أوضح ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن المجتمعات البشرية تمر عبر تاريخها بمنعطفات وتحولات تتفاوت في درجات ونوعية تأثيرها على تطور الأوضاع السياسية، فبعض الأحداث تأتي مدمرة لا تخلف وراءها غير الأنقاض، وبعضها يستمر مخاضها لجيل كامل، وبعضها يؤسس لانتقال سياسي في سلاسة وبأقل الخسائر الممكنة، وتلك هي حالة المغرب في سياق الربيع العربي. وأضاف أن الانتفاضات الأخيرة للشعوب العربية انصهرت في تفاعلاتها مظاهر مختلفة ابتداء من الحركات الاحتجاجية والتجمهرات الشعبية وشبكات التواصل الاجتماعي الى تدخلات خارجية، ورهانات جيو استراتيجية، وتسويات سياسية وتدابير أمنية فضلا عن القصف بالصواريخ والمدفعية، مما يجعل الحالة المغربية تتميز أساسا في هذا السياق بتجديد هادئ للنفس الاصلاحي الذي انطلق منذ عدة سنوات، وتجسيده في دستور جديد يعزز مكاسب الشعب المغربي على مستوى الحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية. جاء ذلك في معرض مداخلة ادريس لشكر ضمن الجلسة الأولى لفعاليات منتدى التحالف التقدمي العالمي الذي انعقد يومي 21 و22 فبراير الجاري بتونس. ومعلوم أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عضو مؤسس لهذا التحالف، حيث سبق لمندوب الاتحاد محمد بنعبد القادر أن وقع في مدينة ليبزيغ على وثيقته التأسيسية على هامش المشاركة في الذكرى المائة والخمسين لتأسيس الحزب الاشتراكي التقدمي الألماني في شهر ماي المنصرم، قبل أن ينضم في اجتماع لاحق بستوكهولم الى الهيأة المديرة لهذه الشبكة العالمية للأحزاب التقدمية، حيث تقرر في هذا الاجتماع إطلاق حملة دولية حول «العمل اللائق والتنمية الاجتماعية « تمر عبر عدة محطات تبدأ من تونس وتنتهي بالأورغواي، وذلك في أفق تعبئة دولية للطاقات الفكرية والنضالية من أجل مواجهة الآثار المدمرة للعولة الاقتصادية . وكان مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل الحريات والعمل ورئيس المجلس التأسيسي التونسي، قد افتتح أشغال المنتدى الذي شاركت فيه وفود من أحزاب وازنة ومركزيات نقابية من مختلف أرجاء العالم من ضمنها وفد اتحادي ترأسه الكاتب الأول للحزب وضم فتيحة سداس ادريس سالك ومحمد بنعبد القادر. الجلسة الاولى للمنتدى تركزت حول «تحديات المنطقة العربية في عالم متغير» وشارك فيها قياديون من حركة فتح الفلسطينية والحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني والحزب الاشتراكي اليمني والتكتل الديمقراطي التونسي والحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. مداخلة ادريس لشكر خلال هذه الجلسة حظيت بتجاوب كبير من لدن المشاركين، حيث استعرض فيها سبعة تحديات تواجه البلدان العربية في سياق تفاعلات الربيع العربي هي: التحدي الفلسطيني، وتحدي الوحدة الترابية، وتحدي الدولة المدنية وتحدي الانتقال الديمقراطي، ، والتحدي التنموي، والتحدي الأمني والتحدي الخارجي (سنعود إليها لاحقا). وتميزت أشغال المنتدى كذلك بالمصادقة على البيان الختامي وعلى لائحة المجلس الدولي للتحالف التقدمي التي ضمت زعماء عشرين حزبا من مختلف القارات من بينها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.