تلقت إدارة نادي برشلونة الإسباني ضربة موجعة من قبل الأعضاء المنخرطين في عموميته، المعروفين باسم السوسيوس، و الذين يمتلكون تأثيرا كبيراً على قرارات النادي، بعدما رفضوا مشروع تجديد ملعب النيو كامب معقل البلوغرانا. ويُعد المشروع الذي سبق للمجلس الإداري للفريق أن صوت عليه بالإجماع لتطوير الملعب التاريخي للنادي ليتماشى مع الملاعب العصرية بدلا من تشييد ملعب آخر، لتصل سعة استيعابه ل 120 ألف مقعد مع تغطية المدرجات بالكامل و مرافق إضافية أخرى، و ذلك وفق نتائج لاستطلاع رأي نظمته مؤسسة « أمبري « المختصة بطلب من بينيديتيو، احد أعضاء السوسيوس و مرشح سابق لرئاسة النادي، حيث عبر نحو 50 % من المصوتين عن رفضهم للمشروع و برروا رفضهم بارتفاع تكلفة التجديد التي بلغت قيمتها الإجمالية 600 مليون يورو ، في وقت يعاني فيه النادي من تفاقم ديونه و طالبوا بضرورة تقليص التكاليف لنيل موافقتهم و دعمهم، بينما فضل 20 % منهم بضرورة ترك الملعب الحالي كما هو بدون تجديد لأن أي تجديد سيفقده جزء من هويته التاريخية و يلتقي الطرفان في رفضهما للمشروع أي ما مجموعه 70 في المائة . و لم تيأس الإدارة الكاتالونية من الحصول على موافقة السوسيوس على المشروع كما هو بتكلفته الحالية إذ أنها لم تقتنع بنتائج استطلاع الرأي، معتبرة أنها تفتقد للمصداقية التي تجعلها تأخذها بعين الاعتبار لتحديد القرار النهائي حول مشروع كبير من هذا النوع يهم مستقبل النادي برمته و ليس فقط السوسيوس، لذلك قررت تنظيم استفتاء رسمي في الخامس من شهر أبريل المقبل يشارك فيه نحو 155 ألف عضو ، و قبل هذا الموعد ستباشر الإدارة في حملات توعية و تحسيس المعنيين بالمشاركة فيه لإقناعهم بالتصويت على المشروع و أهميته الاقتصادية و الرياضية على الفريق . و يبدو أن السوسيوس أصبحوا بمثابة معارضة حقيقية لإدارة الرئيس جوزي ماريا بارتوميو، التي ستواجه متاعب عسيرة بسببها، فنتائج الاستفتاء كشفت أيضا عن رفض السوسيوس استمرار خليفة ساندرو روسيا حتى العام 2016 مثلما يرغب هو، إذ أن عضوين من ثلاثة يطالبون الإدارة الحالية بتنظيم انتخابات مسبقة في أقرب وقت لاختيار رئيس و إدارة جديدين، حيث وصلت نسبة المطالبين بهذه الانتخابات إلى 65 % بينما يرى 35 % المتبقيين أنه من الأفضل استمرار بارتوميو حتى 2016 لتفادي أي هزات جديدة للفريق و ضماناً للاستقرار، خاصة أن الوضع الحالي للنادي متأرجح سيما مع الجدل الدائر في تعاقد النادي مع النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا وما أثارته من تداعيات على سمعة الفريق . و أكثر من ذلك فإن السوسيوس كشفوا عن تذمرهم من الأسماء التي تقود البارسا منذ العام 2003، و تعتبرها أسماء مستهلكة و الفريق أصبح يحتاج إلى وجود جديدة بأفكار أخرى تماماً مثلما حدث في 2003 السنة، التي عرفت مجيء الرئيس خوان لابورتا و نهاية جيل الرئيس نونيز. حيث صوت ما نسبته 35 % من السوسيوس على ترشيح وجوه جديدة للرئاسة، بينما توزعت نسب بقية المنخرطين بين 20 % ممن يرغبون في عودة لابورتا لرئاسة البارسا و 23 % لصالح الرئيس الحالي بارتوميو و 22 % لمنظم الاستفتاء بينيديتو. و تزامن إعلان نتائج هذا الاستفتاء مع التقارير الإعلامية الإسبانية التي تؤكد بأن عشاق برشلونة أو على الأقل نسبة هامة منهم فقدوا ثقتهم في الفريق عقب قضية نيمار و استقالة الرئيس روسيل، كما أنها تزامنت مع الخسارة القاسية التي تعرض لها زملاء الأرجنتيني ليونيل ميسي أمام سوسيداد و فقدانهم لصدارة ترتيب الدوري لمصلحة الغريم ريال مدريد. (عن موقع إيلاف بتصرف)