في ركن صغير داخل رواق وزارة الثقافة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، حطت شبكة القراءة بالمغرب رحالها وهي تفتح واجهة للتعريف بنشاطها وتوسيع نطاق إشعاعها كحركة جمعوية تتطلع إلى إشاعة صداقة الكتاب لدى أوسع شرائح المغاربة. مبادرات محلية رائدة تنتظم في إطار جمعوي وطني، بغية تنسيق المبادرات وتبادل التجارب وبلورة استراتجيات عامة تتقاطع عند توسيع خارطة القراءة في الفضاءات العمومية والخاصة وتقريب نخبة الكتاب والمبدعين من الجمهور المغربي، وخصوصا فئاته الفتية. بالنسبة لمحمد كمال المريني، الناشط بفرع صفرو للشبكة، يشكل المعرض الدولي للنشر والكتاب مناسبة ثمينة لتعزيز انفتاح الشبكة على شركائها المحتملين، والجمهور المستهدف بأنشطتها وتحديد تموقع الشبكة في خضم التطورات المتعلقة بمعدلات القراءة وواقع بنياتها وتقاطع أدوار الفاعلين. يعتقد المريني في تصريحه لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التجربة القصيرة للشبكة بينت أن الحديث عن عزوف عام عن القراءة في صفوف الأطفال والشباب، «كذبة كبرى»، لاسيما في ظل غياب مؤشرات رقمية دقيقة حول خريطة القراءة بالمغرب. على العكس تماما، أجواء معرض الدارالبيضاء تعكس، في نظره، تعطشا كبيرا للكتاب والمعرفة والإبداع بصفة عامة، وهي «رسالة على الجميع استيعابها وإعداد الأجوبة الملائمة لإشباع هذه الرغبة». تسطر شبكة القراءة بالمغرب التي تأسست في دجنبر الماضي، وتضم اليوم ثلاثة فروع وعشرة أنوية، أربعة أهداف رئيسية لنشاطها: تشجيع الأطفال والشباب على تخصيص أوقات يومية للقراءة، وتأهيلهم لامتلاك مهارات القراءة واكتساب المعارف التي تؤهلهم في التنشيط الثقافي للوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، ومساعدتهم على اكتساب قيم المواطنة والانخراط في دينامية التنمية البشرية ثم تشجيع ثقافة الحوار والتعايش. وتتنوع أنشطة الشبكة التي ترأسها الجامعية، رشيدة رقي، بين تنظيم لقاءات في الفضاءات العامة للتحسيس الجماعي بأهمية القراءة، وتنظيم لقاءات مفتوحة مع الكتاب والمبدعين والتعريف بالتجارب الناجحة في مجال القراءة والتعريف بأهمية القراءة عبر الشبكات الاجتماعية. وقال محمد كمال المريني إن الشبكة تراهن على إرساء شراكات نشيطة وفعالة مع القطاع العام والخاص وربط الجسور مع المؤسسات ذات الطابع الاقتصادي القادرة على دعم مبادرات إنعاش القراءة. وأضاف في هذا السياق: «نستهدف الجماعات المحلية والناشرين والمؤسسات التعليمية والفاعلين الاقتصاديين وكل من يملك إمكانية المساهمة في تعزيز بنيات الاستقبال المشجعة على القراءة». في أفق تعزيز هذا الإطار التشاركي، يبدو الناشط الجمعوي متفائلا بقدرة المجتمع المدني على تقديم الإسهام العملي المنشود الذي يعضد عمل السلطات العمومية، ويعزز التواصل مع الشرائح المجتمعية المستهدفة ببرامج وسياسات تشجيع القراءة العمومية.