عبر امتداد الزمن المغربي، تبين أن للهجرة المغربية «دياسبورا - Diaspora « أوجه مشرقة ونقاط قوة عدة.. فمن حقل الإقتصاد إلى حقل العلوم إلى حقل المال إلى حقل الثقافة وحقول أخرى، ينضاف حقل الفنون كمجال حيوي قوي البصمات لهذه الفئة الإجتماعية على الإنتاجات المقدمة وعلى رأسها فن السينما. ومن داخل الدورة 15 للمهرجان الوطني للفيلم، ترسخت تلك المقولة، وأضحت معها بصمة «دياسبورا - Diaspora « المغربية متميزة على مستويات عدة، منها نقل الخبرة التقنية والفنية، ومنها تقوية مجالات التعاون الدولي، ومنها تقريب الأجيال والتعريف بهموم ومشاكل فئة اجتماعية كبيرة من سكان المغرب، تصل إلى 5 مليون مهاجر من مغاربة العالم. بالمهرجان، حضرت المغربية الجميلة المقيمة ببلجيكا فاطمة الجبلي الوزاني بفيلمها الرائع « في بيت أبي» سنة 1997، والذي فازت معه بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني، وحضرت أيضا الرائعة ياسمين قصاري بفيلم «الراكد» الفائزة بجوائز مهمة سنة 2005، وليلى المراكشي بفيلم «ماروك» سنة 2011 .. ومضى القادمون في نفس المشوار.. واليوم يحضر جيل بأفكار ومواضيع وأسلوب متميز.. يحضر المخرج محمد البدوي بفيلم «سليمان»، والمخرج حسن الغزولي بفيلم «العجل الذهبي»، وتحضر ليلي المراكشي بفيلم « روك القصبة»، والمخرج سعيد س الناصري بفيلم «كان يا مكان»، ويحضر المبدع محمد أمين بنعمراوي بفيلم «وداعا كارمن».. بصمات قوية تلك التي يلاحظها المتتبعون والنقاد لهذا الجيل الجيد من السينمائيين المغاربة.. إن على مستوى التيمات أو على مستوى الأسلوب. هنا لابد من تسجيل، أنه من جيل المخرجة فاطمة الجبلي الوزاني وياسمين قصاري إلى جيل ليلي المراكشي يستمر الحضور والعطاء والتميز. يذكر أن الدورة الأخيرة 15 الخامسة للفيلم الوطني بطنجة عرفت شريط «الصوت الخفي» للمخرج كمال كمال بالجائزة الكبرى للدورة، وتتويج فيلم «راي الظلمةش، الناطق بالحسانية، لأحمد بايدو، بجائزة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة التي ترأسها الباحث الجامعي عبدالله ساعف. ومنحت اللجنة جائزة أحسن ممثل لحسن باديدة عن دوره في فيلم «هم الكلاب» لهشام العسري، بينما تقاسمت الممثلات مرجانة العلوي ولبنى أزبال ونادين لبكي جائزة أحسن دور نسائي عن دورهن في «روك القصبة» لليلى المراكشي. كما توج الممثل سعيد مرسي بجائزة أحسن دور رجالي ثانوي في فيلم «وداعا كارمن» والممثلة فاطمة هراندي «راوية») بجائزة أحسن دور نسائي ثانوي في فيلم «فورماطاج». وحصل فيلم «وداعا كارمن» لمحمد أمين بنعمراوي على جائزة العمل الأول. وعادت جائزة أحسن سيناريو للجيلالي فرحاتي عن فيلمه «سرير الأسرار» المقتبس عن رواية الكاتب المغربي للبشير الدامون. وتوزعت بقيّة الجوائز بين جائزة أحسن صورة لفيلم «سرير الأسرار» وأحسن موسيقى لكمال كمال في «الصوت الخفي» الذي حاز أيضا جائزة أحسن صوت، بينما عادت جائزة التوضيب لفيلم «يما» لرشيد الوالي. هذا وتنافس على جوائز الدورة 15 للمهرجان الوطني للفيلم 22 فيلما طويلا، عكست تجارب أجيال سينمائية متعددة. وفي فئة الأفلام القصيرة، توّج بالجائزة الكبرى ?ريكلاج? لإدريس القايدي وهشام الركراكي. وفاز بجائزة أحسن سيناريو فيلم «اليد الثالثة» لهشام اللادقي، بينما عادت جائزة لجنة التحكيم التي ترأسها المنتج المغربي عبدو عشوبة، إلى فيلم «بطاقة بريدية» لمحاسن الحشادي. ونوهت لجنة تحكيم الفيلم القصير بفيلم «خلاص» لعبد الإله زيرات و «كنيس» لرضا مصطفى.