أصبح معروفا ومألوفا لدى سكان المنطقة الوضع الكارثي للسوق الأسبوعي للمدينة ، خصوصا كلما تساقطت الأمطار ، فالكل متفق على أنه سوق غير صالح رمز لهدر المال العام كارثة مهزلة ليس في مكانه ، وبني بدون دراسة للمكان ، إلى غير ذلك من عبارات تدل على اشمئزاز وسخط واستنكار عام من الحالة السيئة والمزرية التي هو عليها ، وسوء تسيير وتدبير شؤونه والفوضى التي يعرفها كل ثلاثاء يوم السوق الأسبوعي . بنايتا المقهى وغرفة الصلاة أصبحتا مرحاضا منذ مدة ؛ دكاكين الجزارة مازالت مغلقة منذ البداية، الأمر الذي جعل بائعي اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك يعرضون بضاعتهم بالهواء الطلق .الأرصفة الداخلية غير مستغلة ؛ يتكدس عدد كبير من بائعي الخضار بأماكن ضيقة بدون نظام أو احترام رغم المساحة الكبيرة بالمكان ، مما يؤدي غالبا للازدحام والتدافع أحيانا ، ورغم كبر حجم بوابتي السوق تتعقد فيهما حركة المرور جل الأوقات نظرا لتكدس عدد من الباعة وسط طريق البوابتين ، المفتقدتين للأبواب المكسرة منذ مدة طويلة . خارج جدرانه بالمساحة المحيطة تنتشر فوضى في وسائل النقل . وعندما تتساقط الأمطار تكون الكارثة ، فمعظم جنبات السوق تصبح عبارة عن برك مائية وأوحال وسواقي ، لتتعقد على إثرها حركة جموع المواطنين ، فإن تخطيت بركة مائية سقطت في وحل، وإن تجاوزتهما وجدت نفسك محاطا بأشكال مختلفة من السواقي ، يحكى أنها تعود لعدة أجيال خلت. فحسب من يعرف المنطقة فالسوق بني بوادي كان محيطه زراعة . ويتم وصف المنظر من طرف المواطنين بحريرة ليس كباقي الحريرات تراب وحصى وماء ممزوجة ببعض الخضر والفواكه . وهكذا تتوقف مصادر أرزاق عدد من المواطنين بسبب حالة السوق المهزلة التي تمنعهم من عرض بضاعتهم خوفا من ضياعها ، وتتكرر معاناتهم كلما سقطت الأمطار... كل هذا والمجلس البلدي لا يبالي رغم أن الأمر، ولو مؤقتا ، لا يتطلب سوى تعبيد أرضيته ، وتفعيل عمل اللجنة المسؤولة عن تنظيمه بالمجلس. لقد مرت سنوات على افتتاح السوق الأسبوعي وهو لا يزداد إلا سوءا ، ويمكن اعتباره المرآة الحقيقية لطريقة التسيير التي نهجها المجلس البلدي منذ سنين ، وللأسف الشديد لم يبادر أي مسئول محلي أو إقليمي، بالعمل من أجل وضع حد لما هو عليه ومحاسبة من تحمل مسؤولية تسيير شؤون المدينة ولم يرعاها حق رعايتها . فأين هي إذن اللجنة المكلفة بتسيير شؤون السوق؟ وأين هي لجنة المراقبة الصحية داخل السوق ؟ فهل ستصل رياح التغيير إلى مجلس تضاربت وتشابكت فيه المصالح الخاصة ؟ أم أن الأمور ستزداد تعقيدا ؟