إن «إذاعة سوا» التي تعتمد بشكل عام على الإيقاع السريع في أدائها الإعلامي مما يتناسب والشباب، رأت في «اقحام» الانفصالية أميناتو حيدر ضمن لائحة «بروفايلات» نساء مؤثرات من حيث مسارهن المهني في مجالات مختلفة، فرصة لتحقيق غاية تعرفها لوحدها وهي «التسويق» للانفصالية أميناتو حيدر وقضيتها المزعومة من خلال التأثير في الشباب المغربي مابين 15 و30سنة، الذي تركز عليه «إذاعة سوا»، كونه لم تتبلور بعد توجهاته السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية.