تحت إشراف الأستاذ إدريس الكراوي، الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، رئيس جهة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمجلس العالمي للعمل الاجتماعي، صدر حديثا كتاب "الحوار المدني في المجتمعات العربية .. تجارب مقارنة"، وهو الكتاب الذي تضمّن أشغال الملتقى الثالث لجهة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمجلس العالمي للعمل الاجتماعي. يسعى الكتاب إلى الإحاطة بمختلف التحديات التي فرضها الربيع العربي، بسلبياته وإيجابياته، وكذا تحليل تأثيراتها على مسار الحوار المدني المتصل بمعالجة مختلف أوجه الخلاف والاختلاف والصراع، وذلك في أفق البحث عن أحسن السبل لإدارة التغيير بطرق سلمية وديمقراطية بين مختلف المكوّنات الحيّة للمجتمعات العربية. يشتمل الكتاب، الذي صدر ضمن منشورات جمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، على كلمات الافتتاح التي قدمها كل من إدريس الكراوي، وإدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وبرينو بويزا المنسق المقيم الممثل الدائم لنظام الأممالمتحدة بالمغرب. كما يشتمل على فصلين أولهما بعنوان "الحوار المدني، الإطار العام والمقاربات" ويحتوي على مداخلتين لكل من سيرغي زيلينيف المدير التنفيذي للمجلس العالمي للعمل الاجتماعي بعنوان (الحوار المدني والاجتماعي، الأسس والمنطلقات)، ومحمد نور الدين أفاية من جامعة محمد الخامس - أكدال ، رئيس جمعية البحث في التواصل بين الثقافات، بعنوان (الحوار المدني ورهانات الانتقال إلى الديمقراطية). أما الفصل الثاني فهو بعنوان "الحوار المدني: تجارب دولية وعربية"، ويحتوي على تسع مداخلات لكل من كريستيان رولي رئيس جهة أوروبا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وصلاح هاشم رئيس الشبكة المصرية للحماية الاجتماعية، ومعز بن حميدة أستاذ التعليم العالي في الخدمة الاجتماعية بالمعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية بتونس ، ومحمد محفوظ رئيس الجامعة المفتوحة للقدس - فلسطين، وكامل مهنا أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية رئيس مؤسسة عامل الدولية المنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية اللبنانية والعربية، وعمار محمود مرشد رئيس منتدى التنمية السياسية باليمن، وسميح سنقرط رئيس الشبكة الأردنية للعمل الاجتماعي، وأم كلثوم بنت حامدينو أستاذة باحثة عضو الشبكة الموريتانية للعمل الاجتماعي، وإدريس الكراوي. وفي تقديم عام للكتاب، قال الكراوي إنه "يشكل ثمرة مجهود جماعي لمسؤولين دوليين، وخبراء، وفاعلين من العالم العربي التأموا لتدارس موضوع هام قصد تقاسم الممارسات الجيدة في مجال الحوار المدني من خلال تقديم تجارب دولية وعربية بهذا الشأن. كما أنه عصارة لنقاش مسؤول، هادف، ومجد بين فعاليات تمثل المجتمعات المدنية العربية حول إدارة التغيير بسبل سلمية وديمقراطية". إن التحولات العميقة، يقول الكراوي، التي تعرفها المجتمعات العربية، خصوصا منذ انطلاق ما يعرف بالربيع العربي، بدأت تفرض حكامة تأخذ بالاعتبار تطلعات مواطني هذه المجتمعات إلى مزيد من الحرية والعدالة والكرامة، قوامها التدبير الديمقراطي للاقتصاد والمجتمع، وعمادها التنمية التشاركية المسؤولة والمستدامة. وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب حصيلة أشغال الملتقى الثالث لجهة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمجلس العالمي للعمل الاجتماعي، الذي انعقد بالرباط يومي 17 و18 يونيو المنصرم بشراكة بين المكتب التنفيذي وشبكة المغرب للمجلس، بدعم من مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير والبنك الشعبي المركزي والقرض الفلاحي للمغرب.